رجل دولة homme d’état مصطلح متداول في عالم السياسة كان آخر من استعمله الوزير الأول الفرنسي فالس عندما دافع عن وزيره في الداخلية والذي هو الآخر ساند موظفة في الشرطة المحلية لمدينة نيس الفرنسية دافع عن الوزير في مواجهة من يتصيدون عثرات الناس وينظرون دائما لنصف الكأس الفارغة.
فرنسا نموذج المبادئ الثلاث الحرية والإخاء والمساواة والتي تعتبر مرجعا في الديموقراطية استعملت هذا المصطلح والذي يعني شكلا من اشكال الاشتغال لفائدة الدولة وليس بدعة مغربية.
ولكن إذا ما لاحظنا النقاش الدائر في الساحة العمومية نجد أنه نقاش غير بريئ الأسباب والأهداف نقاش غير انيق ولا راق لخطأ قد يكون ارتكب من قبل مسؤول، وعندما يرتكب خطأ أو تجاوز فإنه من الطبيعي أن يثير نقاشا في الصحف وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن حق أي صحفي كان أن يثير نقاشا عاما ولكن كخبر وبعد ذلك يبقى الوجيه والديموقراطي والحضاري والديني والإيماني والحداثي أن نتجه على مؤسسة القضاء لمن أحس في نفسه ضحية لهذا الخطأ.
ولكن أن تنصب المشانق وأن نؤسس لفكر المؤامرة عندها نصبح مضطرين لإجراء المقارنة التالية والقول: لقد مر عبر التاريخ المغربي انقلابيون استعملوا السلاح والطائرات ومع ذلك صدت هذه البلاد وتجاوزت المحن وبنت نفسها بنفسها وبيديها لكي تعطي الحق حتى للنصابين في هذا الزمان أن يدافعوا عن أفكارهم ويقارعوا بها أمام الملأ، غير أن تحوير النقاش بشكل مدسوس لإشعال نار الفتنة عن قصد وقد لا تصيب هذه النار المذنبين فقط أو المخطئين أو الخونة، إنها قد تروع الآمنين وتأكل ما تبقى من هذا الوطن العربي المسلم المغربي الذي يكابد الوجود.
إن تمييع النقاش إلى هذا الحد هو أكثر من دموية الرصاص لأنه يزرع الحقد ويقتل جذور الأشجار التي قد تنبث ثمارا للأجيال القادمة وقد تدفع إلى حقد أكبر تعود معه أدوات تنقية الأجواء قد لا يحتملها من سبب في ذلك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.