يعد الأجانب المتقاعدون ظاهرة اجتماعية بين المغاربة، إذ يجتمع بعضهم في مناطق سكنية متفرقة، ويعيش حاليا في المغرب أكثر من 50 ألف فرنسي متقاعد، فضلا عن آلاف آخرين من أوروبا الغربية، وذلك بنسبة ارتفاع سنوي، تقدر بـ4 في المائة ويمثل الأوربيون 80.9 في المائة من مجموع الأجانب المتقاعدين،56.7 في المائة منهم من الفرنسين، حسب آخر الإحصائيات…
فأكثر من أربعين ألف متقاعد فرنسي وفرنسية، يغادرون وطنهم سنويا مع بداية كل فصل خريف، لقضاء أشهر عدة، هربا من البرد الأوروبي اللاذع والتمتع بشمس المغرب الدافئة ، غالبية هؤلاء الفرنسيون يقررون الإقامة والاستقرار، بعد أن ضمنوا لأنفسهم دخلا قارا يعشون به مدى الحياة في أريحية تامة في المغرب، بشراءهم لعقار سكني، ويبقى الحافز الأهم لدى المتقاعدين الفرنسيين إعفاءهم من دفع الضرائب التي كانوا يدفعونها في فرنسا، بعد أن يكونوا قد مضوا ستة أشهر على الأقل خارج التراب الفرنسي.
في السنوات العشر الأخيرة أصبح المغرب الوجهة العالمية المفضلة للتقاعد بالنسبة لكثير من الأجانب في أوروبا وخاصة الفرنسيين، الذين يخططون للإقامة بعد تقاعدهم، ويأتي الإقبال على المغرب بسبب الطقس المعتدل والأمان، وجودة المعيشة وتكلفتها المسيرة بالنسبة للمتقاعد الأوروبي، عكس ما هو حاصل في وطنهم الأم فرنسا أو في أي دولة أوربية متوسطية أخرى، كما تحكي فرنسية متقاعدة مقيمة بمدينة أزمور :” كثير من أقربائي يقولون لي أنني محظوظة للسكن في المغرب، حيث الشمس والبحر والحياة البسيطة، وقد يلتحقون بي مستقبلا للعيش معا تحت هذه الشمس الرائعة…” وهي تملك وزوجها طوماس حاليا شقة واسعة في إقامة سكنية مطلة على البحر، تأوي مواطنين غالبيتهم من المتقاعدين الفرنسيين…”، وتضيف، ” في فرنسا لا يمكننا شراء شقة، ولا حتى في إسبانيا، فالثمن مرتفع جدا مقارنة مع المغرب، وبفضل بعض أصدقائي من الفرنسيين المقيمين الذين سبقونا إلى هنا، حظيت بهذه الشقة الرائعة التي اعتبرها اليوم حلما كبيرا قد تحقق في المغرب… “
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.