الثقافة المغربية ترفض الفكر الاخواني 

 ما قام به فقيه قرية ” أضار ن وامان” بإقامته مأدبة غذاء أولا ترحيبا بضيفات و ضيوف القرية, و ثانيا إعترافا منه بالعمل الإنساني لهؤلاء, هو رد حضاري و ثقافي مغربي على التدوينة الغريبة و البليدة لبرلماني المغربي المحسوب على تيار سياسي ديني يريد تغيير البنية الثقافية المغربية بما فيها جانبها التديني.

بلادة التدوينة هي بلادة سياسية من نائب يتحتم عليه منصبه البرلماني أن يزن ما يكتبه سياسيا لئلا يجر على البلد ما جرته سابقا صيحات إخوانه النواب من نفس الحزب عندما أطلقوا لعقائرهم العنان في البرلمان تحت تأثير جرعة “نضالية” زائدة بفعل حضور السفير الفلسطيني, فتحول البرلمان إلى ساحة شبيهة بساحات الطلبة في الجامعات رفع فيها السادة النواب بمراهقتهم السياسية شعار ” أمريكا عدوة الشعوب”, و لولا حكمة المسؤولين في إطفاء غضب الأمريكيين لأدى المغرب ثمن مراهقة بعض برلمانييه سياسيا. مراهقة سياسية أخرى يؤدي فيها البلد ثمن تدوينة نائب برلماني الذي لم ير ما يعجبه في المتطوعات البلجيكيات إلا أجسادهن و دون ما دونه مخافة الفتنة أن تصيب الناس و كأن الناس حيوانات لا أخلاق ولا قيم لهم( و ما دونه إهانة للساكنة و لقيمها الأمازيغية ), أما العمل الإنساني الذي يقمن به فلا شأن له به ما دام السيد النائب لا يعرف القيمة النفسية و الحضارية لهذا العمل إلا بمقدار ما ينفعه بتوظيفه سياسيا و انتخابيا. تدوينة السيد النائب أنطقتها مرجعيتة الثقافية و هي مرجعية أجنبية إخوانية و وهابية و التي لا ترى في المرٱة إلا جسدا عورة يفتن الناس لذلك يجب حجبه عن الٱنظار لتهدئة النفوس, و النفوس كلها مريضة حسب هذه المرجعية المريضة, و قد وصل هذا الهوس الجنسي عند حراس المرجعية الوهابية إلى أن فرضت سابقا على محلات بيع اللعب بالسعودية تغطية وجوه لعب الٱطفال ” باربي” المستوردة مخافة الفتنة و إثارة الشهوات, الشيء الذي أثار سخرية عارمة .
ما يهم المرجعية الإخوانية للسيد النائب هو تغطية ما يسميه هو عورة و نسي أن هؤلاء تطوعن لتغطية عورته فبدلا من تشجيعهن و تشجيع الجمعيات التنموية المغربية التي أحيت منذ الثمانينات طقسا جماعيا مغربيا مترسخا في ثقافتنا المغربية و هي ثقافة ” تاويزا” الأمازيغية و التي بفضلها نمت الكثير من المناطق المغربية لتتبناها الدولة فيما بعد باسم “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”, فبدلا من تشجيع هذه العادة الثقافية و ربطها بالعمل التطوعي العالمي و تسويقها باعتبارها من إرثنا الثقافي المغربي,
أطلق السيد النائب العنان لمرجعيته الإخوانية لدغدغة العواطف الدينية و توظيفها سياسيا في تبخيسه لهذا العمل التطوعي من باب “عورة النساء”. لكن الرد الذي لم يتوقعه السيد النائب جاء من المرجعية الثقافية المغربية التي ظن و ظن غيره أنها تأخونت و توهبت, و جاء الرد السريع و القوي للمغاربة في إدانتهم لما دونه السيد النائب, و جاء الرد موجعا من المرجعية التدينية المغربية في استضافتها للمتطوعات البلجيكيات حول مائدة طعام و هي إشارة بليغة و حضارية من فقيه القرية التي احتضنت عملية تيويزي لإصلاح الطريق العام فيها, و يعلم السيد النائب رمزية مشاركة الطعام ( تيسنت/ الملح) في الثقافة المغربية الأمازيغية. لنذكر السيد النائب بثقافة ” تيسنت/ الملح” لعل الذكرى ترجعه إلى ثقافته المغربية, فمشاركة الطعام هي عقد اجتماعي و ثقافي وأخلاقي مكتوب ب ” تيسنت” يربط المشاركين برباط الأخوة, لذلك يٱخذ الملح دلالاته و إيحاءاته في مرجعيتنا الثقافية المغربية.
يا سادة ثقافتكم و خصوصيتكم المغربية هي من تحميكم من أنفسكم و من ثقافة التعصب و الانغلاق فارجعوا إليها.
يقول المثل الأمازيغي” ئزي ؤر أيسكار تامنت ” أي الذباب لا ينتج العسل” .
ذ. الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد