شيعت مدينة أكَادير، بعد صلاة ظهر يوم الأحد 18غشت 2019، جنازة القيادي الاتحادي والمؤسس النقابي وطنيا ومحليا الأخ حسن حوس، في موكب جنائزي مهيب، حضره، علاوة على عدد كبير من رفاقه في النضال، بناة الحزب والنقابة بسوس وجنوب المغرب وممثلو أطياف سياسية أخرى،عضوان من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الأخوان:عبد الحميد جماهري والمهدي المزواري.
فقد شاءت الأقدار أن يودعنا في صمت، يوم السبت المنصرم، أخونا المناضل الشهم والنقابي الجسور، حسن حوس، بعدما صارع المرض العضال الذي ألم به بعزيمة قوية وثابتة، مثلما صارع في سنوات الرصاص، كل القوى المناهضة للحرية والديمقراطية ودافع عن الطبقات المسحوقة من طبقة عاملة وشغيلة تعليمية في كل معاركها النقابية الكبرى وطنيا ومحليا.
وكان الراحل، بحق، من بناة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسوس، ومسؤولا في أجهزته الوطنية والإقليمية والمحلية، كما كان من بناة النقابة الوطنية للتعليم بالجنوب منذ تأسيسها، وأحد مؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ثم الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ولاتزال إسهاماته الكثيرة، سواء في الحزب أو النقابة، أو في تدبير الشأن الجماعي المحلي أو الشأن البرلماني، راسخة في أذهان جميع مجايليه ورفاقه في كل المعارك السياسية والنقابية التي خاضها حسن حوس منذ فترة شبابه في الستينيات من القرن الماضي.
وفي كلمة مؤثرة للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أبّن الأخ عبد الحميد جماهري فقيد الأسرة الاتحادية خاصة والأسرة اليسارية والنقابية عامة قائلا:
«ها نحن نمتثل لوصيتك ونحن خاشعون صابرون لنودعك بقلوب مؤمنة بقضاء لله وقدره، نواريك أرضا أحببتها قبل أن تعانقها الآن، أرضا احتضنتها كل حياتك وهي تحتضنك اليوم بامتنان كبير ساعة رحيلك، كما يليق بابن بار وكريم».
«أخانا حسن، نشهد أنك من الذين قال عنهم سبحانه وتعالي ” مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “،نشهد أنك كنت مؤمنا وأنك صدقت الله في عهده، وأنك ما بدلت تبديلا. لقد قرأنا في كتاب حياتك كل شيء، قرأنا فيه وفاء المناضل الميداني وصلابة المؤطر السياسي و قوة النقابي».
«في جسدك المسجى نقرأ تاريخنا كله، سيرة القادة الكبار ونزاهة المثقفين الكبار وثبات المخلصين الكبار، لقد أدركت باكرا بأنه لاشيء يجعلنا عظماء كالألم مع شعبنا والوقوف إلى جانبه، منذ كنت ابن 12سنة حين قادك حدسك النظيف لتختار طريق المصائرالقاسية وتلتحق بالعمل السياسي في ظروف صعبة لتكون ابن 13 سنة وأنت أصغر ملاحظ سياسي في انتخابات المغرب القاسي».
«يدين لك حزبك بأنك ابنه البار تحملت المسؤولية في عز سنوات القسوة والجمر، وكنت من الآباء المؤسسين لأجهزة الاتحاد في سوس العالمة والعامرة بحب الشهادة، وتعلم منك إخوانك في القمة والقاعدة معنى الانحياز اللامشروط للقضايا العادلة للطبقة العاملة والشغيلة التعليمية بالخصوص في كل الواجهات، حيثما وجد شعبك وحقوقه».
«وقفت صلبا نزيها وقائدا رائعا في البرلمان وفي المجالس الجماعية حيث كانت تقضى على يديك حوائج الناس، وكنت في منتهى البساطة الاجتماعية والنقابية، لاحدّ لالتزامك ولاحدّ لانخراطك. وإذ يشيعك إخوتك الآن فتلك الشهادة أنك كفيت وأوفيت أخانا حوس، ونحن هنا لنتطهر بطهارة معدنك ونسمو بسمو خلقك».
ونحن هنا نطلب الصفح إذا قصرنا في رسالتك أو ألهتنا عنها صروف الأفراد وحسابات المرحلة ونجدد العهد بأننا سنواصل الطريق الذي دشنته مع رفاقك في النضال».
«ونحن على أبواب تخليد 60سنة من عمر حزبك، سنسجل بالدم والافتخار أنك من الجنود الأقوياء الذين حموا بلادهم وصدقوا شعبهم وعلى سواعدهم بنوا خارطة طريق نهضته قطعة قطعة، على طريق القادة والشهداء، وكنت من جنود حمى التاريخ بهم وجهة التقدم والديمقراطية».
و«كما كنت حيا ستكون خالدا، وعلى قبلة روحك نصوب بوصلة الطريق ولا إله إلا الله. له أما أعطى وله ما أخذ ولتخلد مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا».

الكاتب : عبد اللطيف الكامل