بقلم : عبدالله المنتاكي*//
متسلحة بعلاقات سياسية واقتصادية متينة مع دول قارتنا الإفريقية، وانسجاما مع المبادرة التي أطلقها عاهل البلاد في 13 أبريل 2020 ، المرتكزة على دعوة بلدان القارة على تقاسم التجارب والممارسات والسعي إلى إرساء إطار عملي موحد ومنسق لمواكبة جهودها في مختلف مراحل تدبير الجائحة. أعلنت المملكة الأحد 14 يونيو ، وبتوجيهات وتعليمات سامية من عاهل البلاد ، في لفتة إنسانية، منح مساعدات عبارة عن أدوية ومستلزمات طبية ووقائية لـ15 بلدا إفريقيا من أجل مواكبتها و دعم جهودها في محاربة جائحة كوفيد-19.
ويندرج هذا العمل التضامني، في إطار الاهتمام المتواصل للمملكة تجاه شعوب القارة. فقلب المملكة ،وكما عبر عن ذلك السيد كويسي كوارتي نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ،” كان على الدوام في إفريقيا “. وليس فقط منذ عودته إلى بيته الإفريقي.
الإعلام الدولي خصص حيزا هاما لهذه المبادرة ،منوها بتجسيد المملكة لحقيقة تعاون جنوب –جنوب ، ولتكون بمبادراتها الرائدة إفريقيا بالقارة ، ليس فقط كلفتة إنسانية ، ولكن كرسالة بأن بلدان القارة بإمكانها أن تبني مستقبلها بإرادتها وتعاونها . و لم يكن الإعلام الإفريقي بمنأى عن هذه المواكبة الإعلامية، فجولة عبر العديد من المنابر وبمختلف بلدان القارة، توقفك عند الاهتمام البالغ الذي حظيت به المملكة من خلال دعمها ومساعدتها لشعوب القارة.
فجريدة تشاد أنفو ، وجريدة الوحدة الصادرتين بنجامينا ، خصصتا في عدديهما الصادرين على التوالي في 15 و 16 يونيو حيزا مهما للمبادرة المغربية تجاه الشعب التشادي ، وكتب الصحفيين شرف الدين المرضي ، والصحفي دجيميت ويش واحلي ،مقالين تحت عنوان :
” Le Maroc apporte son soutien au Tchad dans la lutte contre la COVID-19 “
” Le Maroc remet officiellement de l’aide médicale au Tchad“
تحدثا فيهما عن كون دعم المملكة الشريفة للشعب التشادي في حربه ضد وباء كوفيد 19، هو عمل نبيل و تضامني وترجمة عملية للمبادرة التي أطلقها جلالة الملك في 13 أبريل 2020. كما أنها تجسيد واقعي وملموس للتعاون جنوب- جنوب، وإجابة أفريقية خالصة للتحديات الأفريقية .كما نوها بالخطوات المهمة التي تعرفها المملكة على كافة المناحي ، منوهين بكون المساعدات هي إنتاج مغربي خالص .
وفي ساحل العاج، خصت المساعدات المغربية بنفس التنويه ، إذ أجمعت جل المنابر الايفوارية بالالتفاتة المغربية تجاه بلدان القارة وخاصة ساحل العاج التي تربطها بالمملكة علاقات أخوة ضاربة في التاريخ. فوكالة الأنباء الايفوارية غطت حدث وصول المساعدات المغربية إلى مطار أبيدجان الدولي بحضور وزير الخارجية السيد علي كوليبالي ووزير الصحة والوقاية العامة السيد أكا اويلي وسفير المملكة بساحل العاج السيد عبد المالك الكتاني. والذين أكدوا في كلماتهم امتنانهم لنبل الخطوة المغربية واستحضارها للتعاون الإفريقي الإفريقي الذي كانت المملكة السباقة دوما لتجسيده ، كما نقل وزير الخارجية نيابة عن السيد رئيس الجمهورية الحسن واتارا خالص التمنيات بالشفاء العاجل لجلالة الملك محمد السادس.
على نفس المنوال خصصت جرائد ، يلكو، فرتمات أنفو و أبيدجان-نيت مقالات عبرت عن امتنان الحكومة والشعب الإيفواري للدعم الذي قدمه الشعب المغربي بقيادة عاهله محمد السادس والذي سيساهم في الخطوات التي تنهجها ساحل العاج في مواجهة الجائحة .
وفي بوركينا فاصو، أوردت جريدة بوركينا 24 ، مقالا جدد التأكيد على أن هذه ليست المرة الأولى التي تأتي فيها المملكة الشريفة لمساعدة دولة بوركينا فاسو، بل كانت دائما حاضرة في لحظات الحاجة إلى الدعم والمساندة ، ودائمة الاستجابة لطلباتنا كما صرح بذلك وزير الخارجية السيد ألفا بارا.
وأوردت الجريدة كذلك تصريحا لوزيرة الصحة السيدة كلودين لوجوي ، التي صرحت بامتنانها للمملكة وأن سعادتها مضاعفة لأن ” الشعب المغربي قدم لنا ما أنتجه هو نفسه لدعمنا في مكافحة وباء كوفيد 19″.
وفي غينيا بيساو ، سارت الجرائد المحلية على نفس النهج ، والتأكيد على قيمة المبادرة المغربية التي تبصم وبالملموس العمق الإفريقي للمملكة المغربية وحضورها الدائم إلى جانب أشقائها الأفارقة . وقد أوردت جريدة بانغي ، وأبا نيوز تصريحا لرئيس الجمهورية قال فيه :” هذه الهدية من المملكة ليست مفاجئة ، لأن المغرب كان دائماً إلى جانب غينيا – بيساو حتى قبل إعلان استقلالها”
أما الصحافة السنغالية فقد أوردت وكالة الصحافة السنغالية خبر تسلم السنغال للمساعدات المغربية المحملة عبر طائرتين تابعتين للشركة الوطنية المغربية للطيران. و سجلت أن كل المساعدات التي تلقتها السنغال شأنها في ذلك باقي الدول الإفريقية مغربية الصنع ومطابقة لمواصفات المنظمة العالمية للصحة.
أما جرائد، الشمس ، دكار أكتي، سنغال7 و ولونوفيل أفريك فقد استبقوا وصول المساعدات إلى السنغال بإخبارية تفيد بقرار المملكة الشريفة تقديم مساعدات وتجهيزات طبية كمساهمة في مواجهة الوباء . ليس فقط لدولة السنغال بل لمجموعة من البلدان الإفريقية، تنفيذا لتوجيهات ملك المغرب، وتعبيرا عن الأخوة الإفريقية والحرص المغربي على التعاون جنوب – جنوب ، مذكرين كذلك بأن كل المساعدات صناعة مغربية.
وفي دولة الكونغو برازافيل ، عنونت جريدة دبيش دو برازافيل ، مقالا على صفحتها الأولى حول المساعدات المغربية ب: “المغرب يهب أزيد من ستة أطنان من التجهيزات الطبية للكونغو” منوهة بالالتفاتة المغربية تجاه دولتهم التي تجمعها بالمملكة علاقات تعاون وصداقة عميقة . ناقلة تصريحا لوزير خارجيتها جون كلود كاكسو الذي نوه بالمبادرة الملكية تجاه دولتهم شاكرا هذا الصنيع ، مضيفا أن الأصدقاء الحقيقيين هم الذين تجدهم إلى جانبك في لحظات الشدة .
وفي نفس الاتجاه تناولت جريدة ميديا كونغو المبادرة المغربية التي تترجم توجه المملكة الشريفة نحو بلدان القارة من خلال توطيد علاقات الصداقة وإبراز أهمية تعاون جنوب –جنوب.
أما جريدة كس- أنفو فقد أشارت إلى اللقاء الذي جمع وزيرة الدولة وزيرة العلاقات الخارجية لجمهورية الكونغو السيدة ماري تومبا نززة وسفير المملكة ببرازافيل رشيد أغاسيم ، والذي قالت فيه “نحن متأثرون بشكل خاص برؤية بلد أفريقي مثل المغرب يتذكرنا ولم ينسنا في هذه الأوقات الصعبة التي نمر بها”. مضيفة أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى النموذج على أن “التآزر يجب أن يكون أفريقيا” لإيجاد الحلول للقضايا الإفريقية.ناقلة امتنان رئيس الجمهورية السيد فيليكس تشيسكيدي ورئيس الوزراء سيلفستر إيلونغا إيلونكامبا. كما أشارت ذات الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها بلد أفريقي مثل هذه المبادرة على نطاق قاري.
وفي الجارة موريتانيا التي كانت من أول الدول التي وصلتها المساعدات المغربية ،فقد خص إعلامها هذه المبادرة بمقالات عديدة ، فجريدة صحراء ميديا نقلت عن وزير الصحة محمد نذير ولد حامد الذي حضر إلى مطار نواكشوط الدولي لتسلم المساعدات “هذه المنحة تزيد التعاون الأخوي الذي يربط موريتانيا والمغرب الشقيق، وهو أمر عظيم، وقد حضرت لتثمينه باسم الحكومة والشعب، ونؤكد أنها جاءتنا في الوقت المناسب، وسنستخدمها بأفضل طريقة ممكنة لصالح المواطنين”. ومشيدا بأنها جميعها من صناعة مغربية وبمقاولات مغربية.
أما الوكالة الموريتانية للأنباء ، فقد أشارت بدورها إلى خبر وصول المساعدات المغربية إلى موريتانيا وتثمين وزير الصحة، في كلمة بالمناسبة، بهذه المنحة التي ستساعد بلاده في التصدي لهذا الوباء ، مبرزا أنها جاءت في وقتها المناسب حيث أن البلد بحاجة لتعاون جماعي على كافة المستويات لمواجهة هذا المرض وهو ما تجسد في مدى التعاون الراسخ بين البلدين.
وفي نفس الاتجاه خصت جرائد موريتانية أخرى حيزا للمبادرة المغربية ، منه جريدة الأخبار، جريدة أنباء، وكالة الوئام الوطني للأنباء، جريدة موريتانيا اليوم ، السراج ألأخباري …
وفي غينيا ، لم تخلف الصحافة الغينية الموعد ، وخصصت مقالات عديدة للدعم المغربي ، وهكذا أوردت جريدة غينيا ميديا في مقال لصحفيها إبراهيما أحمد باري ، بأن دعم ومرافقة المغرب للبلدان الإفريقية ضد وباء COVID 19 هو نهج استراتيجي اتخذه المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس لتعزيز وتوطيد الشراكة الإستراتيجية مع البلدان الأفريقية الشقيقة وتأكيدا لارتباطه بجذوره الإفريقية . كما أنه نهج متناغم تمامًا مع الشعار الذي ما فتئت المملكة منذ عودتها إلى الاتحاد الإفريقي تردده بأن “يجب على إفريقيا أن تثق في إفريقيا” وتتحدث بصوت واحد وتعمل موحدة في مواجهة التحديات التي تواجهها.
كما أوردت ذات الجريدة في مقال آخر للصحفي تيرنوسادو ديالو أشاد فيه بانخراط المملكة الشريفة في الجهود المبذولة على مستوى القارة في مواجهتها للوباء ، مذكرا بالدعم الدائم للملكة للشعب الغيني ، مستحضرا الدعم المغربي لغينيا أثناء مواجهتها لوباء إيبولا بين 2014 و 2016 .
كما ضمن مقاله تصريحات للسيد مامادي توري وزير الخارجية وغيني الخارج الذي أشار إلى إن هذا الدعم السخي جاء في الوقت المناسب، ويعبر عن علاقات الصداقة والتعاون والتضامن الممتازة والتقليدية القائمة بين بلدينا.
الصحافة المالية بدورها غطت حدث المبادرة المغربية تجاه إفريقيا عموما ومالي خصوصا ، ففي مقال للصحفي ميمي سانكو من جريدة باماكو.كوم اعتبر الأمر الملكي بتوجيه دعم لمجموعة من بلدان القارة تجسيدا لالتزامه تجاه البلدان الأفريقية وترجمة لدعواته المتكررة بتعميق التعاون بين بلدان القارة. وعلى نفس المنوال خصصت جريدة مالي جيت مجموعة من المقالات للحدث ،عنونت إحداها ب :
“Aussitôt dit, aussitôt fait ! L’aide marocaine commence à être réceptionnée.
نوهت من خلاله بالمبادرة المغربية المنسجمة مع توجهات المملكة وعاهلها تجاه بلدان جنوب الصحراء بأفريقيا، بل وسجلت أنه ما بين الإعلان عن المبادرة وبدأ وصول المساعدات حيز زمني لم يتجاوز اليومين، كما كان الحال مع دولة مالي. كما ذكرت الصحيفة أن تواجد المغرب إلى جانب مالي ممتد في الزمن وشمل مجالات عديدة منها المستشفى الميداني محمد السادس بباماكو ، تكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات دون نسيان الدور الإنساني والتكويني للقوات المسلحة الملكية.
وبدولة جزر القمر لم تخلف الصحافة المحلية تغطيتها ، وهكذا خصت جريدة الوطن في نسختيها العربية والفرنسية وصول المساعدات المغربية إلى مطار الأمير سيد إبراهيم الدولي بموروني صباح يوم الثلاثاء 23 يونيو الجاري ، والتي حضر مراسم استلامها عدد كبير من المسئولين في الحكومة القمرية وعلى رأسهم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي صيف محمد الأمين، ووزير الاقتصاد حميدي مسيدي المنسق العام لمكافحة فيروس كورونا، ولوب ياقوت زيدو وزيرة الصحة والتضامن وأمين عام الحكومة عيدروس حمادي. وقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في كلمة بالمناسبة أن المساعدات الطبية المغربية في هذه الفترة الصعبة تأتي مرة أخرى للتأكيد على متانة العلاقات الأخوية التي تربط جزر القمر والمملكة المغربية و الصديق الوفي ترونه في الأوقات الصعبة . أما وزيرة الصحة لوب ياقوت فقد قدمت شكرها وتقديرها باسم الحكومة القمرية إلى المملكة المغربية لهذا الدعم السخي وقالت “بأن هذه المساعدات ستساعد الحكومة في مكافحة فيروس كورونا، وأن هذا الدعم جاء في الوقت المناسب” مضيفة أن “المغرب بلد شقيق وصديق ويدعمنا في كل وقت وحين”
أما الصحافة في دولة جيبوتي، أوردت هي الأخرى قصاصات إخبارية، تشيد بالمبادرة الملكية ، التي التفتت إلى بلدان القارة في مواجهتها للمحنة . فجريدة لانسيون غطت وصول المساعدات إلى مطار جيبوتي الدولي ،حيث تم استلام المعدات والمنتجات التي تشكل المساعدات المغربية ، خلال حفل أقيم بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي المتحدث باسم حكومة جيبوتي ،السيد محمود علي يوسف ، والسيد أحمد صبري القائم بأعمال السفارة المغربية في جيبوتي و السيد احمد زويتن ممثل منظمة الصحة العالمية وشخصيات أخرى.
وعلى نفس المنوال سارت جريدة القرن ، التي أوردت تصريحا لوزير خارجية دجيبوتي، أشاد من خلاله بالالتفاتة المغربية قائلا بأنه “في مثل هذه الظروف الصعبة قلما تبادر الدول إلى تقديم الدعم والمساعدة ” لكن المملكة المغربية أبانت دوما على أنها الصديق الذي يمكن الاعتماد عليه.
*رئيس منتدى التنمية والتعاون جنوب-جنوب/ جنوب-شمال – أكادير
التعليقات مغلقة.