والي سوس ماسة يفتتح دورة مجلس الجهة بكلمة تثمن مغرب الجهات والنموذج التنموي

في كلمة للسيد احمد حجي والي ولاية جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان  بمناسبة افتتاح الدورة العادية لشهر يوليوز 2021،

حيث  ابرز في كلمته  على أن الأخيرة تَندرج في إطار قيام المجلس بالْمَهام الْمَنُوطَةِ به، وعَمَلِه الدَّؤُوب والْمُثْمِر من أجْل المساهمة الْفَعَّالة في تَوْفير الشُّروط اللَّازِمة لتحقيق الإقلاع السوسيو اقتصادي الشامِل وإرْساء دَعائِم التنمية المستدامة بِجهة سوس ماسة مشيرا إلى أن اجتماع اليوم يأتي في سياٍق وطني بالِغ الْخُصوصية، بعد صُدور تقرير اللجنة المكلفة بالنموذج التنموي الجديد وتَقْديمِهِ بين يَدَيْ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 25 ماي الماضي، وهو الذي يُشَكِّل حصيلةَ حواليْ سنة ونِصْفْ من العمل الْمُعْتَمِد على الْمُقاربة التَّشارُكِيَّة، بالتفكير والنِّقاش والتَّداوُل مع مُختلف الفاعلين السياسيِّين والاقتصاديِّين والمهنيِّين والْمُجْتَمَعِيِّين على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي، لِبناءِ رُؤْيَة مُندمجة لِمسارِها التَّنْمَوِي، في وَثِيقَةٍ مَرْجِعِيَّةٍ للتنمية قابِلَة لِلنِّقاش الْعُمومي الْمُوَسَّع والبَنَّاء، لِضمان الانْسجام الكامِل بين الاسْتْراتيجيات والإصْلاحات الْمُقْتَرَحة، بِهَدَف تَمَلُّكِها وتَفْعِيلها اسْتِجابةً لِتَطَلُّعات وانْتِظارات المغاربة، بِكُلِّ فِئَاتِهِم ومناطِق تواجُدِهِم، وعَمَلًا على تَصحيح الاخْتِلالات، ومُعالجة الاشكاليات، وتحديد سُبُل تَجاوُز الْمُعيقات التي تَحُدُّ من مَرْدُودِيَّة السياسات العمومية، لِرَفْعِ التحديات التي تُواجِهها البلاد وتلك التي ستُواجِهُها في السنوات القادمة، بِتحرير طاقاتها واسْتِعادَة ثِقَة مُواطِنيها في الحاضر والمستقبل، وتسريع وتِيرة التَّحول الاستراتيجي لِتَحْقيق الرَّفَاه للجميع في أفق سنة 2035 وعرج الوالي في كلمته على اهم الرافعات الأساسية التي حددها التقرير في خمسة وهي الرَّقْمَنَة ؛ جهاز إداري مُؤَهَّل وفَعَّال ؛ مَوارد كَفِيلَة بِتَمْويل مشاريع التَّحَوُّل؛إشْراك مغاربة العالم و إرْساء الشراكات الدولية بِمَنْطِق رابِح- رابِح مضيفا ان منطوق التقرير كهدف اساسي يروم تَحْوِيل المغرب إلى مغربِ الكفاءات والْمُساواة والإنْصاف، الْمُزْدَهِر، الذي يَخْلُقُ الثروات وفُرَص العمل الْجَيِّدَة، مَغْرِب دامِج، يُوَفر الحماية لِجميع أبْنائِه ويُعَزِّز تَماسُكَهُم الاجتماعي وفرص انْدِماجِهِم السوسيو اقتصادي ، مغرب مُستدام حريص على المحافظة على مواردِه، ومِقْدام في سَعْيِه الحثيث إلى الرِّيَّادَة في المجالات الْمُسْتَقْبَلِيَّة مسترسلا في كلمته أمام الحاضرين لأشغال الدورة العادية للمجلس للتطرق للمحاور الإستراتيجية الأربعة الخاصة بهذا التحول والتي حددها في اقتصادٍ مُنتج ومُتنوع، قادِر على خلق قيمة مُضافة ومناصِب شُغْلٍ ذاتِ جَوْدَة؛رأسمال بشري مُعَزَّز وأكْثَر اسْتعدادًا لِلمستقبل؛فُرص لإدْماج الجميع وتَوْطِيد الرَّابِط الاجتماعي ومجالات تُرابية قادِرة على التَّكَيُّف لِتُشَكِّلَ فضاءات لِتَرْسِيخ أُسُسِ التنمية.

وقفت كلمة الوالي احمد حجي عند اقتراحات تقريرُ اللجنة الخاصة بِالنموذج التنموي الجديد، على الْمُستوى التُّرابي، ومنها الْعملَ على انْبِثَاقِ مغربِ الجهاتِ الْمُزْدَهِر والْحَيَوي، من خِلال تَسْريع وَرْش الجهوية المتقدمة، بِمُوازاة إرْساء لا تَمَرْكُز إداري فِعْلي، وتعزيز الموارد البشرية والمالية للجماعات الترابية، وإرْساء مَنْظُومات مُنْدَمِجَة لِلدَّفْع بِعَجَلَة الاقتصاد الجهوي، وتعزيز الديمقراطية التَّشارُكِيَّة على مُستوى المجالات التُّرابية.

فضلًا عن ضَمان إعادة تَنْظيم مُتجدِّدٍ لِلْمُستويات التُّرابية وتعزيز تَرابُطِها، بإعادة الاعتبار لِلدَّواوِير كوحداتٍ تُرابية أساسِيَّة، وتجديد التفكير في تَوْسيع الخدمات العمومية بِالْوَسَط القروي، ومُلاءمة أدَوات التهيئة مع خُصوصيات هذا الْوَسَط، والْمُساعدة على اسْتِدامَتِه من خلال توفير المزيد من الدَّعْم للفلاحة التضامُنية والعائلية.

كما يَدْعُو التقرير إلى تهيئة مُنْدَمِجَة للمجالات الترابية، وتسريع انْدِماجِها الرقمي، والارتقاء بِالسَّكَن وتحسين الْوُلوج إليه، بِما يُعَزِّز التَّنَوُّع والتَّمازُج الاجتماعِيَّيْن، وتَكْريس دَوْر مِرْفَق النقل العمومي، وتَقْوِيَّة الرَّبْط بالشبكات المختلفة، من خلال اعْتِماد إطار مرجعي وطني للتنمية الحضرية، يقوم على تَصَوُّرٍ جديد لِلتَّخْطيط كَفِيلٌ بِتَجْويد إطار العيش.

و يَحُثُّ التقرير أيضا على الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقوية عوامِل الصُّمود لدى المجالات الترابية في وَجْهِ التغيرات المناخية، من خلال دعم حكامَة الموارد الطبيعية، والحرص على التفعيل العملي للإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، وتعزيز الجهود الرَّامِيَّة إلى تنمية الفلاحة بإدْماج اكْراهات اسْتِدامَتِها، و ضمان حُسْنِ استغلال إمْكانِيَّات الاقْتِصادَيْن، الأخْضَر والأزْرَق، لِتحقيق القيمة الْمُضافة .

إلى جانِب الْحِفاظ على الموارد المائية النَّادِرة لِصالح الأجيال الحالية والْمُسْتَقْبَلِيَّة، عَبر إعادة تنظيم القطاع، وإحْداث وكالة وطنية لِتَدْبيرِه، وتعزيز الشَّفافِيَّة حول التَّكْلُفَة في كل مرحلةٍ من مراحل تَعْبِئَتِه، ووضع تَعْرِيفَةٍ تَعْكِس القيمة الحقيقية لِلْمَوْرِد المائي وتَدْفَع إلى تَرْشِيدِ استعماله، والعمل على المحافظة على الموارد الجوفية، وتَجْنِيد الإمْكانات التي تُتِيحها الْمَوارد غير التقليدية.

احمد حجي أشار في معرض كلمته أيضا إلى أن جهة سوس ماسة على غِرار سائر جهاتِ المملكة، تعيش ظَرْفِيَّةً خاصة، تَعْمَلُ فيها بِكُل طاقاتِها على اسْتِئْناف الحياة الاقتصادية والاجتماعية لِزَخَمِها، بعد الاكراهات التي فَرضها انتشار جائحة كورونا ، وتجاوُز ما خَلَّفَتْهُ الأزمة الصحية من مُضاعفات على مُختلف القطاعات الْمُنْتِجَة والخدماتية.
وتحديدًا بعد تَوْسِيع الشَّرائِح الْعُمْرِيَّة الْمُسْتَهْدَفَة في الحملة الوطنية للتلقيح ضد الوباء، وإقْرار الْجَواز الصحي مضيفا إلى أن إعادة فَتْحِ المجال الجوي للمملكة، لاستقبال السُّيَّاح ومغاربة العالم، يعد خُطْوَةً في غاية الأهمية لِلمساعدة على تَأْمِين عَوْدَة الانْتِعاش، تَدْرِيجِيًا، إلى القطاع السياحي بِالجهة، واسْتِئْناف العامِلِين فيه لأشْغالِهِم ، في إطارٍ من الْحِرْص على تَطْبيق الإجراءات والتدابير الاحْتِرازِيَّة الجاري بها العمل لِمُكافحة فيروس كوفيد 19 وسُلَالَاتِهِ الْمُتَحَوِّرَة.
وبِمُوازاة ذلك، يَتَواصل إطْلاق وإنْجاز المشاريع الْمُهَيْكِلة، التي أشْرَفَ جلالةُ الملك حفظه الله على تَوْقِيع الاتفاقيات المتعلقة بها، سَواءٌ منها الْمُنْدَرِجَة في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024، الذي يَعْرِف تَقَدُّمًا مُهِمًا ومُضْطَرِدًا في التَّنْفيذ طِبْقًا للْجَدْولة الزمنية الْمُسَطَّرَة.

أوْ تِلْكَ الْوارِدَة في مُخطط التَّسريع الصناعي الجهوي، التي يُوجد العديدُ منها في أطواره النِّهائِيَّة من التَّنْفِيذ، وِفْقَ الْخُطَّة الْقاضِيَّة بِتَقْوِيَّة القطاعات الصناعية الْمُتواجِدَة، وتعزيز القطاعات الْمُحفزة على النُّمُو والصناعات الناهضة المُدِرَّة لِلثَّرْوَة والْمُوَفِّرَة لِفُرص الشغل، وخلق وتطوير أنشطة جديدة تُراعي الضَّوابِط البيئية والخصوصيات الجهوية، في دينامية مُتزايدة مَدْعُومَة بِتَهْيِئَة مناطق صناعية جديدة بمختلف عمالات و أقاليم الجهة لخلق البنيات التحتية اللازمة لاحتضان المشاريع الاستثمارية.
وذلك لِجعل هذه الجهة قُطْبَا صِناعيا وطنيًا بامتياز، وتحويلها إلى فضاء لجذب الاستثمارات بِقُدْرة تنافُسية عالية، في إطار مُقاربة مُندمجة ومُتَعَدِّدَة الأبعاد، مستدلا بمدينة الابتكار المتخصصة في استقبال ومُصاحَبَةِ الشباب المبدع من حاملي المشاريع، و « تيكنوبارك » المكرسة لِمُواكبة المقاولات الصُّغرى والمتوسطة والناشئة، العاملة في مجال تِكنولوجيا الْمَعْلُومِيات والاِتِّصال.

وأشار الوالي إلى أن جدولُ أعمال الدورة، يتضمن العديد من النُّقَط الهامة، منها ما يتعلقُ بالجانِبَيْن المالي والتَّدْبِيري، ومنها ما يتعلق بالمصادقة على مشاريع الاتفاقيات واتفاقيات الشَّراكة والْمَلاحِق التَّعْدِيلِيَّة .إلى جانب النقطة الْمُتَعَلِّقَة بالدراسة والتصويت على مشروع التَّصْميم الجهوي لإعداد التُّراب، في إطارِ العمل على إعْداد وتنزيل هذا البرنامج الطَّمُوح الهادِف إلى تحديد التَّوَجُّهات الكبرى للمخطط الوطني على المدى المتوسط، بِوَصْفِهِ آلية لِوَضْعِ وبرمجة مُخططات التنمية المستدامة على صعيد الجهة إلى جانب النقطة المتعلقة بِمشروع إبْرام اتفاقية لإحداث مجموعة الجماعات التُّرابية “أكادير الكبير للنقل والتنقلات” لِتمكين الجهة من مُمارسة اخْتصاصاتها في مجال تنظيم خَدمات النقل الطرقي غير الحضري للأشخاص بين الجماعات الترابية المتواجدة في مجال نفوذها فَضْلًا عن تِلْكَ المتعلقة بإحداث شركة التنمية الجهوية أغْروض للتهيئة السياحية، للقيام بكل عمليات تهيئة وتجهيز وتثمين منطقة أغروض السياحية او النقطة المتعلقة بالدراسة والمصادقة على مشروع إحداث شركة التنمية الجهوية لإنعاش الْمُقاولة السياحية الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا، للقيام بِمُجْمَلِ العمليات ذات الصِّلة بِمُواكبة ودَعْم المقاولات السياحية بالجهة، من هذا الْمُستوى، لتحسين تنافسية عروضها السياحية، ودعم مردودية استثماراتها وتحسين تنافسيتها، من خلال آلية دعم وإنعاش المقاولة السياحية.
ونوه الوالي بعمل المجلس وبعمل و دينامية كل اعضاءها و المنتسبين إليها والي كل أطرها نظير العمل الجبار والمثمر الذي قدموه طيلة الفترة الانتدابية مشيدا بحسهم الوطني و رغبتهم الجامحة للمساهمة في التنمية الشاملة و المستدامة.