ورش بالبيضاء حول “وظائف الصورة بين التلفزيون والسينما” من تنظيم النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام
فؤاد الجعيدي
ضمن البرنامج العام للتكوين النظري والتقني للفرع الإقليمي للدار البيضاء، استضافت النقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل، يوم السبت 19 مارس 2022 الدكتور عبد اللطيف حوجيب في موضوع: وظائف الصورة بين التلفازيون والسنيمائية.. هذه الدورة التي استفاد منها زهاء ثمانون صحافية وصحافي.
الأستاذ عبد اللطيف اختبر موضوع الصورة في التعابير الفنية، مراسا من خلال زخم تعاطيه مع المهنة وإسهاماته، عبر سنوات طويلة وقد خلف إنتاجات عديدة.. واختار أن يكون عرضه، مناسبة للنقاش حول القراءات المفترضة للصورة، حيث اعتبر أن تأويلها يخضع بالأساس إلى الثقافات المتباينة أو ما يصطلح عليه بالمرجعيات.
فمنذ البداية عمل الأستاذ عبد اللطيف، على التفريق بين الصورة في بالتلفزيون والتي رأى فيها غايات إشهارية وترفيهية وقد تشترك معها الصورة السينمائية في هذه الخصائص لكن تتخطاها إلى قابليتها للقراءات المتعددة..
ومثل لهذا الغنى بأفلام المهرجانات حيث للصورة حضور قوي يتيح إمكانيات مناقشتها، كما تستحضرها الأندية السينمائية وتجعلها مثار سجالات فكرية ومعرفية .. وخلص إلى أن للصورة كثافة تعبيرية أقوى من اللغة.
هذا التأويل المتعدد، استحضر معه مشهد البحر، حيث صورة البحر تظل هي نفس الصورة، لكن المتلقي يتفاعل معها وفق معتقداته الاجتماعية وبناء على ثقافته.. هناك أناس يربطون صورة البحر، بالعطلة والصيف لكن الصياد يرى البحر مصدرا للرزق، بعض الانتاجات تتعامل مع البحر كصورة للخلاص وكأفق للنجاة، وآخرون يتمثلون البحر طريقا للموت ووجبة للحيتان هنا تأويل البحر يتم وفق إطارات مرجعية من الثقافة والأعراف والتقاليد.
وما ينسحب على البحر يهم أيضا دلالة الألوان، في رموزها ومعانيها وما تحققه من اختلافات بين الثقافات.
ليخلص إلى بسط هذه الكثافة التي يجب استحضارها في كل قراءة للصورة.
إنها المداخل التي جعلها الأستاذ عبد اللطيف توطئة لعرضه، ليقدم لجمهور الصحافيات والصحافين، القواعد المعتمدة في السنيما باختلاف الزوايا التي تلتقط منها الصورة والقوالب التي تقدم أشكالها:
سلم اللقطات، والذي يحتضن المعاني ويعمل على بثها بالجماليات المطلوبة
اللقطات الطويلة أو الواسعة أو العامة التي تتمثل الفضاءات الكبرى صورة المدينة، والغابة..
اللقطات المتوسطة أو المجموعة.
اللقطات القريبة
اللقطات العلوية
اللقطات السفلية.
هذه الأنماط وما أكثرها للقطات، لها وجود مادي يستهدف تشكيل النص الروائي مكتوبا بلغة سنيمائية، تكشف عن التفاصيل والجزئيات التي يستهدفها الحكي.. لكن الصور في استرسالها عبر اللقطات، تحكي عن النفسي والاجتماعي والطبيعي والتاريخي والواقعي والميتافزيقي.. من بؤر متواصلة أساسها الكاميرا..
وطيلة العرض ربط الأستاذ بين النظري، والتمثيل عليه من مخزون ذاكرة المتتبعين للعرض، لتوضيح إمكانيات قراءة الصورة والتعاطي مع دلالاتها وما تمنحه من مساحات للتأويل.
إن تناول الصورة بإنتاجها وتقديمها للجمهور، يتولد عنها بالضرورة، بث رسائل ذات كثافة رمزية ليس بإمكان اللغة السيطرة التعبيرية على المحتوى الفني كما نراه في القدرة التي تمتلكها اللقطات.
كان اللقاء شيقا مع أستاذ عالم بمادته ومختبر لمناهجها وطرقها ومدارسها بين الأمريكية والإيطالية..
لكن النقاش انزاح، لدى الزملاء بحثا في التوظيف للصورة في علاقاتها مع الأجناس الصحافية، والتساؤل عن الإضافات النوعية التي يمكن للصورة أن تقدمها للنصوص والمقالات الإعلامية والإضاءات التي تساهم بها لإعطاء. المقالات مضامين قوية.
وعلى هامشها قدمت تصريحات لكل من عضو الأمانة العامة للاتحاد محمد الوافي والكاتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة ومهن الإعلام توفيق نذيري، ونائب الكاتب العام عزالدين البورقادي، حول نجاح هذه المحطة التكوينية وما عرفته من مشاركة فاعلة ومكثفة للصحافيات والصحافين الذين يمثلون العديد من المنابر الإعلامية بجهة الدار البيضاء سطات وأيضا ما تليه النقابة من أهمية للتكوين والارتقاء بالكفاءات المهنية.
هذا اللقاء انتهى بتوزيع شواهد الدورة على كل المشاركين الذي اختاروا في النهاية أخذ صورة جماعية تؤرخ لهذا الحدث.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.