والي الجهة يؤكد تحقيق تقدم في عملية إنجاز المشاريع الملكية الكبرى ستجعل مدينة اكادير كقُطْبٍ اقتصادي مزدهر
أزول بريس- انعقدت الدورة العادية للمجلس الجهوي سوس ماسة صباح يوم الاثنين برسم شهر مارس 2021 والتي تأتي في سياقٍ اسْتِثْنائي على كُلِّ المستويات، يَطْبَعُهُ الإصْرارُ الأكيد والعمل الْمُتواصِل على رَفْع التحديات ورِبْح الرهانات التي تُواجِه بلادَنا بِفضل السياسة المتبصرة الرشيدة للملك محمد السادس.
جاء ذلك في كلمة السيد أحمد حجي والي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، والذي ذكر في كلمة له بالمناسبة بالجهود الْمتواصلة التي تَبْذُلُها بلادنا و التي تميزت بها على مُستوى العالم أجمع، بإعْتِمادِها أنْجَعَ السُّبُل في إبْطاء تَوَسُّع انْتِشار جائِحة كورونا واسْتِباق تَفَشِّيها ومُحاصَرَتِها، وكذا الْحَدِّ من أثارِها السُّوسْيُو اقتصادية، واتِّخاذِ سِلْسِلَةٍ من التَّدابير لِدَعْم الفئات الاجتماعية والقطاعات الاقتصادية الْمُتَضَرِّرة، وضمان الأمْن الصِّحِّي لِكُلِّ المواطنين،
و أكد والي سوس ماسة على أن المجهودات متواصلة، و رفع تحدي جديد، مكنها من التصنيف في مُقدمة دُوَّل العالم التي أطْلَقَت حَمْلَةَ تَلْقِيح مُواطنيها والأجانب المقيمين بها، الذين تَفُوقُ أعمارهم سن 17 سنة، ضِدَّ الفيروس الْفَتَّاك، وذلك مَجَّانًا، تنفيذًا للتعليمات الملكية السَّامِيَّة، وَوِفْقَ برنامج علمي دَقِيق في تحديد الأوْلَوِيَّات، بَدْءًا بِالْفِئات الأكثر عُرْضَةً لِخَطَر الإصابة، ومِنْ ثُمَّ التَّوَسُّع التَّدْرِيجي لِيَشْمَلَ بَاقِي الفئات حتى تَحْقِيق المناعة الجماعية. وهي الحملة التي أشْرف على إعْطاء الانطلاقة لها جلالةُ الملك، حفظه الله، في 28 يناير الْمُنْصَرِم، لِتُشَكِّل مَحَطَّةً حاسِمة في مسار التَّصَدِّي لِلْوَباء والْعَوْدة إلى الحياة الطبيعية.
وأشار والي سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، إلى أنَّ اللِّقاح ضِدَّ “كوفيد 19” يُعَدُّ حاليًا أكْثَر السِّلَع المطلوبة في جميع أصْقاعِ الْمَعْمُورَة على الإطلاق، ورهانًا كبيرا في الدبلوماسية الدولية، والحصول عليه لا يَتَمُّ بالمنطق التِّجاري بِقَدْرِ ما تَدْخُلُ فيه العوامِل الجيو سِياسية والأهمية الجيو استراتيجية و واقِع وآفاق الشَّراكة الْبَيْنِيَّة.
و في إطار عملية تنزيل مشاريع التنمية الحضرية لأكادير 2020 و 2024 التي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء انطلاقتها خلا ل زيارته الأخيرة لأكادير وجهة سوس ماسة، اكد والي سوس ماسة على أنه مرت سنةٌ كاملة على الزيارة التاريخية الميمونة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أيده الله إلى جهة سوس ماسة، والتي شَهِدَت في الرابع من شهر فبراير 2020، مؤكدا، على أنها تعرف تَقَدُّمًا هامًا في عملية الإنجاز حَيْثُ يَتَبَيَّن لِلْمُتَتَبِّع مَدَى أهمية التَقَدُّم الذي تم تحقيقُه على كل المستويات، من انْجاز الدراسات وإعْطاء طلبات الْعُروض حتى الشُّروع في التنفيذ، بالرَّغم من تداعيات وباء كورونا وما تَطَلَّبَتْهُ مُواجهتَه من تدابير واجْراءات حازِمَة.
وهكذا تَحَوَّلَت مدينةُ أكادير إلى وَرْشٍ كبير، وبَدأت المشاريع الكبرى المهيكِلَة، التي تم إعطاءُ الانْطلاقة لها، في تَغْيِير مَلامِحِها وتَعْزيز جاذِبيتها، لِترتقي بها إلى المكانة التي تليقُ بها في مَصافِّ الحواضِر الكبرى، من حيث الْبِنْيات التحتية الطُّرُقِيَّة وأنْماط النقل والتنقل، والمرافق الدينية والاجتماعية والثقافية والفنية والسياحية، والمساحات الخضراء والْمُنْتَزهات والإطار العام لِعَيش الساكنة، فَضْلًا عَنِ الْمَشْهَدَيْن الْعُمراني والْحَضَري.
واستحضر الوالي حجي، جُمْلة من هذه المشاريع ، تَهيئة المدخل الجنوبي للمدينة من اتِّجاه بنسركاو وتأهيل شارع محمد الخامس. وبِناء المسجد الكبير بحي السلام والمركب الديني بحي فُونتي ومستشفى الأمراض العقلية. إلى جانب مشاريع إحداث وتأهيل شَبَكة القراءة العمومية، وتعزيز الإنارة العمومية وإقامة نِظام مُندمج للمراقبة بواسِطة تقنية الفيديو.
كما أشار الوالي حجي، في هذا الإطار إلى انطلاق ومُواصلة أشغال اسْتِعادة وتأهيل قَصَبَة أكادير أوفلا، بِمُواصفاتِها الأصْلية، وِفْقَ أحْدَث الْمَعايِير الْعلمية الأرْكْيُولوجِية لِلْبِنايات التَّاريخية، لِتَسْلِيط الضوء على عَراقَة المدينة وتَخْلِيد خَمْسَة قُرون مِنْ تاريخ جهة سوس ماسة. وذلك فضلا عن إتْمام مشروع انجاز 20 ملعبًا لِلْقُرب بمختلف أحياء المدينة، بِمُواصفات عالية الجودة.
وبحلول السنة الجارية، 2021، أخَذَ هذا التَّحَوُّل زَخَمًا أكْبَر، نَظَرًا لِلأهمية الْكُبرى للمشاريع التي أعْطِيَّت الانطلاقة لها خِلال الشهرين الماضيين، وتِلك التي سَتُعْطى لها الانطلاقة في الأسابيع والشُّهور القادِمَة بإذن الله، سواءٌ من حيثُ عَدَدِ طلبات الْعُرُوض لِتَنفيذها أو عدد الأوْراش التي ستنطلق لإنْجازها.
ومن جُمْلَة هذه المشاريع، تَقْوِيَّة البنيات التحتية وإزالَة الاخْتِناقات الْمُرورية، بما فيها الشطر الأول من خَط الحافلات عالية المستوى من الخدمة “ترام بيس أمَلْواي”، الذي تَمَّ تَفْوِيت صفقة تنفيذ الشَّطْر الأول منه، والمتعلق بالمحور الْمُمْتَد من مدخل الميناء حتى مَدارة القامرة على طول 3,8 كلم، فَضْلًا عن أشْغال تحويل مُختلف الشَّبكات وأشْغال تأهيل وتَوْسِعَة الْمُنْشأة الفنية على وادي تيلضي بشارع محمد الخامس.
كما تجدر الإشارة أيضًا إلى المشروع الْمُهَيْكِل لِبِناء الطريق المداري الشمالي – الشرقي لأكادير الكبير، الذي يمتد من مطار المسيرة إلى ميناء أكادير، وتأهيل الطريق السَّريع، وانجاز المربد تَحْت أرضي “الانبعاث”.
وكذا مشاريع تهيئة وتَوْسيع العديد من شوارع المدينة (مولاي عبد الله، ولي العهد، المقاومة، العيون، عبد الرحيم بوعبيد، الحاج أحمد أخنوش، المعرض)، فضلًا عن إنجاز طُرُق القرب.
وذلك إلى جانب التَّأهيل الحضري للمنطقة السياحية بالمدينة، الذي يشمل تهيئة مُخطط المرور والطرق والمساحات الخضراء، ومشاريع حماية البيئة وتهيئة الساحات العمومية والحدائِق والمساحات الخضراء بِالعديد من أحياء المدينة، عِلاوةً على تَجْديد الأثاث الحضري.
ناهِيكَ عَنْ مشاريع الإنْعاش الثقافي وتَثمين التراث لِجَعْلِه رافِعة لِتَقْوِيَّة جاذبية المدينة، وتعزيز التجهيزات السوسيو- جماعية والمؤسسات التعليمية والرياضية وأسْواق القُرب وتأهِيل الأحياء ناقِصة التجهيز وتَحْسِين إطار العيش بالمدينة عمومًا.
وبهذا الخصوص، تم مُؤخَّرًا إعْطاء الانطلاقة الرسمية لأشْغال المشروع الْمُفْعَم بالرمزية، والْمُتَمَثِّل في تأهيل المقر السابق لِبنك المغرب، في القلب النَّابِض للمدينة، وتحويلِه إلى مَتْحَفٍ لِذاكرة أكادير يُؤَرِّخ لفترة إعادة بِنائها واعْمارها، لِيُشكل معلمةً تُعزز البنيات الثقافية بالمدينة وتُخَلِّد فترةً حاسمة من تاريخها.
و يُشكل التَّقَدُّم الْمُضْطَرِد في تنفيذ مشاريع برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024، ذي البُعْد الوطني والجِهوي الفائِق الأهمية، والذي يَحْظى بالرعاية الملكية السامِيَّة، حافِزًا لجميع الشركاء الْمُتعاقدين وسائر الأطراف المعنية، من قِطاعات وزارية وسلطات عُمومية ومجالس مُنتخبة ومصالح إدارية، لِلْعمل بِكل تضافُرٍ وتنسيق وتَعْبِئة والتزام لِضمان الشُّروط المطلوبة وتَوْفير الظروف الملائمة لإنجاز مختلف مُكوناته في الآجال الْمُسَطَّرَة.
و مُواصلَة لتَنْزيل مُخَطَّط التَّسْريع الصِّناعي الذي أطْلَقَهُ جلالةُ الملك نصره الله خلال زيارته الميمونة لأكادير في 28 يناير 2018، بُغْيَةَ تحقيق إقْلاعٍ صِناعي جهوي حقيقي يُكَرِّس الموقع الْجْيُو استراتيجي لسوس ماسة، و يُواكب رهانات العصر ويرفع تَحَدِّيَّاتِهِ، من خِلال تعزيز الصناعات المعروفة وتطْوير النُّظُم الصناعية الجديدة والْمُبْتَكَرَة، الْمُوَفِّرَة لِفُرص الشغل والتَّصْدِير .
أكد السيد أحمد حجي والي سوس ماسة، إلى انْجاز مجموعة من المناطق الصناعية الْمُنْدَمِجَة، بِما فيها تَسْلِيم أشغال انْجاز الشطر الأول من المنطقة الصناعية المندمجة لأكادير، وإطْلاق أشغال انجاز الشطر الثاني منها بالدراركة، بِالتَّزامُن مع حلول الذكرى الثالثة لهذا الحدث التاريخي، فَضْلًا عن مِنطقة التَّسْريع الصناعي (المنطقة الحرة)، والانْطلاق الفعلي لِمدينة الابتكار و مُواصلة أشغال انْجاز مشروع تِكْنُوبارك التي تجاوزت نسبة 90 بالمائة، هذا المشروع الذي يشكل نموذجًا في الشراكة الْمُثْمِرَة بين القطاعين العام والخاص، و تُراهن عليه هذه الجهة لإحْداث دينامية خَلَّاقَة على مُستوى ريادة الأعمال وتحفيز المبادرة الحرة وتشجيع الابتكار والإبْداع.
كما تطرق والي سوس ماسة إلى محطة تحلية مياه البحر و الذي وصفه والي سوس بالمشروع الرَّائِد والمهيكل و الذي بلغ المراحل النِّهائية لانجازه، حيثُ تجاوزت نسبة تقدم الأشغال فيه 85 بالمائة، ومن الْمُقَرَّر الْبَدْءُ في التَّشْغِيل الْجُزْئِي للمحطة في شهر أبريل الْمُقْبِل، بإذن الله، حيث سَتُوَفِّر في المرحلة الأولى 275 ألف متر مُكَعَّب من المياه الْمُحَلَّاة في اليوم، سَتُخَصَّص منها 125 ألف متر مُكَعَّب لِلرَّي.
و سَتُنْتِج هذه الْمُنْشَأَة 400 ألف متر مُكَعَّب في اليوم من المياه الْمُحَلَّاة، سيتم تقاسُمُها بالتَّساوي بين مياه الشُّرب ومياه الرَّي.
و خلص والي سوس ماسة إلى أن من شأن كل الْبَرامج التنموية والمشاريع الْمُهَيْكِلَة، سواءٌ منها الجارِيَّة أو الْمُبَرْمجة، والتي لا يَتَّسِع المجال لِذِكْرها جميعًا، أن تَضْمَن الاستغلالَ الْمُستدام للموارد وتُثَمِّن الْمُؤهِّلات الطبيعية والاقتصادية والثقافية والسياحية الْغَنِيَّة، التي تَزْخَرُ بِها جهة سوس ماسة، لِتُشَكِّلَ قاعِدَةَ إقْلاعها الاقْتصادي الشَّامل، وتَحْوِيلِها إلى قُطْبٍ اقتصادي حقيقي ذي تنافسية عالِيَّة قادِر على رِبْح رِهان الجهوية المتقدمة، وتقوية إشعاعِها الوطني والقاري والعالمي وتعزيز جاذِبية تُرابها لاسْتِقْطاب الاستثمار الْمُنْتِج.
و بخصوص جدولُ أعمال هذه الدورة، فقد أشار والي سوس ماسة، إلى أنه يتضمن العديد مِنَ النُّقَط الهامة،نها ما يَتَعَلَّقُ بالجانِب المالي، ومنها ما يتعلق بالدراسة والمصادقة على مَشاريع إبْرام اتفاقيات للشراكة ، وتَعْدِيل أُخْرى، والتي تدخل في صميم الجهود المبذولة من طرف المجلس الجهوي الموقر لِرفع تحديات ورش الجهوية المتقدمة، من خلال تَعْزيز الْمُكْتسبات الْمُحققة في العديد من المجالات السوسيو اقتصادية، ومُواكبة التَّحَوُّلات والرَّفْع من جاذِبِيَّة التُّراب وتَقْوِية البنيات التحتية الأساسية والارْتِقاء بالمرافق السُّوسْيو جماعية، وتَقْليص الفوارق المجالية والدَّفْع قُدُمًا بالتنمية الحضرية وتَطْوير سُبُل التعاون، وطنيَا ودوليًا.
وذلك فضلًا عن تَشْجيع الاستثمار وتثمين المؤهلات الفلاحية والصناعية والسياحية والثقافية والتُّراثية، وجَعْلِها رافِعة للتنمية بِمُختلف أبْعادِها
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.