الرايس لحسن أجماع: الباحثين الامازيغ فروع بدون جدور ولغتهم غير مفهومة – حوار

*عبدالله العـسري…

هو الماديدي لحسن بن محمد بن الحسين الملقب فنيا بـ  ” أجماع ”  ولد سنة 1949 بدوار ” تاجوايبات ” جماعة المهارة  بإقليم تارودانت، 40 سنة من التجربة  الفنية  بـ ” أسايس ”  “كلها  خير ولله الحمد ” يقول أجماع مضيفا “وقد سعيت خلالها  أن أحافظ على الكلمة الشعرية  المحتشمة  كما ورثتها من أسلافي، والكلمة الشعرية إن لم تكن صادقة  تحمل رسالة  مجتمعية  سوف لن تلقى صداها لدى الجمهور لأن كما يقال :

ءا مارك ءيغد ؤر ءيكا ؤؤل  ؤورات ءيقاي ؤول  /  ” الشعر إن لم يكن مصدره القلب سوف لن يلتقطه قلب ” .

وانتقد أجماع بشدة  اللغة الأمازيغية المستعملة  ثقافيا في مجال الاعلام والدراسات الحديثة، وقال أجماع بأن ثلة من الأساتذة والباحثين يتحدثون اليوم بلغة قالوا بأنها أمازيغية لكن – يقول أجماع –  لا أحد يفهم ما يقولون، وفي حديثه عن وضعية الثراث الأمازيغي  تخوف الشاعر أجماع  مما يحدق بهذا الثراث  من توجهات  تطمح – على حد قوله– إلى القطع مع الماضي  و شبه هذا المنحى بمن يريد أن يقتلع عروق الشجرة ويبقي على  فروعها  .

وقال أجماع  أنه قضى في ” أسايس ”  40 سنة  ينطم فيها الشعر لكنه لا يستطيع اليوم فهم ما يتحدث به  هؤلاء الباحثين  والاعلاميين على حد سواء ويقولون بأنها أمازيغية، وأضاف أجماع أن  اللغة الأمازيغية  يتعلمها الأجيال من المطبخ إشارة إلى الأم، ومن تم فاللغة التي أتى بها هؤلاء المحدثين ليست أصيلة …هذا وقد خص الشاعر لحسن الحوار التالي pjd.maيالماديدي الملقب فنيا بأجماع  الموقع الالكتروني 

السلام عليكم  ورمضان مبارك  ، الشاعر لحسن أجماع  موقع pjd.ma يرحب بكم ضمن صفحاته  ونود في البداية  معرفة  كيف يقضي أجماع  يوم رمضان  ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بدوري أشكر منبركم على استضافتي، أما عن يوم رمضان فأنا اقضي يوم رمضان كبقية أبناء منطقتي، لكن  لابد من  بعض الخصوصيات من عائلة إلى أخرى، وأنا شخصيا أبدأ لك من السحور حيث أكتفي بتناول وجبة خفيفة ، ثم بعد ذلك أتوجه إلى المسجد لصلاة الصبح  ويلي ذلك حصة المشي التي أداومها كرياضة في الصباح  إلى غاية الساعة السابعة  حيث أستحم  لأتفرغ إلى عالم القراءة  المتنوعة من كتب وجرائد وتدوين لما بدا لي من معلومات وأفكار …هكذا إلى أن يؤذن لصلاة الظهر وبعده صلاة العصر أتوجه  إلى مقهى  حيث ألتقي هناك ببعض أبناء البلدة  وأتجاذب معهم أطراف الحديث  إلى أن يقترب  موعد  صلاة المغرب حيث التوجه مجددا إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة، وبعد الفطور تأتي صلاة العشاء والتراويح، هذا بإيجاز شديد يوميتي لنهار رمضان .

ما ذا عن وضعية الشعر الأمازيغي في وقتنا الراهن ؟

يمكن القول بأن الشعر الأمازيغي  يعاني مما  تعاني منه القطاعات الأخرى مع أن للشعر الأمازيغي انتكاساته الخاصة ، حيث ما زالت عراقيل تقف  أمام تطوره ومن تم يمكن القول بأن هذا الشعر له معاناته الخاصة  والمتنوعة  والآتية من  اتجاهات عدة .

فالشعر الأمازيغي لم يصل إلى ما كان يطمح إليه، والفنان أو الشاعر الذي ينتجه  لم يهدأ له بال وظل يتجرع مرارته لوحده …

لكن هناك من يقول بأن أبرز مما يعاني منه الشعر الأمازيغي  هو كثرة الأسماء وكثرة الشعر بلا فائدة تذكر … ؟

نعم بل أكثر من ذلك أننا أصبحنا نتخوف اليوم  حتى على الرصيد الشعري المتوارث  عبر قرون مضت، و أضحى  هذا الشعر مهددا بالاندثار، وان ما لا أطمئن له اليوم هو توجه ثلة من الأساتذة والباحثين في الشعر الأمازيغي  الذين يتحدثون بلسان أمازيغي جديد  يطمحون اليوم إلى  قطع الصلة  بالموروث الشعري  القديم ، بل عندما تتحدث معهم يصرحون لك بما مفاده : ” نحن نريد أن نكتفي بأبنائكم  الذين سيفهمون ما نقول أما أنتم فقد نستغني عنكم …” ، فهؤلاء يراهنون في دراساتهم وتوجهاتهم على قطع الصلة مع الماضي  الشعري من خلال رجالاته، ومن تم  فما نسميه اليوم شعرا قد يقبر يوما  ويحل محله هذا اللون الجديد الذي بدأت تلوح به هذه الثلة ممن يسمون أنفسهم بالباحثين في الثراث الشعري الأمازيغي .

لكن هذا الطرح  – يقول أجماع – يجانب الصواب ، إذ لا يمكن فصل الشجرة عن عروقها  فالشجرة  يكتمل كيانها  بكل أجزائها  لا مجال لتجزيئها وبعثرة إحدى جوانبها ، وبصريح القول علينا التمسك بالأصول التي هي امتداد طبيعي لأجدادنا وأسلافنا، فالشعر الأمازيغي الأصيل كما عهدناه  وتمسكنا به  وعضضنا عليه بالنواجد وسوف لن تؤثر فينا كل هذه الاتجاهات التي قد تجهز عن مكتسباتنا الشعرية  عبر أزمان مضت، هذه بإيجاز شديد هي الانتكاسة التي يعاني منها الشعر الامازيغي، وأسبابها  يعرفها الجميع لكن لا أحد يملك الجرأة  ليضع النقط على الحروف  .

تنتقد شريحة عريضة في الجبال والسهول  اللغة الأمازيغية  المستعملة حاليا في  منابر الاعلام العمومي، وتقول هذه الشريحة  بأنها  لا تفهم  هذا المحدث من الأمازيغية، فيما تساءل البعض الآخر، لماذا لم يتم جمع اللغة الأمازيغية  كما جمعت اللغة العربية  قبل قرون مضت؟

هذا ما سميته بـ ‘ اللسان الأمازيغي الجديد “، فرواد هذا اللسان  يرفضون  التحدث  بالأمازيغية  التي  نعرفها  وتوارثناها عن الأجداد، وإنما أبدعوا لغة يسعون جاهدين إلى أن تحل محل الأمازيغية التي تعلمناها  من آبائنا و أجدادنا، فعلى سبيل المثال أنا عمري اليوم 65 سنة  شربت الأمازيغية كما هي في الأصل من آبائي وآبائي شربوها من آبائهم وأجدادهم  وأتى اليوم هذا الصنف من الباحثين يطمحون إلى الاستغناء عني والاحتفاظ بأبنائي، أليس هذا هو الارث الأمازيغي الأصيل ؟ والإبقاء على ما يرونه  مناسبا لهم لتثبيث رؤيتهم، وهذا ليس موضوعيا لأنه ينبغي أن تنطلق اللغة الأمازيغية  من لغة  الآباء، وما نسمعه اليوم في الاعلام العمومي ونقرأه في الجرائد من لغة لم نجده قط في المطبخ وسوف لن ندعه يغزو لنا مطبخنا ، لأن المطبخ هو معلم الأجيال فالشاعر يقول :

ءاراو ءيغد ءيلول دار ماس ءاغا تيلين / فالمولود عندما يولد يلازم أمه  ،

عامين ءات تربو كفينتاس الماكول / تحمله عامين وتطعمه ،

 فاد ءيلما تبدا ءاداسن تمالا ءاوال / ثم تشرع في تعليمه قواعد للكلام  ،

ءايناد ءيعلم غ ؤنوال ءاسا تاوين  / فكل ما تعلم في المطبخ ينعكس عليه  ،

ءيغ ؤريسن صواب ءانوال ءات ؤر ءيسن  / إن لم يعرف الأخلاق فالمطبخ هو من لا يعرفها  .

وعليه فما نراه اليوم بخصوص اللغة الأمازيغية في بعض المنابر الاعلامية فهو غريب علينا  لم نجده قط  ولا يشبه لغتنا الأمازيغية الأصلية، هذا إذا أردنا أن نتكلم بـ ” المعقول” أما إن أرادنا أن نجانب الصواب فنحن إذن لا فرق بيننا وبين من ننتقد .

في نفس السياق، من الملاحظ أن المسنين من أجدادنا كمصدر لغوي شفاهي يستعصي عليهم فهم هذه اللغة الأمازيغية  الحديثة …ما رأيكم  ؟

فأنا شخصيا  أفضل تتبع الأخبار من القنوات الفضائية مثل الجزيرة،  من أن أشاهد وأستمع للقناة الأمازيغية التي لا أفهم ما تقول مع أنني شاعر وفنان وما بالك بإنسان عادي، وكل ما أخشاه هو  ن تندثر الأمازيغية الأصلية  بين أيدينا و تستعصي علينا هذه الحديثة  فنبقى بلا هوية لا قدر الله   .

شاعرنا أنت ” أنظام ” تقرض الشعر الفوري هلا أهديت للقراء أبياتا شعرية من قريحتك  ؟  

ءاوال ك ءينفعان ءادجيتن غ وولنك ، / دع الكلام النافع في قلبك واحتفظ به ، 

هان ءيغ تيت مليت ءيكرا راك ضرون ، / إنه وبالا عليك متى أفصحت عنه  ،

ءيغ ؤر ءيصليح بنادم س ءيخفنس ، / من لم ينفع نفسه ،

مان ءاسدرم  ءاساكينا رات ءيقن ؟   /أية بادرة ترجى منه …؟

ثلاثة وجوه بإيجاز  ؟

الحاج المهدي بن مبارك : شاعر محبوب أحب شعره جيدا له أغاني وألحان أصيلة  ، و كلمات شعره رزينة يختار مواضيع متميزة وشخصيته جد محترمة .

مولاي علي شوهاد : زميلي في الحرفة ألتقي معه من حين لآخر لكن لا أعرف عنه  شيئا كثيرا  .

محمد مستاوي : مناضل كبير يحب أن يعمل بجد ، إنسان يحب الحوار ، فهو أمازيغي قح  حبدا لو عندنا رجال من هذا العيار الثقيل  لقطعنا أشواطا مهمة على مستوى الابداع الفني .

 pjd.ma   عن 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد