هذا ما جنته الكتائب الالكترونية على وطننا المغربي.

الحملة القوية التي قادتها الكتائب الالكترونية بالمغرب بمشاركتها في الحملة العالمية للاخوان المسلمين للتشهير بالنظام المصري بعد وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي اثناء محاكمته تثير الكثير من التساؤلات، وهي تساؤلات ترتبط بالوطنية و بهوية هذا البلد .
فهل الوطن هو هذه الارض بحدودها السياسية و التاريخية و الثقافية الممتددة جذورها في التاريخ و التي تسمى اليوم بالمغرب؟ ام الوطن هو هذه الجغرافية الطوباوية التي تمتد من الخليج الى المحيط و التي يحلم بها القوميون المغاربة؟ ام هو هذا الوطن الاسلامي الممتد من باكستان الى المحيط حسب طوباوية الاسلاميين؟
لكن اذا تعارضت المصلحة الوطنية مع المصلحة القومية او الاسلامية فهل سنغلب المصلحة القومية كما يفعل القوميون المغاربة او المصلحة الاسلامية كما يفعل الاسلاميون؟
بمعنى هل الاسبقية هي للانتماء الى هذا الوطن المغربي ام الانتماء الى وطن طوباوي آخر اوسع؟
فالى وقت قريب كانت القضية الفلسطينية( كقضية انسانية) عند بعض التيارات و الاحزاب المغربية اهم من القضية الوطنية يعبر عنها الشعار الذي رفعته هذه التيارات في الساحة السياسية المغربية : ” القضية الفلسطينية هي القضية الوطنية الاولى للمغاربة” و هو الشعار الذي ما يزال يوظف الى الآن كأصل تجاري لاغراض انتخابية و سياسية.
هذه التساؤلات تطرح نفسها بحدة في بلدنا كلما جد جديد في الشرق الوسط اي القلب النابض للايديولوجيتين القومية و الاسلامية اللتين ابتلي بها المغاربة منذ ان اضاعوا هويتهم الثقافية و الحضارية بعد الاستقلال.
الطارئ هذه المرة هو وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي و الذي عزله العسكر مستغلين ثورة 30 يونيو للشعب المصري ضد حكم الاخوان، و ما رافقت هذه الاطاحة من سجن و و محاكمات و ضغوطات نفسية عجلت بوفاته، و هي ممارسات لا يمكننا الا ادانتها و ادانة ما تعرض له الرجل من مضايقات عديدة ادت الى وفاته في المحكمة، لكن ان تنخرط بعض التيارات السياسية في بلدنا عبر كتائبها الالكترونية في الحملة العالمية للاخوان المسلمين و التي تتزعمها قطر و تركيا ( الحاضنتان لجماعة الاخوان) في عدائهما للنظام المصري مما يضر بمصلحتنا الوطنية، هنا نقف لنصرخ عاليا لنقول لهذه الكتائب كفاك من التلاعب بوطننا و زجه في صراع ليس في مصلحتنا لخدمة اجندة اخرى اضرارها على وطننا اثقل وطئا.
هذه “البلادة ” الايديولوجية التي حركت الكتائب الالكترونية في المغرب لتنخرط في هذه الحملة العالمية للاخوان ضد مصر اثر وفاة زعيمهم محمد مرسي نتجت عنها اضرار بقضيتنا الوطنية، اذ جاء الرد المصري على هذه الحملة الغبية سريعا.
جاء الرد المصري سريعا، رد مستفز مس مشاعرنا الوطنية بصورة سافرة حين تم تجزئة المغرب في خريطة افريقيا الكروية و وضع راية البوليزاريو على جغرافية الصحراء المغربية، ليتم تصحيح الخريطة بسرعة بعد احتجاج السلطات المغربية على هذا الرد المصري المستفز الذي كان بدوره ردا على الحملة الرعناء للكتائب الالكترونية بالمغرب ( و هي معروفة الانتماء) ضد سلطات مصر، و اعتذر المصريون بلباقة سياسية عما فعلوه.
لكن الرسالة المصرية وصلت، و فهمناها، فهل فهمها من يقف وراء حملة الكتائب الالكترونية الاخوانية بالمغرب؟ أم ان ايديولوجيتهم اعمت الابصار و البصائر و ختمت على القلوب؟
و هل يع هؤلاء بخطورة ما يفعلون لارواء نزواتهم الايديولوجية التي تضر بقضيتنا الوطنية؟
و هل الانتماء الى الاممية الاسلامية الماواردية و القطبية اهم من الانتماء الى هذا الوطن المغربي؟
ام ان الولاء للايديولوجية القومية او الدينية أهم من الولاء للوطن؟
رجاء لا تتلاعبوا بمصالح الوطن، فمصلحة الوطن اهم من الايديولوجيات العابرة.
ذ. الحسن زهور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد