هل سيرد بشار الاسد الزيارة باحسن منها على رجب اردوغان

بدات الثورة السورية من مدينة درعا في آذار 2011 . انتشرت الثورة بسرعة الى بقية انحاء سوريا وكانت تزداد زخما وحجما يوما بعد يوم .
سادت الفوضى كل انحاء البلد تقريبا حتى وصلت الامور الى ان السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد قام بزيارة الى حماة المعقل التاريخي للاخوان المسلمين دون اخذ اذن من الحكومة السورية او حتى اعلامها عن الزيارة .
انتشرت البلبلة بين قوات حفظ الامن والجيش مع انشقاقات هنا وهناك واضطرت السلطة الى الانسحاب من كثير من المناطق .
الجميع كان يتوقع سقوط النظام خلال ايام او على الاكثر في غضون اسابيع .
اخذت النشوة والحماس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان واعلن على الشاشات عن قراره بالصلاة في المسجد الاموي بعد ثلاثة اسابيع وهو يقصد بذلك سقوط النظام .
استغلت حركة الاخوان الظرف وحولوا الثورة الى حركة اخوانية حيث كانت المظاهرات تنطلق من المساجد وفي ايام الجمع .
نجحت حركة الاخوان المسلمين في ركوب الثورات العربية في تونس وليبيا ومصر ووصلوا الى المناصب الحكومية الحساسة في تلك الدول حيث توجت في النهاية بوصول محمد مرسي الاخواني الى رئاسة الجمهورية في مصر .
انتشرت الشائعات بأن الغرب وامريكا موافقون على وصول الاخوان الى سدة السلطة في تلك الدول باعتبار ان الاخوان يمثلون الاسلام المعتدل في نظرهم حينذاك .
وصل الدور وقتها على سوريا لتسليمها الى الاخوان .
الرئيس التركي كان يحلم بانه سوف يكون سلطانا اخوانيا على تلك الدول .
انقلب السحر على الساحر وانهارت حركة الاخوان في تونس ومصر وليبيا .
الآن جاء الدور على اردوغان وحكومة الاخوان في تركيا .
فبعد مرور سبع سنوات على الحرب السورية طارت كل تلك الاحلام الوردية لاردوغان حيث بقي بشار والنظام رغما عنه .
الآن يدفع اردوغان الثمن غاليا حيث انهك الاقتصاد التركي نتيجة حربه على الكرد و التدخل التركي السافر في سوريا واحتلال جرابلس ومنبج وعفرين .
تركيا تسير الآن نحو الهاوية بشكل متسارع لاسيما بعد ان كرس اردوغان حكم الفرد المطلق بالانتقال الى النظام الرئاسي الذي فصله على قياسه وهو الآن يتصرف بالدولة كحاكم فرد مطلق .
ازمة سياسية خطيرة ووضع اقتصادي منهار تعاني منه تركيا اليوم .
الاقتصاد التركي يعاني اليوم من التضخم وهبوط في قيمة الليرة التركية بالاضافة الى الغلاء الفاحش الذي يقض مضاجع الفقراء والعمال والكسبة وكل افراد الطبقة الوسطى .
ليس من المستبعد ان تسير مظاهرات شعبية عارمة في تركيا وانتشار الفلتان شبيهة بالتي حدثت في سوريا عام 2011 .
اذا عم السخط وسادت الفوضى الشارع التركي هل سيقوم بشار بزيارة انقرة ردا على زيارة اردوغان التي لم تتحقق ؟
بشار علماني وعاش ردحا من الزمن في لندن بالاضافة الى ان جذوره تعود الى الجبل والساحل السوري الشهير بالشنكليش ووو..
لذلك وبكل تأكيد لن يذهب بشار الى المسجد للصلاة في انقرة .
الرئيس السوري سيطلب ان يشرب كأسا من الويسكي في شارع ساقاريا الشهير بحاناته الشعبية او الى مرتفع جانقايا الشهير بباراته ومطاعمه الراقية .
اذا اعترض اردوغان فان الاسد على استعداد ليدفع ثمن الكأس بالدولار .

بقلم : بنكي حاجو// كاتب كردي
12 آب 2018

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد