وفاة المقاوم محمد أجار، المعروف بسعيد بونعيلات

المقاوم محمد أجار، المعروف بسعيد بونعيلات..عن مجلة زمان

توفي المقاوم محمد أجار، المعروف بسعيد بونعيلات، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 بالدار البيضاء، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية، الشهر الماضي دخل على إثرها إلى غرفة الإنعاش بمستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء.

بونعيلات، الذي كان أحد قادة حركة المقاومة وجيش التحرير، ولد سنة 1920 في منطقة أمانوز بتافراوت إقليم سوس، وحكم ثلاث مرات بالإعدام آخرها بعد اختطافه سنة 1969 من إسبانيا إلى المغرب ليحاكم الحكم الثالث بالإعدام في أحداث سنة 1969-1970، وبعد الانقلابين لسنتي 1971-1972 أطلق سراحه.

نعيد نشر مقتطف من حوار خص به مجلة زمان* :

يفضل محمد أجار، المعروف باسم سعيد بونعيلات، الصمت. وإن تحدث يكون مقترا في حديثه، كأنما ما يزال وفيا لضرورات الحذر والسرية التي حكمت تجربته الغنية في حركة المقاومة الوطنية. من النادر أن يعثر الباحث عن سيرته أو على أحاديث له، باستثناء ما أفاد به في مؤلفين صدر الأول بعنوان “اسعيد بونعيلات، مسار مقاوم”، لعزيز الساطوري، والثاني بعنوان “مكافح مغاربي يتذكر” لمحمد لومة. لا شك أن مسار بونعيلات وتجربته تحتاج أكثر من حديث صحافي، فذاكرته مصدر غني بالمعلومات والإضاءات حول العديد من الأحداث الرئيسية في تاريخ المغرب الراهن، وتاريخ النضال الوطني المشترك بين المغرب والجزائر، واسمه يكاد يكون حاضرا في كل تفاصيل ومحطات هذه المرحلة. بونعيلات رجل الميدان بامتياز، كان دوما في واجهة الحركة، بعيدا عن الأضواء والواجهات السياسية. ربما أن عمله الميداني، طيلة مساره، يفسر جانبا آخر من بخله في الحديث عن نفسه وعن الأدوار التي قام بها والسياقات التي تحرك فيها والأحداث التي كان شاهدا عليها. في هذا الحديث الذي يخص به “زمان”، يخرج بونعيلات عن تحفظه ويكشف جوانب من مساهمته في الحركة الوطنية، ابتداء من انخراطه في حزب الاستقلال، ثم التحاقه بحركة المقاومة، فتحمله مسؤولية القيادة في هذه الحركة، وفي تأسيس جيش التحرير، والعمل المشترك مع جبهة التحرير الجزائرية. فضلا عن بعض المعلومات التي يدلي بها، لأول مرة، حول المواجهة بين القصر والحركة الوطنية بعد الاستقلال، والتي خرج منها بثلاثة أحكام بالإعدام.

المقاوم بونعيلات في صورة جمعته مع مناضلين من سوس

ماذا تذكر عن طفولتك؟
ولدت في منطقة أمانوز بتافراوت إقليم سوس. لست متأكدا من تاريخ الميلاد بشكل دقيق، لأن تواريخ الازدياد لم تكن توثق في تلك الفترة، لكنني أرجح أن أكون رأيت النور سنة 1920. في سن العاشرة، تقريبا، جئت مع والدي رحمه  لله من القرية نحو الدارالبيضاء طلبا للعمل. اشتغلت بجانبه في محل لبيع “الشفنج”، كما مارست مهنا أخرى بسيطة… إلى أن تمكنت من امتلاك شاحنة للنقل أصبحت مورد رزقي.

ماذا عن اسم سعيد بونعيلات، ما أصله؟
كنت أضع في قدمي “نعالة” تقليدية من النعال التي كانت موجودة آنئذ، اشتهرت بها حتى أصبح بعض الإخوان يلقبونني بهذه الصفة “بونعيلات”، وكل ما جاء أحدهم ليبحث عني في أمر ما يسأل صاحب دكان اعتدت على التردد عليه “واش جا بونعيلات؟”. أما سعيد فهو أحد الأسماء الحركية التي اتخذتها عندما انخرطت في تنظيم المقاومة. كان تنظيمنا محكم السرية، وذلك لحماية التنظيم من أن تكشفه السلطات الاستعمارية ويسهل تفكيكه. عندما التقيت بمحمد الزرقطوني أول مرة كان اسمي حمو، ولم يكن يعرفني بغير هذا الاسم، أو بالرقم الذي كنت أحمله وهو رقم 27، لأننا كنا نتخذ أرقاما تدل علينا إلى جانب الأسماء الحركية. محمد منصور هو الوحيد الذي كان يعرفني باسم الحقيقي عندما انخرطت في تنظيم المقاومة أول الأمر، بالنظر إلى علاقاتنا السابقة في خلايا حزب الاستقلال. ثم عندما لجأت إلى تطوان سنة 1953، بعد انكشاف أمر الخلية التي نفذت عملية السوق المركزي بالدار البيضاء، حملت اسم سعيد. بقيت معروفا بهذا الاسم فضلا عن لقبي القديم، واشتهرت به “سعيد بونعيلات”.

*حاوره إسماعيل بلاوعلي
تتمة الملف تجدونها في العدد 39 من مجلتكم «زمان»

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد