وسكتت وزيرة إسبانيا عن الكلام المباح

أزول بريس – يوسف الغريب //

لا يمكن وصف علاقتنا بإسبانيا وبهذه الجغرافيا التي تحولت إلى رقعة الشطرنج بين لا عبين أحدهما مازال أسيراً لعقيدة التفوق والاستكبار ونظرة الاستعلاء والتميز.. ذات محطات تاريخية عرفتها المنطقة…

والواقع أن التاريخ لم تغلق صفحاته من بعد.. والجغرافيا تغيّرت بشكل جدريّ وعميق بين واجهتي مضيق جبل طارق.. تغير معها كل قوانين اللعبة وسط هذه الجغرافيا التي تشبه إلى حد بعيد لعبة الشطرنج تلك اللعبة التي تعتمد على وضع الخطط والاستراتيجيات والتكتيكات، كما تنمّي حدة التفكير والذكاء لدى الشخص وتمكنه من تحليل المواقف ووضع الحلول الاستباقية لها.
كل ذلك من أجل مفاجئة الخصم بأنه محاصر ويفقده القدرة على عدم التركيز ويجعله يشعر بالارتباك.
وهو ما وقع بالضبط لوزير الخارجية الإسبانية وهي تعلن أمام الصحافة عجزها عن الجواب لسيل التهم الموجهة إلى بلدها عبر بلاغ الخارجية المغربية الأخير غير القول ( ليس لدينا ما نضيف)..
وهي جملة تختزل بقوة الضعف والإحراج الذي وقعت فيه إسبانيا وصورتها المهزوزة اروبيا وعالميا..
إسبانيا التي كانت إلى حدود البارحة تنعتنا بأقبح الصفات وأوسخها.. وتتعمّد التعامل معنا من منبر الأستاذية وغيرها.. تتّهم بشكل رسميّ اليوم في قيمها وأخلاقية مؤسساتها من قبل ( قضاؤكم انتقائي ومبرراتكم سلبية وتتعاضون بشكل سرّيّ على شخص دخل بلادكم بجواز مزوّر)
هل هناك من إهانة أكبر من التواطؤ ضد الجار تربطك به معاهدة حسن الجوار..
وهل هناك أكثر من طعن في مؤسسات بلد وخاصّة القضاء بكونه غير مستقلّ وانتقائي..
إنّ توجيه هذه الإتّهامات عبر بلاغ رسمي إلى أية دولة قد يستدعى إعلان الحرب والقطيعة.. لأن في ذلك إهانة وتشويه لسمعة البلد وشعبه وتاريخه أمام العالم..
الا في حالة إسبانيا التي ما زالت تبحث عن مخرج لهذه الفضيحة..
التي جاءت عن سبق الإصرار والترصد.. وفي تحالف مافيوزي مكشوف مع العصابة بالجزائر التي فشلت ولأكثر من 45 سنة من محاصرة المغرب.. لتجد ضالتها في الجار الشمالي هو الآخر يتابع بقلق وحيرة تنامي هذا الدور الإقليمي لبلدنا بموازاة مع نمو وتطور ملحوظ وعلى مستويات متعددة
أهمّمها مشاريع المغرب البحري واستراتيجات الموانئ.. طنجة.. الناظور.. الداخلة.. امهيريز.. وأخيرا الكويرة.. أيضاً.. وقف التهرب المعيشي ومحاصرة المدينيتين المحتلتين في أفق تحريرهما… والعمل على خلق توازن ردعيُُّ على مستوى القدرات العسكرية والدفاعية.. إلى جانب التفوق الاستخباراتي وسرعة الحصول على المعلومة الأمنية..
هي معطيات ترى فيها إسبانيا تهديداً مباشراً لمجالها الحيوي جعلها تلتقي مع العصابة الجزائرية من باب عدوّ عدوّي صديقي.. فسقطت في الفخ.. الفضيحة التي لا يمكن أن تمحى وإلى الأبد.. وليس هناك ما يضاف.. طبعاً.
وكما في الشطرنج ( شاك مات)
أمّا نحن فلم نقم إلاّ بالدفاع وتحصين قلعتنا بالمقاومة الشرعية والمشروعة وفق القوانين والمواثيق والأخلاق.. بعيدة عن التزوير والتواطئ والنفاق..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد