شــبــح الــعـــصــــر .. قصيدة شعرية لمـحـمـد فـراح

كـــوفــيـــد مـا قـبـل الـعـشـريـــن ، يـــتــوالــد فـي الـعــشـريــن ،

يــولـد فـي ووهــــان الــصيـــن ، خـبـرا يـخـفـت ، ثــم يـبـرز للـعـيـان ،

مـخـلـوق ، شـبـح ، يـتـفـجـر مـوتـا في الـصـيـن ، يـاتـي كـالـطـوفـان ،

يـسـري كـالـبـرق ، وكـمـا الريــح ، يـحـط فـي إيــران ،

يـدخـل أحـشأء الـشـعـب داءا ، مـوتـا ، يـنـزل فـي الـطـلـيـان ،

يـتـحول ” نيرونـا ” ، نـارا مـوقدة ، تـحرق رومــا الـمـسـكـيـنـة ،

ونـيـرون يـتـسـدى في جـلـسـتـه ، نـشـوانـا ، يـتـفـرج علـى رومــا الـثـكـلـى ،

وكـوفـيـد يـسـيـح فـي أوروبــا ، مـوتــا ، يـصـل الإسـبـان ، و يـطـل عـلـى الألـمــان ،

يـتـقـلـد سـيـف ” دون كيشوت” الـبـتـار ، لـيـس ضـد الـريـح ، ويـفـتـك بـالإسـبـان .

و في جـزر الإنـجـلـيـز يـتـحـول ، و يـشـيـع ، يـروم ” الـظـلـمـات ” ،

يـركـب الـمـوجـة تـلـو الـمـوجـة ، غـربـا ، يـتـقـصـى ” أرض الـحـفـدة ” ،

يـتـحـول ” كـوبـويـا ” ، وحـشـا ، يـجــري فـي الأدغـال ، و في الـفـلـوات ،

يـتـقـمـص روح الــهــنـدي ، يـغـدو شـبـحـا ، يطارد أبـنـاء الـحفـدة .

أشـبـاح ، مـنـهـا مـن سـاح شـمـالا فـى الـروس ، وفـي الـصـرب ،

أشـبـاح تـتـنـاسـل ، تـتـجـول فـي الـشـرق وفـي الـغــرب ؛

و فـي كـل ، تـحـصـد آلاف الأرواح ، و تـنـتـشـر كـمـا الـنـيـران ؛

أكـوام بـشـريـة مـن الـمـوتـى ، والـحـشـرجـة ، و مـن الـغـثـيـان .

أشـبـاح الـمـوت ، تــدخـل ، تـخـرج ، تـتـجـول فـي الـسـاحـات وفي الـطـرقات ، يـفـتـح الـمـشـفى ، تـلـو الـمـشـفى ، تـلـو الـمـشـفـى ، تـلـو …

والطـفـل الأبـيـض-الـزنـجـي ، في إفـريـقـيـا ، يــرى الـمشـهـد مـرعـوبا مرتعدا ،

يــنـصـح بـالـحـجـر ، و ” لزوم الـبـيـت ” ، للـفوز عـلـى الأشـبـاح ؛

و الـعـالـم يـتـهـجـى الـطـب ، يـسـتـظـهـره ، عــل ، وعــل ، …

عـل الـبـلـسـم يـأتـي ريـحـا ، تـطـرد الـمـوت مـن ” الأكـمـات ” .

ووراء سـديــم ، سـديــم اللـيــل، تــومـض نـجــمـــة ،

تــحــمــل بــشــرى الـــصــبــــح ، تــــحــمــل وردة ،

فــتــعــم الــخــضــرة ، تــــورق زهــــرا و ورود .

مـحـمـد فـراح

مراكش في : 10أبريل 2020


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading