هم خمسة كأصابع اليد.. بل كصَلوات أملٍ تخترق هذا الواقع الذي لا يحمل لنا إلاْ أخبار الفواجع والمآسي حيناً.. ووقعُ تهميش وإقصاء اجتماعي لبعض مواطنينا في أحايين كثيرة.. هم أقلّ عددا… أوأعمق بكثير… حدّأن المكان لايسعهم..وسط مشاتل تغار من وجودهم… إذْ أن الزائر إلى حديقة ابن زيدون لا تخطئ عيناه هذه الوجوه المرابطة طيلة اليوم هناك.. ومنذ عشرة أيام… ومازالوا بنفس الحماس والإصرار والتحدّي وبنفس سيزيفي في رفع صخرة الحياة نحو القمة رغم أن الرؤية متعسّرة والأفق غير واضح… بل هي مواقف تستحقّ التنويه والإشادة…بدءاً بهذه القناعة الصوفية في الإشراف المباشر على توفير الحد الأدنى من اللوجستيك كالطاولة والاقلام وعرائض التوقيعات وآلة استنساخ وسط فضاء مفتوح بحديقة عمومية… بل الحضور اليومي ولأكثر من 10 ساعات وسط تقلبات جوية غير مشجعة في غالب الأحيان… وبهذا الاستقبال البادخ للراغببن المساهمين في عريضة الحياة… هم خمسة وبهذه الصورة اليومية لا تخرج نقاشاتهم مع هذا الجميع عن أهمية العرائض وحصانتها الدستورية.. وأهميتها الترافعية في القضايا المدنية بالخصوص… لتتحول فضاءات الحديقة الى ساحة للنقاش والتواصل والحوار.. بعمق ووعي مدنيّ رفيع ومسؤول وصادق صدق تجاوب الناس مع هذه المبادرة والتفاعل معها لا كتوقيع على العريضة فحسب بل وتقديم كل التقدير والاحترام إلى كل من بادر وأشرف وداوم طيلة هذه المدة عبّر البعض عن ذلك من خلال إشراك وجبات الطعام وعلى الهواء… نعم هم رجالات الأمل والحياة.. إذ يرفعون سقف التحدّي إلى خمس آلاف توقيع قبل العاشر من هذا الشهر.. فإنهم بذاك جعلونا نرفع قبعتنا عالية لهذه الروح التطوعية العالية لأنهم بذلك جعلونا نستوعب أهمية التوقيع بكثافة وبشكل جماعي وخاصة ونحن في جهة منكوبة من حيث الولوج إلى الخدمات الصحية والطبية ذات الصلة بهذا المرض الخبيث.. لذلك تجدهم يلحّون في كل لقاءاتهم أن تكون ما تبقّي من أيام الحملة ذو طبيعة جماعية من خلال انخراط الجمعيات والاطارات المدنية والمهنية الاخرى.. لكى نساهم جميعا في المشاركة في هذا التحدي الذي رفعه هؤلاء النبلاء…الذين أنسوا حياتهم من أجل الحفاظ على حياة الآخرين… فشكرا لكم… يا رجالات الأمل والحياة
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.