الناقدة حسين سهيلة في قراءة نقدية…

تحرير سعيد الهياق
قراءة انطباعية في قصيدة نثرية :
تذكرت أمّي الآن
نص / شلال عنوز

لم أدر لماذا تذكرت أمي الآن !!
بعد أن شرب الماء ماءه
وخطب الجدب على منابر القحط
تذكرتها الآن
وأنا الذي امتهن التذكّر
ككل البائسين في بلادي الثيّب
مُذ تفاقم اليباس في شجر العمر
احتدم العقم في رحم الأمنيات
وأنا أحتلب ثديَ العقوق
أرقص على شفرة سيف الحَجّاج
أمضغ لُبان صلف التغرّب
في بلاد تسوسها شراهة المهرجين
تحرسها فيالق الدمى
يهزج في نوافلها الضجيج
تذكرتها …و القرية النائمة على أخدود الشقاء
ولدت فيها باكيا صباح يوم نازف بالمطر
حينها قال والدي وهو يلقي( المسحاة) جانبا
ويضمني الى صلوات صدره :
عوّضنا الله به عن أربعة أكلهم التراب
لم يبلغوا الفطام
ما أروع أن يزفني الغيث وليدا
في يوم غرس فيه والدي فسيلة النخل
التي خلّفناها وراءنا محنية الجذع تراقبنا ذاهلة
ونحن نفارقها بلا وداع
صبيحة يوم زاخر بالضجر
لمدينة قيل أن جدّي الأكبر
أول من أشعل فوانيسها
وجاور قبراً فيها ضمّ كل الأيمان
تذكرت الذين أغرقتهم ضراوة الرحيل
شربوا ظمأ غصة الفراق
ومازالوا يشربون من نهر القهر
هناك في أقاصي المأساة
في قريتنا (التوثي) قبل خمسين عاما ونيفا
(سيد كريّم)يذرع الوقت على ضفاف صمت نهر (الميزر)
يمسك منسأة الزمن المعتوه
يلوح بسوءتها للغافلين
يتلفت حيث لايسمع سوى عنف صريرالقلق
لايرى غير مآتم ظلّ المشوّهين
الشابحة عيونهم في آنية
تستبدّ فيها سطوة الجوع
كان حالما كخيال الشعراء
يغني غناءً ليس كالغناء
يمزّق أمعاءه بيُتم نواح مكلوم
يخرج من جوف حنجرة
يحشرجها الأنين
صغار نحن , نشاكس وحدته
نرميه بحجارة الغربة
نركض وراء هسيس عذاباته
نشاغب أجيج بوحه
و لايتعب عن مسبتنا
صارخا يا أبناء ال ……
لم يمنعنا الموج الهمجيّ عن مطاردة سِفر تجلياته
قائمة الحرام الحلال تتدلى مشنوقة على شرفات التصحّر
اللغو البليد يتناسل في المدن الموبوءة بشراسة الجهل
العنت الطفولي يستصرخ شهوة الشغب
يتشيطن الفضول
يوقظ كوامن الأذى
الذي انتقل لنا بالوراثة
من فحولة الصحراء
طواحين الغباء تجتاح المدن الافيون
سكارى وماهم بسكارى
في تلك القرية التي أكلتها صرعات الفاقة
الناس لايقاومون من قيّدهم بسلاسل الفقر
لم يجرّبوا فكّ شفرة القيد
بل يتلذّذون بعذاب التعساء أمثالهم
بلادي تتناسل في حيطانها رعونة الطغاة
شقوة النفاق
تعشش في خرائبها بشاعة الكراهية
أفانين الذبح المشاع
تتبخّر بدخان الهزائم الخيانات
فتستحم بدماء ابنائها
بلادي مدمنة بقداسة التبعية
وتنصيب الغرباء أئمة
نكاية بالنسب !!!
تذكرت أمي الآن
آآآآه كم أفتقدك يا أمّي
مازلت تبلّلين ريق لهاثي في مواسم الهجير
تشاكسين سوط ذاكرتي
في محطات الانتظار
هو جوع البكاء على دفء تراتيل صدرها
توق طفل تجاوز غسق الستين
هو عطش البكاء حين يفتك بك الجفاف
في تخوم البلاد العطش ياصاحبي
أمي لم تكن أمّاً حسب
كانت ينابيع عنفوان
تتفجر محبة في عنق الهجير
تأتزر صمت آهاتها
فتزق الشذا في نسغ المشاوير
تشعل مواقد الأمل في ذروة القنوط
وتنشد لعرس سيولد في الأفق
هي مآذن مدن من حنان
قناديل نهاراتها تراقص خضرة الصفصاف
على ضوء حبها السرمدي
سأبقى أغني الأمل المنشود
لعلّي أجدُني
ولو بعد حين
ففي سفوح المواجع
سطوة الزمهرير
احتشاد الحسرات
يطوفني غبش ثورة الحلم
فأتمنى..
دفء حضن أمي
عذق نخلة أبي
ونهر المواويل
على شواطيء دجلة

النجف : 22-1-2019

=======
============

القراءة:

الفكرة :
شجن، فقد، ووجع، وحنين إلى حضن أم دافئ ووطن، وذاكرة زمن، ماضي وحاضر يمضي في صيرورته متواصل غير مفصول من دون كل ولا ملل وغربة وجودية و أمل في
ثورة الحلم.

التيمة : تتفرع عنها تيمات

سرعة فرار الآن إلى الماضي واختيار الذاكرة حضنا. وتيه زمن بسرمديته ،
وعبث شعب بآدميته ، بتفريطه في رموزه وثقافته وبوصلة أخلاقه وقيمه ودياناته واحتكامه،إلى تجار الدين باختيار الغرباء مجهولي النسب نكاية في النسب لمزيد التغرب و التغريب بفقدان تحصين المواطنة من الداخل ومن الخارج وتفريط في السيادة والقيادة وضياع العدالة الإجتماعية وانتحار القانون وانطفاء قنديل حمورابي و وبروز قانون الغاب والفوضى وتقديم الأشلاء قرابين للطغاة فتفوح رائحة الدماء في كل مكان ويشتد عود عبدة المال فينتشرون مفسدين كشيطان رجيم ، ورُجم السيد كريِّم بحجارة الأطفال (أبناء ….)وانحنت النخلة …..رمز الشموخ ….للأرجوز … و الساسة المهرجين وفيالق الدمى …المؤتمرين بالجهلة الأغبياء …

العتبات :

العنوان: تذكرت أمّي الآن : الفعل مضارع، (ت ) ذكر (ت)/حنين ( ذاكرة) / المتكلم (الأنا ) الشاعر /الهِيَ أمّ( ي) /الزمن حاضر الآن .

الإستهلال :

(لم أدر لماذا تذكرت أمي الآن !!
بعد أن شرب الماء ماءه
وخطب الجدب على منابر القحط)
يتساءل (الأنا)، الشاعر عن سبب هذا الرجوع إلى الذّاكرة …إلى حنينه إلى أمّه، في هذا التوقيت بالذات وهو يعجب لذلك وتؤكده نقتطي التعجب المذيلة للتساؤل بدلا عن نقطة الاستفهام ….استفهام، استعمل كأسلوب بلاغي بغرض التعجّب ، ويدخل في باب الاستعمالات المجازية للاستفهام لا الحقيقية …

يببدو أن الزمن الآن، زمن قحط وجدب، وكأني بالينابيع والآبار والأنهار قد جفت، والخُطب على المنابر صارت عقيمة، جافة لا روح فيها ولا صدق ولا أمل تبُثّه …
أما استعماله ل (لم )+ فعل المضارع (أدر )تفيد النّفي في الزمن الماضي …

القفلة:

(يُطوّفني غبش ثورة الحلم
فأتمنى..
دفء حضن أمي
عذق نخلة أبي
ونهر المواويل
على شواطيء دجلة)
(النجف : 22-1-2019)

تبدو القفلة من جنس الإستهلال، تنبىء بعدم وضوح في ال(غبش) و رؤيا تائهة بالتّطويف والتّسويف في (يُطوّفني) ….
وحلم (بثورة الحلم) علّها قادمة على مهل .

غير أنها( أي القفلة) اختلفت معه (أي الاستهلال) في كونها وضحت لنا سبب التذكّر، وأفادتنا بالإجابة، المتمثلة في ضبابية الرؤيا، والوحشة الناتجة عن (ثورة الحلم) التي ضلت طريقها وكأنها تحتضر شعور بغربة، و بعدم أمان ،و عدم إستقرار و إلى فقدان حضن يحتويه… افتقاد لصدق في المشاعر، لذلك نراه يحن إلى حضن أمّه، و إلى عذق أبيه، الرامز إليه بالنّخلة في شموخها، كما يحن إلى ان تدبّ الحياة ويرجع الفرح والغناء على شواطئ دجلة … .لتعزف أحلى السنفونيات على أنغام خرير مياهه العذبة الزلال ، التي تخيلنا أن قد أصابها الخرس( بعد أن شرب الماء ماءه ) في الاستهلال …
ولا شك، أن المفردات المستعملة في قصيدة الحال، لم تكن اعتباطية بل انتقاها الشاعر بكل عناية من ذلك استعماله لمفردة :

يطوّفني: أصل الكلمة :طاف : طوْفًا وطَوَافًا بالمكان وحوله دار حوله وفي البلاد جال وطوْفا به الخيال أتاه في النوم ،طوَّف تطويفا وتطوافا طاف به و في البلاد سار فيها …

كذلك استعماله لمفردة :

غبش: غبِشَ غبشا وأغبش الليل خالط البياض ظلمته في آخره
ليلة غبشاء ليلة مظلمة.

دون أن ننسى مفردة :

(فأتمنى) استعمل التمنّي بدلا عن التّرجي لاقتناعه بالاستحالة. استحالة تحقق احتضان أمّه له الآن أو في المستقبل، ذلك أن أمّه صارت من الماضي وكذلك أباه …الخوف أن يكون قد فقد الأمل في أن تدبّ الحياة، من جديد، على ضفاف دجلة، كذلك الشأن( بثورة الحلم )…
كتبت القصيدة بتاريخ
23/01/2019
بالنجف تاريخ اقترن باحتفاء الشرق بعيد الأمّهات ..

(تذكرتها الآن)
نلاحظ هنا إصرار على تكرار كلمتي: ( تذكرتها) و( الآن ) الزمن الذي كشفناه أعلاه …
وكأني به أي الشاعر يريد مزيد جلب انتباه المتلقي، و استعطافه بغرض إرباكه للتقرب منه، وإحداث القلق لديه والتوتر بقصد حثه على سماعه …ليُصيّره منفعلا متوترا، ليحقق ما كان أشار إليه ابن رشيق القيرواني من التصاق الألفاظ بالقلب لتعلق بالنفس وتثبت من دون مجهود بل لتُرسخ بالصّورة الذهنية التي ينسجها المتلقى من خلال مقدرة الباث أي الشاعر وقدرته على التأثير فيه وأسره ….

(وأنا الذي أمتهن التذكّر
ككل البائسين في بلادي الثيّب
مُذ تفاقم اليباس في شجر العمر
احتدم العقم في رحم الأمنيات
وأنا أحتلب ثديَ العقوق
أرقص على شفرة سيف الحَجّاج
أمضغ لُبان صلف التغرّب
في بلاد تسوسها شراهة المهرجين
تحرسها فيالق الدمى
يهزج في نوافلها الضجيج)

نلاحظ مقدرة تقنية عالية، في زج المتلقي في الماضي والبكاء على الأطلال، شأنه شأن البائسين في بلاده الثيّب تشبيه مكني مجازي (يفيد فراق زوجة لزوجها بالطلاق أو بالموت )* فكأني بالبلاد لم تعد تلك البكر وبالتالي كأنّ شأنها قلّ و لم يعد كما سبق وكأنّ ظهرها قسم فصارت بذلك إذا مسرحا مستباحا لكل من هبّ ودبّ من مهرجين وجيوش دمى يعيثون فيها فسادا.
ذاكرة أخذتنا إلى شفرة سيف الحجاج هروبا من يأس الأمنيات بعد أن صار الحلم مستحيلا في رحم الأمنيات ويبس العود نتيجة الكبر …والتغرّب…
نلاحظ حضور ذات الشاعر بكثافة
في منولوج داخلي، يستبطن تبئيرا لذات كسيرة، من الداخل في الأعماق. أعماق ذات، ضجت من عقم الحاضر، هربت إلى الماضي، لمزيد التذكّر من منظور ذاتي .

(تذكرتها …و القرية النائمة على أخدود الشقاء
ولدت فيها باكيا صباح يوم نازف بالمطر
حينها قال والدي وهو يلقي( المسحاة) جانبا
ويضمني الى صلوات صدره :
عوّضنا الله به عن أربعة أكلهم التراب
لم يبلغوا الفطام
ما أروع أن يزفني الغيث وليدا
في يوم غرس فيه والدي فسيلة النخل
التي خلّفناها وراءنا محنية الجذع تراقبنا ذاهلة
ونحن نفارقها بلا وداع
صبيحة يوم زاخر بالضجر
لمدينة قيل أن جدّي الأكبر
أول من أشعل فوانيسها
وجاور قبراً فيها ضمّ كل الأيمان )

فعل التذكّر المتكرّر، أخذنا إلى يوم ميلاده الذي صوره لنا من مخياله، فجاء غريبا علينا، صورة مخالفة، لما تعودنا عليها، في ساعات الميلاد الأولى وربما اللّاحقة …ولد والمطر ينزف .
أعلمنا أن أباه غرس نخلة كما أعلمنا أن له إخوة قد ماتوا قبل ولادته ثم له جده الأكبر هو من أشعل فوانيس مدينته .

(تذكرت الذين أغرقتهم ضراوة الرحيل
شربوا ظمأ غصة الفراق
ومازالوا يشربون من نهر القهر
هناك في أقاصي المأساة
في قريتنا (التوثي) قبل خمسين عاما ونيفا
(سيد كريّم)يذرع الوقت على ضفاف صمت نهر (الميزر)
يمسك منسأة الزمن المعتوه
يلوح بسوءتها للغافلين
يتلفت حيث لايسمع سوى عنف صريرالقلق
لايرى غير مآتم ظلّ المشوّهين
الشابحة عيونهم في آنية
تستبدّ فيها سطوة الجوع
كان حالما كخيال الشعراء
يغني غناءً ليس كالغناء
يمزّق أمعاءه بيُتم نواح مكلوم
يخرج من جوف حنجرة
يحشرجها الأنين
صغار نحن , نشاكس وحدته
نرميه بحجارة الغربة
نركض وراء هسيس عذاباته
نشاغب أجيج بوحه
و لايتعب عن مسبتنا
صارخا يا أبناء ال ……
لم يمنعنا الموج الهمجيّ عن مطاردة سِفر تجلياته
قائمة الحرام الحلال تتدلى مشنوقة على شرفات التصحّر
اللغو البليد يتناسل في المدن الموبوءة بشراسة الجهل
العنت الطفولي يستصرخ شهوة الشغب
يتشيطن الفضول
يوقظ كوامن الأذى
الذي انتقل لنا بالوراثة
من فحولة الصحراء )

طواحين الغباء تجتاح المدن الافيون
سكارى وماهم بسكارى
في تلك القرية التي أكلتها صرعات الفاقة
الناس لايقاومون من قيّدهم بسلاسل الفقر
لم يجرّبوا فكّ شفرة القيد
بل يتلذّذون بعذاب التعساء أمثالهم
بلادي تتناسل في حيطانها رعونة الطغاة
شقوة النفاق
تعشش في خرائبها بشاعة الكراهية
أفانين الذبح المشاع
تتبخّر بدخان الهزائم الخيانات
فتستحم بدماء ابنائها
بلادي مدمنة بقداسة التبعية
وتنصيب الغرباء أئمة
نكاية بالنسب !!!

*ذاكرة لم تنس ذاك الشغب الهمجي الذي قام به بمعية صبية من ملاحقة (السيد كريم) الرّجل المختلف الحالم كخيال الشعراء والذي يغنّي أغان ليست كالغناء ….حيث كانوا يقذفونه بالحجارة ويطاردونه فيثيرون غضبه فيسبهم …
*في قرية كثر فيها الجهل والغباء
*أناس لا يفقهون بدل مقاومة من قيدهم صاروا يتلذذون بعذاب التعساء أمثالهم.
أناس باتت الكراهية لديهم منهج حياة.
استبيح ذبح الإنسان للإنسان و
تنصيب الغرباء أئمة نكاية بالنسب

(تذكرت أمي الآن )

تكرار لمزيد إبراز الشجن والقهر والحرقة التي يشعر بها الشاعر تؤكده الآه المطولة (آآآآه)،

(آآآآه كم أفتقدك يا أمّي)
تذكره لأمّه اقترن بمرارة إحساس بفقد لبديل يعوضها…
الوطن أم وحضن أكبر كان يمكن أن ينسيه حرمانه لأمّه و ذاك هو مربط الفرس …

(مازلت تبلّلين ريق لهاثي في مواسم الهجير
تشاكسين سوط ذاكرتي
في محطات الانتظار
هو جوع البكاء على دفء تراتيل صدرها
توق طفل تجاوز غسق الستين
هو عطش البكاء حين يفتك بك الجفاف
في تخوم البلاد العطش ياصاحبي )

هو عطش ضمآن وتعطّش إلى الدفىء إلى الحب إلى الحنان إلى تعبير صادق ، ليجهش بالبكاء على صدر أمه، ليغتسل من درن الفقر والقهر، والجوع و الوجع ، بغاية السكينة والاستكان ….

(أمي لم تكن أمّاً فحسب
كانت ينابيع عنفوان
تتفجر محبة في عنق الهجير
تأتزر صمت آهاتها
فتزق الشذا في نسغ المشاوير
تشعل مواقد الأمل في ذروة القنوط
وتنشد لعرس سيولد في الأفق
هي مآذن مدن من حنان
قناديل نهاراتها تراقص خضرة الصفصاف
على ضوء حبها السرمدي
سأبقى أغني الأمل المنشود
لعلّي أجدُني
ولو بعد حين
ففي سفوح المواجع
سطوة الزمهرير
احتشاد الحسرات)

*إحساس بالفقد عمقه الأسى و إادراكه لضراوة الرحيل والقهر وظمأ غصة الفراق وسطوة الجوع.. بعد وعيه بقسوة أفعال العباد ..

* الأمّ في هذا المقطع تأخذ بعد الوطن،رمز (العنفوان)، (في عنق الهجير)، (هي مآذن مدن من حنان ) (تنشد لعرس سيولد في الأفق )، و بصيص أمل رُمز إليه في القفلة ب(ثورة الحلم )،
( قناديل نهاراتها تراقص خضرة الصفصاف لذلك سيضل على حبها السّرمدي يغنّي علّه يظفر ويفوز بالأمل ولو بعد حين ……)
١

بن حسين سهيلة حرم حماد

الزهراء/ تونس: 01/05/2019

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد