يا ابنة عبد الإله أنى لك هذا ؟ قالت هو من عند الله وحمدت الله وأثنت عليه كما لو هزت بجذع النخلة فتساقطت عليها ثمار الأمانة العامة للحكومة وكأن الله أنزل سخطه على كل أبناء الشعب المتفوقين والأكفاء وجعل نخيلهم في الوظيفة العمومية يابسة العروش ولم تينع غير نخلة ابنة بنكيران وحدها.
يا رضوان من أين لك هذا؟ ويرد ابن رئيس الحكومة هو من عند الله . كما لو أن عصاه هي التي شقت البحر نصفين ليعبر للدراسة في الخارج ولم يأخذ منحة دراسية اقتطعت من بيت مال المسلمين وكأنك الله اصطفاه هو وعصاه فالتهمت كل عصي أبناء هذا الوطن ليغرقوا في اليم وينجو وحده فكيف لا يخرون له كما السحرة ساجدين؟
يا عبد الإله تواضع لله يرفعك واركب سيارة رخيصة كما الشعب ، فحمد رئيس الحكومة الله وأثنى عليه أن تغير حاله من حال إلى حال وكأن الله قد اصطفاه ليركب سفينة الميرسيديس والتوارك ويحمل معه فيها من كل فرع في حزبه زوجين ، فينقذ الله استمرار نسل العدالة والتنمية بأن ركبت بن خلدون والشوباني وماء العينين وأحمد أكنتيف وغرق بقية أبناء الشعب “الكفرة” ليريهم الله آياته في الآفاق.
يا ابنة ماء العينين كيف تشتت شمل الأزواج الموظفين والتأم شملك ببعلك ؟ فترد هذا من فضل ربي وكأن الله اصطفاها ليغدق عليها بفضله دونا عن العالمين ويسري بزوجها ليلا من مدرسة ابتدائية بتزنيت إلى مقر الوزارة بالرباط وينزل على بقية نساء ورجال التعليم صبر أيوب في محنهم الأربعينية على قمم الجبال.
يا وزير التعليم العالي كيف أنزل الله قرآنا بلسان عربي وتتوعد الناس بريح صرصر عاتية تدفنهم أحياء إذا جهلوا الإنجليزية ؟ فيرد أن الله ألهمه بما للانجليزية من فاتحة خير على المسلمين وكأن أبواب المضاربة البريطانية والأمريكية في سوق التعليم التي يريد الداودي فتحها في المغرب تراءت له في سجوده وهو يقوم الليل . فهل بعد رؤياه من ضال جاحد سيفضل سخط الله و الدفن حيا على دفع جزية مباركة للصحابة الإنجليز ليعلموه مما علمهم الله؟
يا جامع ابن معتصم هل تباع حتى المقابر لحيتان العقار ؟ أتدعو بهذا الناس لتحنيط أمواتهم وتركهم في البيوت ؟ فيحمد الله ويثني عليه على ما تم جنيه من الصفقة من الأموال وكأن السماء تمطر ذهبا وفضة على رؤساء المجالس من العدالة والتنمية وترمي البقية بحجارة من سجيل فتجعلهم كعصف مأكول.
يا شعب أهل الكهف هل اكتمل قرن سباتكم العميق وهل ستدركون قريبا أن كلب حراستكم أوفى بكثير من لصوص الله ؟
نعم لصوص الله هم كل الذين أول ما يسرقون يسرقون اسمه.
يفعلون ليسرقوا الشعب باسترخاء تام ويتصيدون الفرص لهم ولأبنائهم بارتياح تام فكل ما ينهبونه “هو من عند الله”.
لصوص الله هم كل الذين يقولون “باسم الله ،توكلنا على الله ” قبل وضع المفتاح في قفل بيت ليسرقوه وقد أؤتمنوا عليه فقط لأن الناس قدسوا اسم الله وهم يخوضون به حملتهم الانتخابية.
لصوص الله هم كل الذين يمرغون اسمه في التراب بفسادهم وانتهازيتهم ولصوصيتهم ،ويتخذون ذكر الله على المال الحرام طقسا يحللون به وضع أيديهم القذرة في جيوب الناس ليشتروا السيارات الفخمة ويحتكرون المناصب ويجعلونها وقفا على أبنائهم و إخوانهم في الحزب.
لصوص الله هم كل الذين يدمرون باسم الله المصلحة العامة لمصلحتهم الخاصة ويهدمون القطاع العام لتزدهر مشاريعهم الخاصة .
لصوص الله هم الذين يمسكون كلمة “الله ” درعا مقدسا واقيا يصدون به المساءلة ويردون كلما سئلوا ” من أين لكم هذا ؟”..
“هو من عند الله”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.