عبد الرحيم أريري //
في قلب واحة “تيوت”، وهي من الواحات الجميلة بالجنوب المغربي، في سياق إعداد عمل صحفي تقييمي لعشر سنوات من إحداث الوكالة الوطنية لتنمية الواحات بالمغرب، وهو العمل التقييمي الذي يتزامن مع سنة 2020 كسقف لتنفيذ المخطط الأولي لإنقاذ الشريط الواحي ببلادنا.
واحة “تيوت” تقع على طريق طاطا في اتجاه إيغرم( قادما من تارودانت) وتمتد على مساحة 1000 هكتار( أي عشر مساحة مدينة الرباط)، لكن بساكنة لا تتجاوز 3000 نسمة.
واحة ” تيوت” تضم أزيد من 20 ألف نخلة، وهي من المجالات الواحية المثقلة بالأعطاب والاختلالات.
الصحوة العمومية بالمجال الواحي بالمغرب تعود إلى سنة 2009، لكن الولادة الحقيقية للوعي بوجوب التدخل لإنقاذ الشريط الواحي يمكن تحديدها في عام 2010، حيث بدأت تتبلور سياسة عمومية خاصة بهذا المجال، بالنظر لكون الواحات بالمغرب تمثل 15 في المائة من المساحة الإجمالية للبلاد، وتتوزع الواحات على 16 إقليم ويقطن فيها 5 ملايين مواطن ( أي ما يمثل تقريبا 14 في المائة من مجموع المغاربة).
زاوية المعالجة التي اخترتها لم تركز كثيرا على الجوانب الزراعية والاقتصادية والمناخية والتصحر ونظام الري بالواحات ( رغم وجاهة وأهمية هذه النقط) ، بل ما شدني أكثر هو الموروث الثقافي الغني للشريط الواحي بالمغرب. فأنا مازلت( مثل الاورثوذكسيين) أومن أن الواحات تعد أحد المداخل الأساسية لإحداث ثورة سياحية واقتصادية هائلة ستنمي ليس فقط منطقة الواحات ببلادنا بل وسيشمل خيرها المغرب ككل.
وكل من عاكسني الرأي، أدعوه إلى قطع مسافة 1500 كلم من فجيج إلى أسا، ليستمتع أولا بجمال الشريط الواحي ببلادنا من جهة، ويعاين الكنز المهدور والمغدور بالمغرب من طرف الحكومات المتعاقبة على تدبير الشان العام من جهة ثانية.
ولي اليقين أن كل من قام بذلك سيتسابق للظفر ببطاقة الولوج إلى نادي المفتونين بالواحات للترافع عن 15 في المائة من تراب المغاربة.
التعليقات مغلقة.