لم تمر الدورة الثالثة للجائزة الجهوية للصحافة بأكادير والتي احتضنها أحد فنادق المدينة مساء السبت 14 ماي 2016 دون أن تخلف تعليقات ذهب أغلبها الى التعبير عن عدم الرضا لمجريات هذه الجائزة التي انطلقت قبل سنتين في بادرة تروم تشجيع الفعاليات الاعلامية الجهوية وحفزها على بذل المزيد من المجهودات للرقي بالمنتوج الاعلامي بجهة تعرف دينامية اعلامية متميزة باعتراف الجميع، إلا أن انفجار مكتب الفرع الحهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية الذي تم تجديده بعد 13 سنة من الجمود ، أثر بشكل كبير على تنظيم هذه الجائزة بعدما انسحب خمسة أعضاء من مكتب الفرع إثر صراعات قوية بين جناحين توجت بتجميد العضاء الخمسة عضويتهم وترك المجال لرئيس الفرع وثلاثة ا‘ضاء المتبقين لمواصلة المشوار لتنكسر بذلك أحلام اعلاميي الجهة بضخ دماء جديدة في فرع النقابة الذي كان قد سطر قبل ثلاث سنوات برنامج عمل لم بنفذ منه لحد الآن الا تنظيم الجائزة السنوية.
وبعيدا عن كل تحامل أو انتقاد مجاني نرى من اللازم نقل جزء من الانتقادات البناءة التي سمعناها على هامش حفل الجائزة حرصا منا على المساهمة في تطوير هذه المبادرة .
فقد لوحظ غياب عدد كبير من الصحفييين والصحفيات النشيطين بالجهة ، غياب قرأه البعض بعدم توصلهم بدعوات الحضور بينما رأى فيه البعض الآخر تعبيرا عن موقف رافض لما آلت اليه الجائزة وعدم التجاوب مع الملاحظات التي يتم الادلاء بها وغياب أي تقييم للدورات السابقة. كما لوحظ ضعف التمثيلية الرسمية في الحفل ، إذ غاب وزير الاتصال واكتفت ولاية جهة سوس ماسة بحضور الكاتب العام الى جانب رئيس الجهة اللذين انسحبا مباشرة بعد تسليمهما جائزتين ، وهو ما جعل الحاضرين يطرحون عدة علامات استفهام حول تراجع مستوى الحفل مقارنة مع الدورة الأولى.
لم يتوصل أعضاء لجنة التحكيم بالمشاركات التي بلغت 31 مشاركة الا أياما قليلة قبل موعد الحفل، مما يستحيل معه اجراء تقييم موضوعي لمختلف الأعمال التلفزية منها والاذاعية والالكترونية والورقية والتي يستدعي الاطلاع عليها وقتا طويلا ، وهو ما يجعل تقييم الأعضاء للأعمال بعيدا الى حد ما عن الموضوعية ، هذا من وجهة نظر العديد من المشاركين على الأقل.
ملاحظة أخرى أثارت استغراب الكثير وتتمثل في صفة التنافي من خلال عضوية أحد المشاركين في مسابقة الجائزة ضمن لجنة تحكيم ، إذ تساءل الكل كيف تسمح الجهة المنظمة بهذه الهفوة FAUTE FLAGRANTE في الوقت الذي تعج فيه مدينة أكادير والجهة عموما بكفاءات الاعلامية تجر وراءها عقودا طويلة من العمل الصحفي على أعلى مستوى كان من الأجدى دعوتها لتشكيل لجنة التحكيم المحلية التي أشرفت على جائزة الشباب .
وعليه فإن الاعلان عن أسماء الفائزين في مختلف الأصناف لم يمر دوت تعليق، حيث عبر عدد كبير من المشاركين وغير المشاركين عن سخطهم كل بطريقته ، إذ رأى البعض في تتويج مواضيع تفتقد للراهنية دليلا على المحاباة . فراهنية الموضوع من المعايير الأساسية في التقييم ، فلا يعقل تتويج عمل أنجز حول موضوع مستهلك منذ عقود بغض النظر عن مضمون العمل والجديد الذي أتى به في الوقت الذي استبعدت فيه أعمال صحفية خلقت الحدث بامتياز خلال السنة المنصرمة ، فضلا عن عدم أخذ لغة التحرير بعين الاعتبار والعمل على تحفيز أعمال باللغتين الفرنسية والعربية اللتين اعتمدتا في الموضيع المشاركة، فكيف لاتفكر لجنة التحكيم في هذه الاعتبارات؟
لقد دعونا غير مامرة الى تخفيز أكبر عدد من الأعمال بجوائز رمزية ، وهو ما لم يجد له صدى لدى الجهات المنظمة التي كان عليها مناقشة معايير التقييم مع لجنة التحكيم، إذ نرى أنه كان من الأجدى اقتراح تتويج أكبر عدد من الأعمال في كل صنف ، أي على الأثل ثلاثة أعمال في صنف الاذاعة ، ونفس الشيء في ضنف التلفزة والصحافة الورقية والالكترونية لأن الهدف من الجائزة تحفيزي أكثر منه مادي ، فليست الجائزة وسيلة للاغتناء بل تحفيزا معنويا .
وبناء عليه دعا عدد من المشاركات والمشاركين الى تشكيل لجنة غير رسمية من رموز الاعلام المحلي تسلم لها المشاركات ويمنح لها الوقت الكافي لتقييمها موضوعيا والكشف عن نتائج تقييمها والتي ستكون لامحالة بعيدة كل البعد عن ما تم الاعلان عنه ليلة أمس .
وختاما نتمنى من المنظمين التقاط الاشارات الواضحة والعمل على تدارك الوضع لأن الخوف على مستقبل هذه البادرة أصبح حاضرا أكثر من أي وقت مضى.
ونتمنى للجائزة الاستمرارية وطول العمر.
التعليقات مغلقة.