لاصقني هذا السؤال طيلة منذ صبيحة هذا اليوم.. وأنا تائه وسط المدينة ولساعات أبحث عمّا يدفع بعض الوحوش الآدمية إلى ارتباك جريمتي الاغتصاب والقتل في حق طفل وببرودة دم إستثنائية حدّ استطاع أن يبقى بكامل قواه العقلية ليقوم بدفن ضحيته ويحلّق ذقنه بكل الهدوء كي يعود إلى حياته الطبيعية.. كأن شيئاً لم يقع..
في هذا التيه.. ما زلت أردّد هذا السؤال المحير (لماذا قتله!! ؟)
ولأني لم أملك أي تفسير غير أنّنا أمام صورة وحش آدمي مجرد من الإنتماء إلينا دفعني إلى أن أضع كل قناعاتي الفكرية جانبا.. وأتجرّد بدوري من كل إحساس عاطفي اتجاه هذا الوحش لأطالب بإعدامه شنقاً وفي ساحة عمومية حتّى يكون عبرة أخيرة لكل المرضى الذين يعيشون وسطنا..
فلست مستعدّاً أن أقبل من الضابطة القضائية أو من وزارة العدل وإدارة السجون احترام القانون في حق هذا المجرم الوحشي..وأن يتمّ إطعامه والعناية به وفق القوانين الجاري بها العمل..
أبداً.. فقد أصابانا جميعا وعبر خريطة البلد.. ولاتهمّني المواثيق الدولية ولا البزنطية في هذه النازلة.. غير الإعدام شنقاً.. وبسرعة
ولتكن مناسبة لإعادة النظر في القانون الجنائي ذات الصلة بمثل هذه الجرائم حماية لطفولتنا والتصريح بأشد العقوبات لكل من يحاول اغتصاب براءة مجتمعنا..
آن الأوان لهذه الإطارات الحقوقية ومختلف تعبيراتها أن تتحمّل كاملة مسؤولياتها اتجاه ما تتعرض لها الطفولة المغربية من عنف واغتصاب وقتل مادي ومعنوي.. ولا مجال هنا للاصطفاف بين الرجعي والتقدمي وبقية النعوت والأوصاف الأخرى.. فحماية الطفل والطفولة فوق كل الصراعات والأنانيات..
هي مناسبة أيضا ان تعي الدولة أهمية المنظمات والاطارات الجمعوية المدنية المهمة بالطفولة والشباب ودورها في التكوين والتنشيط والتوعية.. وما راكمته من تجارب ناجحة وناجعة منذ بداية الاستقلال وما زالت..
فمجال الطفولة والشباب يحتاج إلى الجميع وخاصة بهذا الحس الإنساني التطوعي لهذا المنظمات التربوية
آن الأوان لصياغة ميثاق وطني حول الطفولة يستحضر هذه التهديدات ويحصّن حمايتها والعمل على توعيتها وكيفية التعامل مع الغرباء أمثال هذا الوحش الآدمي.. الذي جعلنا نعيش سبتاً أسوداً..
عدنان ولدي..
لا تكفيني دموعي لرثائك..
ولا اللغة طاوعتني وأنا أقرأ ملامحك بكل هذه البراءة التي تمّ اغتصباها..
غير أني أملك كامل الشجاعة بمطالبة الجهة المسؤولة بإعدام هذا الوحش الآدمي.. شنقاً وفي ساحة عمومية.. وبسرعة.. لروحك الطاهرة كل الرحمة والمغفرة..
ولذويك كل الصبر والمواساة على قضاء الله وقدره..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.