هكذا ساهمت صحافة الموبايل في كسر القيود المفروضة على الصحفيين وقت الصراعات

أزول بريس -بواسطة أشرف الريفي //

لم تساهم صحافة الموبايل في تسهيل عمل الصحفيين والمراسلين الميدانيين فقط، بل ساهمت بكسر القيود المفروضة على الصحفيين في البلدان التي تشهد صراعات وحروب مثل اليمن.

وفي الأماكن الأكثر خطورة على العمل الصحفي ساهمت صحافة الموبايل في تخطي رقابة السلطات وتربص الجنود والمسلحين للكاميرات وحامليها، ومكاتب المونتاج والإعداد.

يقول المصور الميداني لقناة الجزيرة باليمن سمير النمري: “هناك مخاطر تمنع المصورين من تصوير بعض المواضيع لدواعٍ أمنية”، ساردا لشبكة الصحفيين الدوليين قصة له في العام 2014 عندما كان يصوّر مع مراسل القناة حمدي البكاري حول سوق السلاح في اليمن وبسبب المخاطر الأمنية اضطر لاستخدام موبايله لإنجاز تصوير  التقرير  الذي نشر على القناة.

وخلال فترة الحرب استخدم سمير هاتفه الموبايل لتصوير الأحداث ونقل الأخبار  متجاوزًا المخاطر التي كانت تحاصر المصورين والمراسلين الميدانيين من قبل المسلحين من أطراف الصراع.

هذه المخاطر خلقت حاجة ماسة لإكتساب مهارات صحافة الموبايل ما دفع النمري للاهتمام بهذا النوع الجديد من الصحافة التي تسهل من عمله لما تمتلكه من الإمكانيات الفنية والبرامج المتطورة الميسرة لإنجاز المادة الإعلامية، أو لإمكانية استخدام الهاتف دون أن يلفت نظر المسلحين.

واليوم صار النمري يصنع قصصا رقمية عالية الجودة بالموبايل في سلسلة أسماها القصة الكاملة يتناول فيها مواضيع وشخصيات مهمة في اليمن، وينفذ دورات احترافية في صحافة الموبايل في معهد الجزيرة.

سهولة الاستخدام:

يقول سمير النمري لـ” شبكة الصحفيين الدوليين” إن صحافة الموبايل صارت ضرورة وليست ترفاً بالنسبة للصحفيين وخاصة في اليمن، فوجود جهاز موبايل بمواصفات لا بأس بها مع تحميل بعض التطبيقات المهمة للتصوير والمونتاج يجعل الصحفي متمكناً لأداء عمله في مناطق الخطر.

ويضيف أن الكاميرا تسبب رعب للمقاتلين ولذلك قد يكون الصحفي في موضع تهديد، ومن تجربته كان يستخدم الموبايل في أحيان كثيرة لالتقاط فيديوهات يصعب التقاطها بالكاميرا.

وأثناء الموجة الأولى من جائحة كورونا ومع صعوبة التنقل بسبب اجراءات الحظر كان النمري يقوم  بالتصوير والبث المباشر عبر الموبايل من سلطنة عمان التي يعمل فيها حاليا مراسلا لقناة الجزيرة.

يرى النمري أن على الصحفي تطوير مهاراته في صحافة الموبايل من خلال تلقي التدريبات المتخصصة والتعرف على المهارات اللازمة في التصوير والمونتاج والتحرير والإرسال، مشيرا إلى ان الإمكانيات التي توفرها أجهزة الموبايل الحديثة لا تقل جودة عن الكاميرات الاحترافية.

من جهته، يقول الصحفي فواز الحمادي مراسل قناة بلقيس في محافظة تعز إن صحافة الموبايل وفرت الكثير للصحفي من خلال سهولة التصوير والتقاط اللقطات من دون ملاحظة الآخرين خاصة في حالات تصوير مواقف تحدث فيها مخالفات ولا يستطيع الصحفي اخراج كاميرته خوفا من المسلحين.

ويضيف الحمادي لــ”شبكة الصحفيين الدوليين ” أنّ الموبايل يوفر الكثير من الوقت والجهد للصحفي في إنتاج ولو جزء بسيط من عمله أثناء إعداد مادة اعلامية. ويشير إلى ان الموبايل يحمله كل الناس ولذلك لا تستطيع الجماعات والمسلحين تمييز الصحفي من غيره.

الحاجة للتدريب:

من جهته، يقول مدير مؤسسة الصحافة الإنسانية الصحفي بسام القاضي لـ “شبكة الصحفيين الدوليين” إنّ صحافة الموبايل باتت صحافة العصر وبإمكان الصحفيين انتاج مواد إعلامية عبر الهاتف المحمول، لكنه يرى  أن واقع صحافة الموبايل في اليمن لا يزال دون المستوى المطلوب.

ويرى القاضي أنّ الصحفيين اليمنيين بحاجة ماسة إلى برامج مكثفة لتطوير قدراتهم للخوض في غمار صحافة الموبايل باعتبارها صحافة رائدة وسهلة في مواكبة الأحداث الصحفية أولاً بأول.

ويشير إلى أن مؤسستهم سبق لها تدريب الصحفيين في هذا المجال عبر الإنترنت، في ظل جائحة كورونا واستهدف التدريب 20 صحفيًا يطمحون لنشر ثقافة صحافة الموبايل عبر سلسلة تدريبات تطبيقه. ويقول القاضي إنّ على كل صحفي أن يطور من أدواته ومهاراته في صحافة الموبايل، واكتساب الادوات والبرامج والتطبيقات التي تنتجها مؤسسات عريقة متخصصة في صحافة الموبايل.

وينصح بمتابعة الموارد الإعلامية التي تنتجها شبكة الصحفيين الدوليين والانخراط في التدريبات عن بعد، محثا الصحفيين على امتلاك الرغبة والشغف لتعلم الجديد في مجال الصحافة.

وحول المعوقات التي يواجهها صحفيو الموبايل في اليمن، يقول القاضي إن أبرز الصعوبات تتمثل بعدم وجود برامج تدريبية مكثفة لتطوير قدرات الصحفيين والصحفيات في اليمن، وغياب ثقافة صحافة الموبايل في الوسط الإعلامي.

ويدعو الصحفيين إلى استغلال الفرص المتاحة عن بعد لتطوير قدراتهم في صحافة الهاتف المحمول.

تخفيف المخاطر:

ويؤكد أن صحافة الموبايل ساهمت بشكل كبير في تخفيف المخاطر وكسر القيود المفروضة على الصحفيين، خصوصاً في بلد  يشهد حربا مثل اليمن، حيث أصبح الهاتف المحمول هو رفيق الصحفي اليمني وأداته الرائجة في تغطية الأحداث المتسارعة.

ويقول ان افتقاد اليمن للبنية التحتية للإنترنت إضافة إلى الحصار المفروض على الصحفيين وانحسار هامش الحريات جعل صحافة الموبايل هي مستقبل الإعلام خصوصاً في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم منذ ما يقارب العام.

ويرى القاضي أن صحافة الموبايل تمتاز في  العديد من الخصائص التي تسهل على الصحفي اليمني إنتاج مواد إعلامية محترفة، كون الهاتف المحمول أسرع في إنتاج الخبر الصحفي أو المادة الإعلامية، وأسرع في نشرها وتسويقها من قلب الحدث وبأقل التكاليف. وأوضح أن صحافة الموبايل تسهل عملية الإنتاج والتصوير من خلال تلقائية المعالجة الصورية لعدسات الكاميرات الخاصة بالهواتف المحمولة، وهذا مناسب للعمل الصحفي في بيئة عدائية للصحفيين والصحفيات مثل اليمن.

كما أن صحافة الموبايل توفر تطبيقات بديلة لمعدات التصوير والمونتاج عبر الموبايل، ما يسهل عملية التصوير في المواقع من دون الحاجة إلى التراخيص للعمل مقارنة بالأذونات التي تحتاجها الكاميرات الكبيرة حسب القاضي.

عن موع : https://ijnet.org/ar


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading