ازول بريس// زيري
مسيرة توادا ن امازيغن تخليدا لذكرى الربيع الامازيغي
تحت شعار “إيمازيغن بين التهميش، الاعتقال السياسي، نزع الأراضي والإبادة بالغازات السامة” أعلنتْ حركة “توادا نْ إيمازيغن” عن الخروج إلى الشارع اليوم الأحد، بحي البطوار اكادير، بمناسبة الربيع الأمازيغي، تَافسُوت ن إيمَازيغن الذي يصادف الـ19 أبريل من كل عام، حيث نظمت الحركة مسيرة كان مقررا ان تجوب شوارع الباطوار مرورا بتالبورجت لتنتهي بساحة الامل حسب تصريح اللجنة المنظمة لجريدة ازول بريس، لكن السلطات تدخلت ومنعت المسيرة وحالت دون ان تنجح مخططات “توادا ن امازيغن”.
وحسب بلاغ الحركة والذي توصلت الجريدة بنسخة منه، فما دفع الحركة إلى النزول إلى الشارع، هو أنه في مقابل تصاعد الصوت الاحتجاجي الأمازيغي، وتنظيم عدد من اللقاءات والتظاهرات للتعريف بالقضية الأمازيغية، “نجد معاداة للحقوق الأمازيغية، بل أكثر من ذلك أقدم المسؤولون في العديد من المناطق على ارتكاب خروقات كثيرة تمسّ بالحقوق الثقافية واللغوية الأمازيغية”.
توافد النشطاء وتعزيزات أمنية وفض التجمعات الشبابية
فمنذ صباح هذا اليوم بدأت ساحة السلام بالباطوار تشهد انزالا امنيا غير مسبوق وبتعزيزات امنية في كل تلاوينها، وبدأ معها مسلسل توقيف المارة وفض التجمعات الشبابية قرب سينما السلام ووسط محطتا الطاكسيات، بدأ النشطاء الامازيغ يتوافدون بأعداد كثيرة الى المكان المقرر قبل ان يجدو سيارات رجال الأمن ملأت المكان عن اخره مما ادى بالنشطاء الى تغيير مكان الانطلاقة متوجهين الى محطة الطاكسيات وسط حي الباطوار، غير أن رجال الأمن بزيهم المدني والرسمي يطلبون من كل تجمع تجاوز شخصين أن يغادر المكان.
وصلت الساعة الحادية عشر موعد انطلاقة المسيرة والنشطاء لم يكتمل وصولهم بعد والساحة طوقتها قوات حفظ النظام، لكن ناقوس الانطلاقة لا ينتظر احدا، وأعلن عشرات الشباب عن انطلاق المسيرة مرددين “امازيغن .. امازيغن…” وسرعان ما تدخلت السلطات لمنع بداية المسيرة بحجة عدم الترخيص والتجمهر غير المرخص.
وفي جانب اخر افاد منسق تنسيقية “تامسنا لتوادا ن امازيغن” في تصريح خص به جريدة نبض المجتمع أنه مع دخوله هو وبقية الوفد القادم من الرباط لمدينة اكادير صبيحة هذا اليوم تم توقيفهم في مدخل المدينة من طرف رجال الأمن وبعد ان تم تفتيش اغراضهم وتأكدو على أنهم سيشاركون في المسيرة أخدو منهم بطاقاتهم الوطنية، وأجبروهم على اعادة ادراجهم من حيت اتو مقابل اعادة منحهم اغراضهم، الأمر الذي استسلم له النشطاء في حيلة منهم لاعادة تغيير الطريق، وبالفعل نجحو في قطع طريق اخرى نحو اولاد تايمة ومنها الى اكادير ونجحو في المشاركة في المسيرة بقوة رغم قمعها. نفس الأمر يفيد أحد القادمين من مدينة طاطا أنهم اعترض رجال الأمن طريقهم وأجبروهم على العودة من حيت أتو.
وفي نفس الصدد يضيف منسق تنسيقية اكادير ان حافلة اخرى تم تطويقها في محطة المسيرة باكادير ومنعها من الوصول لمكان المسيرة.
شباب مصر على الاحتجاج و أمن مصر على التدخل
رغم تعنيف رجال الأمن للمتظاهرين الا أن شباب “توادا” اصرو على الاحتجاج وتمرير رسالتهم التي قدمو من مختلف مناطق المغرب من أجلها، والبداية كانت بترديد شعارات امازيغية ورفع صور المعتقلين الأمازيغ وصور شهداء المقاومة المسلحة وأعضاء جيش التحرير ويتزعمها اسد الريف “محمد بن عبد الكريم الخطابي” خصوصا وأن مشاركة “تنسيقية توادا بالريف” كانت قوية، ومع اصرار الأمن بفض التجمع، تدخلو بشكل قوي ادى الى اجلاء المحتجين وتفريقهم الى تجمعات صغيرة في جنبات الأرصفة وأمام المقاهي، وهنا بدأت الاعتقالات، حيت اعتقلت شابة رفقة خمس نشطاء اخرين حسب اللجنة المنظمة،وتزايد عدد المعتقلين فيما بعد – واشارت مصادر انه تم الافراج عنهم بعد اجراء محضر معهم- كما تم حجز مجموعة من الاعلام وهواتف وأغراض النشطاء.
وبعد كر وفر اجتمع النشطاء مرة اخرى وسط محطة الطاكسيات مشكلين حلقية نقاشية رفعو من خلالها شعارات منددة ل”القمع” والاعتقال الذي تعرضو له، وشعارات تضامنية مع “اوسايا” و”اعطوش” رافعين صور المعتقلين وصور الباحث الامازيغي “بوجمعة الهباز” و زعيم المقاومة الريفية “مولاي موحمد”. بعد ترديد الشعارات دخل النشطاء في نقاش حاد اطره مناضلين قدمو من مختلف المدن المغربية خصوصا الرباط، الدار البيضاء، مراكش والريف، تمحورت المداخلات حول ارضية مسيرة توادا ن امازيغن واهدافها ومطالبها؛ الامر الذي ادى الى شد وجدب بين مختلف المكونات الحاضرة في المسيرة من طلبة وتنسيقيات ومنظمات وجمعيات وحالت هذه المناوشات دون تلاوة البيان الختامي بالطريقة التي سطرها المسيرون.
سائقي الطاكسيات والنشطاء وجهاز الامن
بعد ان تم تطويق المسيرة في محطة الطاكسيات بالباطوار، بدى الأمر غريبا لسائقي الطاكسيات وعلامة عدم الرضى تضهر على اوجههم ولم يتقبلو الأمر، وبعد ان طال كر وفر المتظاهرين بين الطاكسيات اجتمعو أخيرا في حلقية وسط المحطة مما اثار غضب السائقين، وثار بعضهم في وجه المتضاهرين والبعض الأخر في وجه السلطة وقليل من تعاطف منهم مع “توادا”، ويقول احدهوم أن السلطات التي طوقت المتظاهرين بين الطاكسيات هي من يجب أن نتحمل المسؤولية وأن نتحمل عواقب فعلتها. بعد ازيد من نصف ساعة على توقف حركة المرور في احدى جنبات المحطة حظر الى عين المكان افراد من نقابات الطاكسيات “اعلن احدهم تظامنه مع المحتجين و ذهب الكثير منهم الى العكس وحاولو التشويش على الحلقية وعلى المسيرة” على حد اعتبار أحد المنظمين، وانتهى بهم المطاف الى ان دخلو في مناوشات مع المسؤولين الأمنيين، و سرعان ما تم احتواء الامر من طرف المسؤولين ، وقامو بخطة ثنائية غادر من خلالها كل السائقين المحطة ليتركو المكان فارغا لتسهيل عملية التدخل وفعلا نجحو في ذالك؛ دقائق وهاهي المحطة فارغة وتم التدخل لفض التجمهر و تفريق المتظاهرين للمرة الأخيرة، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى عادت الطاكسيات الى مكانها ومنع البوليس بعد ذالك اي تجمهر اخر وسط المحطة، كما تمت مضايقة الواقفين في الجنبات مجبرين اياهم باخلاء المكان، الى ان عادت المياه الى مجاريها وعاد السكوت الى ساحة البطوار ولم يعد يمسع الا صوت “كورتيي” الطاكسيات.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.