مباشرة بعد عودته من الجزائر بيوم واحد وبدون سابق إعلان أخبرنا الرئيس الفرنسي ماكرون بقرب زيارته للمغرب محدّداً أواسط أكتوبر المقبل..
كان ذلك على هامش حفل غنائي بضواحي باريس.. وهو بهذا الأسلوب والطريقة التى جاء بها هذا الإخبار الذي تناقلته مختلف الوسائل الإعلامية يكون هذا الرئيس قد أخلّ بالاعراف والقواعد الدبلوماسية المؤطرة لهكذا دعوات بين الدول..مما يجعل من هذا الخرف الدبلوماسي سلوكاً استفزازيا لبلدنا ولمؤسساته الرسمية والشعبية خاصة ونحن في سياق عودته من الجزائر.. وقصة السجاد الأحمر بتونس إضافة إلى ما يعرف بالازمة الصامتة بين المغرب وباريس إحدى تمظهراته ملف ما يسمى بالتأشيرات..
كلها عوامل جعلت الرد الرسمي لبلدنا لم يتأخر الا بيومين وتعلن السفارة المغربية سحب وثيقة تسليم الإمام المرحل من باريس بعد الموافقة على ذلك بداية غشت 2022..
كان ذلك جوابا لتهور هذا الرئيس الذي ما زال ينتشي بنتائج زيارته الأخيرة للجزائر ولنظامه العسكري.. معتقداً وبعقلية الإستعلاء أن ذلك سيكون حافزا كي تتسارع الأيادي لاستقباله بالمغرب وتجواله بإحدى مدنه كما في وهران..
هكذا اعتقد..
وهو اعتقاد متخلف وغبي لم يستوعب بعد هذا التغيير في المواقع وادوات تدبير اللعبة بالمنطقة والعالم.. ولم يستطع ان يتحرر من عقلية ما يسمّى بالمستعمرات السابقة..
وهي العقلية الكولونيالية التي يجب عليها ان تعرف أن جملة مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس ليست موجهة إلى إسبانيا فقط.. بل هو شعار إعلان مغرب قادم يبحث عن موقعه وتقديره كدولة وسيادة قراره..
عليها أن تعرف أن المغرب ليس هي الجزائر.. ولا الدار البيضاء هي وهران وينتظر ان نقابله مثل جماهير وهران بالترحيب و الحب الكبيرين، لدرجة أن من الإعلام الفرنسي من قال أن الحب الذي لقيه “ماكرون” في الجزائر لم يحصل عليه حتى في حييه بباريس، وأن الرجل لو تقدم للانتخابات المقبلة بالجزائر من أجل المنافسة على كرسي البلاد، لنالها بفارق شاسع عن الرئيس الحالي “تبون”، الذي لم يزر وهران و لم يمشي في شوارعها و لم ينصت إلى أهاليها.
إذا كان هذا أفق انتظارك السيد الرئيس فلاحاجة لتحمل عناء السفر إلى بلدنا.. وعليك أن تعرف ان زيارتك غير مرغوب فيها رسميّاً وشعبّاً إلا بشرط واحد ووحيد هو أن تلبس نظارة الصحراء قبل إقلاع طائرتك الرئاسية..
تلك النظارة التي تعتبر التأشيرة الرئيسية للدخول إلى ارضنا ووطننا.. ولعلك شاهدت مدرجات الملعب الكبير بمدينة فاس التاريخية وكيف زيّنت تلك النظارة جنبات المدرجات نيابة عن كل أطياف الشعب المغربي كأمة ودولة..
لذلك ندعوك وبسرعة إلى اقتناء هذه النظارة قبل فوات الأوان..
ومن موقع إملاء الشروط كما جاء في خطاب جلالة الملك الأخير… و قادرون على قراءة واقعنا الجيوستراتيجي من منظور السيادة على صحرائنا وهي أصل الأشياء، ومنشط الهوية السياسية والوطنية لبلدنا والدول التي لم تدرك ذلك تقع في سوء فهم إجباري معنا كما انتم سيادة الرئيس..
نظارة السيادة على كافة أقاليمنا من طنجة إلى الگويرة وبمعناها البديهي هي أيضا ميزة دولة لا تخضع لأي دولة أخرى وحرّة في استقلالية قرارها واختيار وتنوع شراكاتها وشركائها..
نظارة السيادة كما جاء في خطاب الخليج سنة 2016 ( لسنا محمية أحد..) لنضيف إليكم السيد الرئيس بأننا لسنا حديقة خلفية لبلدكم منذ الآن.. أو سوقا لشركاتكم..
فقد انتهى زمن الابتزاز بقضية الصحراء.. واختيارك لشهر أكتوبر موعد انعقاد مجلس الأمن حول القضية هو اسلوب ابتزازي لم يعد يجدي مع مغرب اليوم الذي يدعوك إلى لبس نظارة الصحراء قبل الزيارة… وان تخلع نعليك لحظة وصولك..
غير ذلك فأنت غير مرغوب فيه..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.