و لم نكمل حديثنا بعد….

مينة الحدادي

دليلة ، َرحلتْ و لم نكمل حديثنا بعد .
” دليلة الطيب ” حملت مع شقي اسمها دلالا و طيبة و أزهرت معها الصحبة و أينعت .
دليلة المغربية ،التي أحبت الوطن حتى النخاع ، و اعتزت بالانتماء إلى هذه التربة ، و إلى هذه الهوية بماضيها و حاضرها و مستقبلها ، لعل دليلة أحبته أكثر منا ، و هي التي جربت الاغتراب، فكانت اشبيلية مستقرها و اسبانيا موطنها الثاني ، لكن الروح ظلت نابضة بمهد الصبا و مدرج اليفع …
هي رمز كل مغربية أرادت الخير لهذا البلد بما تحمله كلمة خير و حب من معان عميقة .
كثيرا ما أخذت المبادرة و تواصلت معي و إن لم نتعارف حسيا ، لكن كان هناك رابط خفي جعلها تعتز بصحبتي و تفتخر بمعرفتي و لم يزدني هذا إلا محبة و تقديرا لدليلة الطيب التي كانت قيد حياتها رئيسة تنسيقية أوروبا لرابطة كاتبات المغرب و أفريقيا ، أحببت فيها المرأة المغربية العاشقة للوطن ، المتيمة بتاريخه ، و هي المؤلفة كتاب “من أعلام زناتة في ذاكرة فضالة “كتاب أكد الانتماء الروحي لمؤلفته للمغرب عموما و لمنطقة فضالة على الخصوص ،حيث كان توثيقا لتاريخ المنطقة و تراثها المادي و اللامادي .

 


المرأة التي آمنت برسالتها في الوجود ، الشغوفة بالعمل الجاد و المسؤول .
دليلة آمنت بجهودنا البسيطة و المتواضعة بالفرع الإقليمي لرابطة كاتبات المغرب ، باشتوكة أيت باها ، فظلت تشجع و تثمن و تحفز ،،،،،حواراتنا و نقاشاتنا و إن كانت متباعدة زمانيا و مكانيا ، لكنها كان متقاربة و ذات وشائج قوية ، و رسائل قوية وواضحة .
أحاديث دليلة الطيب اختلفت عن أحاديث النساء المتشابهة ، لم أحس و أنا أتحدث معها بلغو أو إطناب أو ملل ، ملكت الحكمة و التجربة في الحياة ، و الغيرة الوطنية الموروثة أبا عن جد .

لم رحلتِ ، قبل اللقاء بك أيتها السنديانة السامقة بفكرها و ثقافتها و عطائها ، الشامخة بعفويتها و طيبوبتها .
لم رحلتٍ و لم ننه حديثنا بعد ،

ارقدي بسلام فقد رسمتِ اسمك و حفرت حروفه بوصاياك و توجيهاتك وأ حاديثك ، و رسائلك الصوتية الخالدة ، و إنسانيتك النادرة .

رحمك الله و تغمدك بواسع رحمته و إنا لله و إنا إليه راجعون .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading