بريد المغرب : احترموا هويتنا المغربية
ذ. الحسن زهور
الوطن المغربي والمواطنة المغربية ليسا شعارات يتلاعب بها المتلاعبون لغايات نفسية او ايديولوجية او ديماغوجية ما.. الوطن ليس شعارات ايديولوجية نخطها في الاوراق ونرسمها في اللوحات وفي الجدران وفي كتب المقررات…، الوطن ليس أناشيد و لا اشعارا ولا أغان نرددها..، الوطن ليس هتافات في المظاهرات وفي اللقاءات وفي الخطب الرنانة…، الوطن المغربي هو اولا انتماء الى هذه الارض المغربية المباركة التي حافظت على كيانها السياسي قرونا قبل الاسلام وفي ظله وما زال تحافظ عليه. الوطن هو الانتماء الروحي الذي يغمر الانسان ويربطه بهذه الارض وبثقافتها وحضارتها وهويتها…
هنا فقط لنذكر مؤسسة بريد المغرب بمعنى الوطن والوطنية إزاء ما قامت به هذه المؤسسة وهي تذكرنا بمرور 100 عام على معركة انوال الخالدة.
مؤسسة بريد المغرب بمغربيتها الناقصة، احتفلت بهذه الذكرى الخالدة، لكنها بدلا من الاحتفال بهذه الذكرى المرتبطة بهذا الوطن وبهذه الارض المغربية أقصت جزءا أساسيا من الشعب المغربي من هذا الاحتفال.
فهي بذلك مؤسسة بهوية مغربية ناقصة، مؤسسة عرجاء برجل واحدة ( اللغة العربية) وتتكئ على عكاز استوردته من فرنسا(اللغة الفرنسية) و بترت الرجل الاخرى الصحيحة ( اللغة الأمازيغية) لكي تستورد العكاز الفرنسي ، ولماذا الاستيراد؟ بسبب المرض النفسي الذي ينتاب البعض معتقدين ان السلغدعة الأوروبية تزيد من مكانتهم ومرتبتهم، ولكي لا يقال عن هذا المريض بأن سلعته مغربية مائة بالمائة، فالهوية المغربية المكتملة عيب ومرض نفسي يحس به بعض المرضى المغاربة المنسلخين عن هويتهم المغربية.
خلدت إذن مؤسسة بريد المغرب معركة “انوال”، فعن اية “أنوال” تتحدث وزارة البريد؟
“أنوال” التي نعرفها هي كلمة امازيغية، و موقع مغربي مشهور في تاريخنا المغربي والاسباني والعالمي شهد معركة كبرى ضد الاستعمار الاسباني انتصر فيها المغاربة رغم قلة عددهم وعتادهم. “أنوال” مفخرة من المفاخر التي خاضها الاجداد في كل مناطق المغرب( معارك : الهري، بوگافر، أيت عبد الله، أيت باعمران، أيت باها، أيت وبابلي، تيزي… المسيرة الخضراء).
ان تحتفل مؤسسة البريد بمعركة “أنوال” بإصدار طابع بريدي بلغتين احداهما رسمية والثانية أجنبية هي الفرنسية مستثنية اللغة الامازيغية كلغة رسمية للبلد، هي إهانة للارواح الطاهرة التي ضحت من أجل هذا الوطن في معركة “أنوال” وفي غيرها من المعارك العديدة والمشهورة، وهي استصغار لتاريخنا المغربي ولهويتنا الوطنية.
فما معنى ان تستثني اللغة الأمازيغية من طابع رسمي يخلد لذكرى وطنية خالدة؟
هي:
اولا خروج عن الدستور المغربي، فهذه المؤسسة التي يجب عليها الالتزام به وبالتعليمات الرسمية الأخرى هي من تخرقه.
ثانيا تجاهل الدستور من طرف الوزارة هو استهزاء به وبمن صوت عليه أي الشعب المغربي.
ثالثا: في هذا الوقت الذي يواجه فيه المغرب المؤامرات الخارجية، تخرج وزارة البريد المغربية عن الاجماع الوطني لتصدر طابعها المكرس للايديولوجية السائدة في المغرب في الستينات والتي كادت تعصف بالمغرب وبنظامه السياسي…
احترموا هويتنا الوطنية.
ذ. الحسن زهور
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.