أول إعتداء مغربي حقيقي على الجزائر العظيمة

بكل المقاييس…

هو إعتداء على / إهانة كرامة القوة الضاربة الأولى في العالم.. وهي تستقبل الفاتح من نونبر كعيد للثورة هناك… يصلها الجواب المغربي على البيان الرئاسي الآمر بايقاف أنبوب الغاز.. يصلها من مكتب صغير بملحقة إدارية موقع من طرف موظف عادي ورسالة نصية مقتضبة واضحة موجهة بالأساس للاطمئنان الداخلي أكثر من غيره..

من بين السطور يفهم منها أن الرصاصة الأخيرة بيد العصابة انتهت صلاحيتها منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريباً حين وضع المغرب في اعتباره احتمال أن يتوقف خط الغاز المغاربي الأوروبي والبحث عن بدائل أخرى للطاقة وخصوصا الطاقات المتجددة، من نتائجها اليوم تشغيل محطتين حراريتين كانتا تعتمدان على الغاز الجزائري بالطاقة المتجددة، وهما “تهدارت” في شمال البلاد ومحطة “عين بني مطهر” في شرقها..

نعم من أهمّ نتائج هذا التدبير الاستباقي أنّ العصابة كانت تتمنّى أن تحتفل بعيد الثورة على وقع أخبار تصلها من المغرب على شكل عقد اجتماع طارئ لإنقاذ الوضع الطاقي بالبلاد جراء قطع أنبوب الغاز، أوسماع هروب الشركات، أو ارتباك في حركة الاقتصاد و الملاحة و الإضاءة…، أو الترويج لمقالات تتحدث عن قلة ونذرة الغاز بمدن المملكة…،ليفاجئوا بالمغرب قد تجاوزت الأزمة قبل حدوثها..

وأن مرحلة ما بعد وقف الأنبوب هو اعتبار حجم هذا النظام وبياناته ومجمل تصريحاته لا تتجاوز حجم مكتب صغير وبأقل من مائة كلمة لا غير.. كأسلوب تربوي يتغيّا علاج هذه الطغمة العسكرية من مرض البطولة الوهمية والشعارات الفارغة..

وأن يعرفوا من جهة ثانية بأن المغرب كالطائر لا يثق في الغصن الذي يقف عليـه ، بل في جناحيه..

لذلك طار بعد أن هيأتم مراسيم الاحتفال بسقوطه…

طار لكي يناقش مع الدول الكبرى مستقبل الكون ذات الصلة بالتغير المناخي وهو يستعرض مساهمته المحددة وطنيا بتخفيض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45.5٪ بحلول عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية متكاملة لتنمية منخفضة الكربون في أفق 2050، تهدف إلى الانتقال إلى اقتصاد أخضر ينسجم مع أهداف الاستدامة، وتعزيز قدرة الصمود والتكيف وحماية البيئة، التي يقوم عليها النموذج التنموي المغربي الجديد.

فالعالم اليوم يناقش ما بعد مرحلة الغاز الطبيعي.. الذي تشير كل المعطيات والدراسات حول احتياطات الجزائر لن تتجاوز سنة 2030 على أكثر تقدير..

هذا هو الفرق الضوئي بين من يدبر المستقبل انطلاقا من اليوم.. وبين من يسترجع الماضي ليستمر في العيش على أمجاده…

هو الهم العالمي اليوم.. وأسئلة مستقبل الكون.. و مسؤوليتنا اتجاه الأجيال القادمة..

هو همّ حضاري بامتياز.. ولا مكان فيه للانظمة الفاشلة التي لم تستطع حتى أن تدبر الحاجيات اليومية لمواطنيها في حدوده الدنيا.. فكيف لها التفكير في الاقتصاد الأخضر

لا مكانة لهم.. ولا وقت لنا لضياعه معهم..

لذلك تمّ تكليف مكتب صغير بأحد أزقة المدينة بدبلجة ذاك الجواب الصغير بحجم ومكانة دولة الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية بمناسبة عيد الثورة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد