كرة القدم بواحتي دادس امكون تنبعث من جديد

بقلم ذ.الفنان عمر ايت سعيد //

أصبحت كرة القدم لعبة كونية يستثمر فيها الكثير من الأموال بل أصبحت تشغل الكثير من الشباب عبر العالم. وفي نفس الوقت هذه اللعبة المدورة العجيبة أصبح لها تاريخ، تاريخ يجمع بين الانتصارات والانتكاسات. تاريخ القيم واللاقيم إن صح التعبير.   

       في سياق نشر قيم كرة القدم نظم لاعبي كرة القدم بواحتي دادس وامكون النسخة الأولى من الملتقى السنوي لكرة القدم تحت شعار ” الرياضة تجمعنا ” و ذلك من 6 الى 8 غشت 2019. بقلعة مكونة اقليم تنغير. هذا الملتقى الذي عرف نجاحا باهرا وحضورا متميزا لطاقات رياضية قديمة وجديدة.

   جاء هذا الملتقى نتيجة لمجموعة من التحضيرات المسبقة سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والوا تساب حيت التقت الأجيال القديمة والجديدة فكان العدد الإجمالي للمشاركين الفاعلين 136 مشاركا وهذا العدد في تزايد مستمر يضم هذا العدد 87 لاعبا ينتمي الى فئة القدامى الممارسين لكرة القدم . هؤلاء الشباب خلقوا حوارا وتفاعلا في هذه المواقع الاجتماعية وعملو على تسطير برنامج رياضي تواصلي ثم بالفعل أجرأته و تنفيذه باحترام التوقيت المخصص له وكذا الفقرات المتفق عليها . اليكم برنامج الملتقى :

   جميع المباريات كانت رائعة (حيث فاز الفريق الفضي بتنغير بهذه النسخة الاولى ) . و الاروع هو حضور الجمهور لمباراة اللاعبين القدامى التي جمعت بين عدة طاقات ووجوه متميزة لم ترى بعضها البعض منذ عدة عقود من الزمن. وبصفة عامة جل فقرات الملتقى عرفت استحسان واعجاب الحضور لأنها محطات لإعادة انتاج قيم التسامح والتعاون والتعارف التي تحلى بها جيل السبعينات كما أن جل الطاقات الفاعلة في هذا الملتقى تعتزم جعل هذا الملتقى تقليدا سنويا يهدف الى تنمية الرياضة في الواحة وبلورة استراتيجية لمحاولة ادماج شباب الجيل الثالث من المهاجرين وتشجيع الرياضات الفردية والنسوية وكل هذا لن يتأتى إلا بتضافر جهود الجميع.

كرة القدم والرياضة بصفة عامة لها دور فعال في خلق ملتقيات بين الشباب ليمرر الكبار القيم النبيلة للأجيال الجديدة. حيث ثم تكريم العديد اللاعبين القدامى الذين اعطو الشيء الكثير لكرة القدم بالواحة وهنا نخص بالذكر الاعب امحمد اهرى علي الذي توج كاحسن لاعب بتاربخ كرة القدم بالمنطقة. أمام هذا النجاح الذي حققه هذا الملتقى لابد من الإشارة الى بعض الإكراهات و الصعوبات التي اعترته حيت مثلا نجد أن مدة التحضير له كانت غير كافية بمعنى لابد في الدورات اللاحقة أن يشتغل الإطار المؤسس في سقف زمني معقول للإعداد والتحضير.  

     كما أن لائحة المكرمين لم تغطي جل الوجوه المتميزة في تاريخ كرة القدم بواحتي دادس وامكون لذاك وجب فتح لائحة أخرى في السنوات المقبلة. وآليات التواصل كما التواصل نفسه بين أعضاء مجموعة اللاعبين القدامى لابد من تطويره وتفعيله ليساهم الجميع في تحقيق هذا المشروع الرياضي الذي يهدف الى تحقيق تنمية رياضية وتحقيق جسر للتواصل بين الرياضيين القدامى والجدد.

 وبالإضافة الى ذلك لابد من تخصيص جوائز تليق بمقام الفرق الفائزة لتحفيزها وتشجيعها ولإعطاء إشعاع إقليمي ووطني لهذا الملتقى .اتفق الحاضرون في الملتقى على ضرورة خلق موقع الكتروني خاص بالملتقى يسهر على تسييره الإطار الجمعوي الذي سيولد في القريب العاجل ان شاء الله.

  وفي الأخير ما أثارنا كمتتبعين هوعودة حماس اللاعبين القدامى وغيرتهم على الكرة بالواحتين ورغبتهم الأكيدة في تمرير مهاراتهم للجيل الجديد بشكل تطوعي، هذا الحماس الذي يوازيه رغبة واعجاب الجيل الجديد من اللاعبين بعطاءات القدامى وبأخلاقهم ونبل سلوكاتهم عبر المحطات الرياضية التي اجتازوها. وكل هذا أعطى حرارة ودينامية جديدة للواحتين. فعلا الرياضة تجمع الشباب و تؤطرهم وتبعدهم عن المخدرات والمنزلقات . نتمنى النجاح للشباب ولكل القائمين والساهرين على هذا الملتقى المزيد من العطاء وجميعا من أجل شباب متسلح بالقيم يقبل العيش المشترك و يرتبط بالأرض والجذور.

         بقلم الفنان عمر أيت سعيد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد