في العلاقة مع الفنان عبدالرؤوف
هم ثلاثة احتفظت بمحبة خاصة وخالصة لهم منذ ان كنت يافعا إلى اليوم وهم:
1.المرحوم بلقاص
2.الفنان الداسوكين
3.الفكاهي عبد الرؤوف
هؤلاء الثلاثة كان لهم سحر خاص على والدي رحمه الله.
أذكر أن والدي لم تكن يربطه بالتلفزة سوى رابطين: النشرة الجوية بحكم جذوره البدوية وتملكه لبضع هكتارات بعبدة وبالتالي شوقه لمعرفة هل ستسقط الامطار ام لا. والرابط الثاني هو ركن المفتي في صيغته القديمة. ماعدا هاتين اللحظتين لم تكن تعني التلفزة لوالدي شيئا،حتى بعد أن برز الفيديو و “الكسكاس” ثم البارابول فيما بعد. النشوة الوحيدة التي كان يتمتع بها والدي كانت تتجلى في بث التلفزة سكيتشات عبدالرؤوف او الأعمال الفنية لبلقاص والداسوكين.
كان والدي، مثل باقي آباء ابناء مجتمع الهامش بالمغرب، منشغل طوال حياته بالاقتلاع الشاق ل”الطوار” لتحويله إلى كسرة خبز لأبنائه دون ان يؤمن لنفسه الحق في الفرح او الحق في سرقة سويعات من البهجة.
كان بلقاص والداسوكين وعبدالرؤوف، الثلاثي الوحيد تقريبا الذي يدخل البهجة لوالدي، لدرجة أني لما اكتشفت مع مرور الوقت ان هذا الثلاثي يمنح والدي، رحمة الله عليه، جرعة من الفرح الفني بدأت انتبه للبرمجة التلفزية، ليس تعلقا في التتبع او التحليل او النقد التلفزي(فانا إذ ذاك
الفنان الداسوكين والفكاهي عبد الرؤوف والمرحوم بلقاص
كنت يافعا)، بل لكي أنبه والدي إلى أنه في اليوم الفلاني سيكون للمشاهدين موعد مع برمجة لعمل فني لعبد الرؤوف او الداسوكين او المرحوم بلقاص.
وسأكون كاذبا إن ادعيت(بعد أن اكتمل نضجي وولجت الجامعة ثم من بعد ولوجي للعمل الصحفي) أني انشغلت في دراسة وتحليل أعمال هذا الثلاثي الفني. فكون عبد الرؤوف والداسوكين وبلقاص مكنوا والدي من الحق في سرقة سويعة من الفرح والفرجة الهادفة، فإن ذلك كان كافيا جدا لأن لا أنشغل بأي شئ سوى بواجبي في أن أحترمهم أبد الدهر .
فمن أسعد أبي أسعدني ومن أفرح أبي أفرحني. هكذا كان شعاري.
فلترقد روح الفنان بلقاص في جنة الخلد، وليمتع الله الفنان الداسوكين بطول العمر. واطلب الله ان “ينزل اللطف” على هرمنا الفكاهي عبدالرؤوف ويجتاز محنة المرض.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.