هل ينتصر مغرب الأمل والتسامح على مغرب الكراهية ؟ 

بدآت معالم الاختلاف والتباعد تتضح في المغرب؛ 
1.مغرب التسامح والتساكن والانفتاح كما كان في تاريخه القديم حيث كان يتعامل مع جميع شعوب البحر الابيض المتوسط بدا من الفراعنة و الفنيقيين والرومان والبزنطيين والعرب ولم يشهد العالم اي بلد قاوم وحافظ على مقوماته مثلما حافظ المغرب على دالك وحافظ على هويته الامازيغية والمتسامحة لم يكن ابدا مغرب اللفظ بل كان مغرب الاستيعاب فاصبح مغربا متعددا ثقافة ولغة ومعتقدات فقد استوعب كل الديانات السماوية وغيرها اليهودية والمسيحية والاسلامية. وقد كان كذالك دون ان يتخلى من هويته قيد انملة.

محمد حنداين

هذا المغرب مع الاسف لم يتمكن مند الاستقلال من الاستمرار دون مزاحمة ولا منافسة فقد اصبحت دائرته تتقلص بفعل سياسة التعريب لايديولوجية ومناهج التعليم الشرقانية وتهميش مقومات هويته الاصلية كشعب اصيل وتم تهميش كل مكامن التنوير المغربي واغلقت كل مصادر القدوة المغربية التي يزخر بها تاريخ البلد فحلت محلها قدوة المشارقة في القيم الدينية والوطنية فاصبح الدين ليس هو اسلام المغرب كما شرحه فقهاء مغاربة كبار امثال صاحب الموطأ وصاحب التهافت وصاحب دليل الخيرات….
2. مغرب الكراهية :صناعة الكراهية، حيث بدأت دائرة مغرب الكراهية تتسع بفتح الباب على مصرعيه للفكر القومي العربي الشرقي بدعم مالي ضخم ومواكبة الدولة المغربية فاصبح التعليم المغربي يصنع الكراهية مغاربة قوميين عرب يكرهون كل ما ليس عربيا فبداوا بمناهضة التنوع اللغوي والثقافي حتى يصبح المغرب مثل بلدان المشرق فطالبوا باماتة ودبح اللغة الامازيغية وانمحت الوطنية المغربية في خطاب القوميين العرب فاختفى عبدالكريم الخطابي وموحا وحمو الزياني وراء ساطع الحصيري وميشل عفلق واختفى المغرب بكبرائه وعظمة تاريخه وراء وهم الوطن العربي الكبير . وعندما افل نجم القومية العربية حل محله جيل اخر من الكراهية هو كراهية باسم الاسلام السلفي الوهابي الذي رفضه المغاربة في عهد المولى سليمان لكنه لم يتمكن من محاربته في القرن العشرين لان الدولة استتثمرته ضد الكراهية الاولى فاصبحت دائرة الكراهية تتسع وتلتهم كل شيء .
3.مغرب الامل..لم يبق من مغرب التسامح الا دائرة صغيرة تدعو الى الرجوع الى استيعاب تاريخ المغرب الاصيل وهويته الامازيغية وثقافته العربية الاسلامية الحقيقة بعيدا عن تعصب وكراهية الفكر المشرقي واسترجاع فكر المغاربة كالمختار السوسي وعبدالله كنون والخطيبي ورواد فكر الحركة الامازيغية المتسم بالعقلانية والحداثة واسترجاع قوة المغرب الحضارية ونبذ كل انواع الكراهية ولكن هدا لن يتاتى إلا بـ :

  • تغيير التعليم وجعل المغرب محوره وجعل الانسان المغربي محوره تاريخا وحضارة وثقافة
  •  تدريس تاريخ الاديان وتاريخ الاسلام بروح علمية والحضارات الانسانية ونبذ كل انواع الكراهية الناتجة عن الفتاوي المشرقية ومن تبعهم من فتاوي المغاربة
  • تدريس اللغات المغربية الامازيغية والعربية وتحديد وظيفة كل واحدة منها على قدم المساواة وتدريس اللغات الاجنبية الانجليزية في المقدمة
  • جعل المساجد والفقهاء يقومون بوظيفة دينية كما هو الحال عند القبائل الامازيغية وكما شرحه المختار السوسي.وبعيدا عن امور السياسة. وازالة كل انواع الكراهية في خطب الجمعة ( خطب ضد اليهود والنصاري)
  • جعل الاعلام المغربي متنوعا ومغربيا وتناول المسائل الدينية بروح مغربية بعيدا عن التعصب والكراهية.

هذه هي مساهمة في خريطة الطريق لاجتثاث منابع الارهاب والكراهية ولا سيفقد المغرب حتى تلك الدائرة الضيقة من الامل. وسيخون المغاربة تاريخ اجدادهم الذين قاوموا الرومان والاستعمار واسسوا امبراطوريات كبرى.يشهد لها التاريخ. المغرب أول


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading