هو ذا المغربي لمن لا يعرفه..!

بقلم الدكتور عبد السلام فيزازي

لا تهرب من وطنك وتدعي الوطنية، بينما أنت هارب من ظلك، قليلا من الحياء إن جبلت طبعا على مكارم الأخلاق، وأنت في حل من إعطاء دروس لمن كان بالأمس تنحني له.. عجيب من يخرج علينا يرفع الشعارات وخطوته بقيت منذ الهروب في أضغاث أحلامه.. تربينا معشر المغاربة على التسامح إلى درجة تصور البعض أننا نخاف من جناح بعوضة..المغرب عصي على كل من فقد هويته، ليصبح باحثا عن هويات كائنا من كانت.. المغرب دولة فتحت منذ فجر التاريخ أبوابها لابن السبيل شريطة أن ينزع نعليه عند اول خطوة يخطوها، ويقرأ آية الكرسي حتى وإن أصيب بعمى الألوان.. المغربي لا يتنكر لظله، ولا يقول لأمه حين يطرق بابه الضيف أو المستجير:
” بولي على النار..” المغرب بلد يفتح ذراعيه للجميع في زمن خرجت علينا لوبيات فيه تنكرت لأصلنا وفصلنا، وهم يعلمون أن أرضنا أرض السلام، ولا أحد يستطيع ترويض الأسود؛ وما هم من يغير بذلته الأولى لمجرد أن استهواه تقبيل نصف الشفاه.. من لا يحب وطني أقول له مفردا بصيغة الجمع:
” افرنقع غير مأسوف عليك” والحال أن قصيدتك افتضحت، ودونك الشتات فما هم سلخ النعجة بعد ذبحها..ما هم.. هي ذي الصحراء بين أيدينا، ومن يغامر ويقترب منها لا قدر الله حتى بلاغيا، فسيعرف ما لم يخطر له على بال.. أي نعم، المغربي قد يغضب من أسرته لكن عند الشدائد يمسح السماء بالاسفنج ويلطم النذل بالاحذية .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد