أزول بريس – شجيع محمد //
في الوقت الذي تشهد فيه العديد من مدن المملكة إقامة اسواق نموذجية تستجيب للمعايير القانونية المعمول بها والمعتمدة لهذه الغاية نجد مدينة مريرت تعيش بدون بوصلة لم تجد بعد اي اتجاه تسير فيه الامور إذ تعثر قطار التنمية في جميع الميادين فلا زالت رياح التغيير لم تصل بعد إلى هذه البلدة التي انهكها التسيير الفاشل والسؤال الذي يعيد نفسه هو قيام نفس المنتخبين للترشح مرة أخرى دون تحقيق أي هدف يذكر ونهج سياسة الكيل بمكيالين وهو أمر ادخل التنمية في مهب الريح
مجرد ما تدخل إلى السوق الأسبوعي لمدينة مريرت الذي يصادف يوم الخميس من كل أسبوع حتى تجد نفسك في عالم آخر، روائح كريهة مصدرها المياه الآسنة المتواجدة في حفر وممرات المتاخمة للسوق، وأزبال في كل الأماكن ظاهرة للعيان. يستعين المتسوقون باستعمال الاحجار كقنطرة للمرور إلى السوق لقضاء مآربهم وغالبا ما تنتهي الرحلة بالغالبية إلى السقوط في الوحل من فوق الحجارة التي يتم العبور عبرها.
ويشكل التوجه إلى السوق هاجسا كبيرا خصوصا للشيوخ وكبار السن والاطفال، كما تعرف الطريق التي تمر منها مختلف وسائل النقل عبر حي أيت حجو لولوج السوق حفرا على شكل مقابر ومستنقعات مما يخلق اعطابا لمختلف العربات مما يحول أرضية السوق إلى اوحال خلال التساقطات المطرية، وعدم تنظيم ميدان الباعة ( الفراشة ) إضافة إلى عرض مواد غير خاضعة لأية مراقبة حيث غياب الجهات المسؤولة عن المراقبة والتي تكتفي بلعب دور المتفرج كما تشهد غالبية المداخل والمخارج للسوق ازدحاما شديدا وفوضى عارمة، وتحولت جنبات السوق إلى حزام من الأكواخ البلاستيكية والاوساخ ما جعل السوق لا يحمل سوى الاسم فقط وما يعرفه السوق الأسبوعي مجرد غيض من فيض.
أن ما يشهده السوق الأسبوعي لمريرت يؤرخ لجو من المعاناة التي يعيشها كل وافد اليه في الوقت الذي يتبجح فيه المسؤولون بالإصلاحات حيث اصيب المرفق العام بالشلل والاخفاق في تسيير الشأن العام المحلي وانعدام اي استراتيجية تواكب سيرورة العصر وجعل البلدة تسير نحو الموت البطيء في جميع المناحي وسيادة الفشل في تدبير الخدمات العمومية حيث تم إنهاكها بالوعود الكاذبة خلال كل موسم انتخابي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.