عبداللطيف الكامل//
وقع الأستاذ الجليل محمد أحمد أزداك،زوال يوم الجمعة 24 دجنبر 2016،بقاعة إبراهيم الراضي ببلدية أكَادير،كتابه المعنون ب”ومضات من ذاكرة أنزا أكادير”الذي يعد بحق مجهودا علميا يستحق عليه كل التنويه لأنه حاول من خلاله النبش و الحفرفي ذاكرة شفاهية اختزنها من جايل وعايش كل التحولات التي عرفتها أنزا من بداية الخمسينات من القرن الماضي إلى اليوم.
إن الكتاب يستعيد محكيات وذكريات وملامح شخوص ومعطيات واقعية وتحولات اجتماعية وسكانية وصناعية وقعت ببلدة أنزا في مدة زمنية قاربت 63 سنة،حيث اعتمد فيه الكاتب على الحكي الشفهي كمادة خصبة مع توثيقها بالصور النادرة والمقارنة بين الروايات المحكية المتضاربة وتجميع المعطيات بكل جزئياتها من أجل تشكيل ذاكرة جماعية وجمعية مختزنة في لاوعي ممن تم استجوابهم.
فكتاب”ومضات من ذاكرة أنزا بأكادير”عمل تأريخي و توقثيقي في آن واحد لأنه يسجل حقبة زمنية من تاريخ هذه البلدة المشهورة بكفاح ونضال أبنائها،وبمعاملها الصناعية وشاطئها الجميل التي أعطى للكرة المغربية نجوما كبارا على امتداد أربعة عقود أخيرة.
وبنشاطها الرياضي الحالي من خلال تنظيم تظاهرات وطنية ودولية كبرى في رياضة”ركوب الأواج”وبحركية وحيوية مجتمعها المدني الحارص اليوم على تنمية البلدة وحمايتها من كل تلوث صناعي وبشري.
ولعل ما جعل الكتاب يحظى بأهمية كبيرة،ويستحق القراءة هو أن كاتبه جايل عدة أجيال ونشأ وترعرع في هذه البلدة ،وعايش كل الإعصارات والظروف الحالكة التي عرفتها هذه البلدة في سنوات الرصاص في أواخر السبعينات من القرن الماضي،بل عاين عن قرب كل تلك المعاناة التي تكبدها السكان قبل الزلزال وبعده.
كما ركز كرونولوجيا على التحولات التي عرفتها البلدة على سواء مستوى النمو الديمغرافي وإعادة إعمارالبلدة بعد زلزال 29 فبراير 1960،أوعلى المستوى الإقتصادي والرياضي والسياسي والثقافي والبيئي.
حيث تم سرد كل مظاهر ووقائع وأحداث عرفتها بلدة أنزا،كما عاشها محمد أزداك وجيله وكما وصلت إليه شفهيا عن طريق الطاعنين في السن ممن سبقوه في الحياة .
ويبقى الكتاب إجمالا عصارة ما استطاع كاتبه الأستاذ محمد أزداك تجميع كم هائل من المعلومات ذات القيمة التاريخية تم نقلها بأمانة علمية،بحيث بذل فيه،وكما جاء في تقديم الأستاذ بوشعيب الأسعد للكتاب”مجهودا مشكورا في النبش والحفرعن عدد وافرمن المعلومات والأخبار والصور التي استقاها من مصادرومنابع شتى”
وأخلص أيضا”في البحث عما أسعفته به مبادراته وتحركاته في مختلف الإتجاهات لجمع شتات هذه المحاولة وإخراجها بهذه الطريقة البسيطة وتركيبها ووضعها في إطاريسهل على القارئ استيعابها وتتبعها دون صعوبة” .
أما محاورالكتاب الأساسية فهي تتشكل مما يلي:
نشأة أنزا – الإستقرار السكاني بمجال أنزا قبل بناء معمل الإسمنت سنة 1952،وبعده،وقبل زلزال أكَاديرسنة1960وبعده – التعليم بنوعيه التقليدي والعصري قبل الزلزال وبعده،وتطورالتعليم العصري بأنزا- المعامل الصناعية قبل وبعد الزلزال- المشيخات قبل وبعد الزلزال- البيئة – الرياضة – الثقافة – الفن.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.