بقلم: ذ.محمد بدران//
نقرأ عن أدوية جرّبت هنا ونسمع عن عقار يدرس هناك ويعلم الله ما يجري بين هذا وهذا وذاك ، تجارب متسارعة واختبارات سريرية متنوعة بين جادّ وخادع وحالم ، مع تطوير لقاحات جديدة وإعادة مكونات أدوية قديمة في بعض دول هذا العالم.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، سيجرّب في شهر أبريل المقبل لقاح الجرعة الواحدة على 30 متطوعا أمريكيا كبداية تجارب سريرية بشرية،على أمل إنتاج مليون جرعة من اللقاح لإجراء بحلول نهاية العام تجارب أخرى إضافية، بالتوازي مع إجراء الصين في شهر سبتمبر تجربة مماثلة سريرية.
على نفس المنوال ، تجرى عدة دراسات من اللقاحات ما زالت في مرحلتها الأولى قيد الاختبار بالولايات المتحدة الأمريكية نذكر منها :
ـ لقاح من البروتينات سبايك (S) mRNA-1273 المضادة لفيروس كورونا وللفيروسات التاجية المسؤولة عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس (ميرس) ومتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) .
ـ لقاح مشتق من فيروس كورونا تحت اسم TNX-1800 ، وهو علاج الجلوبيولين المناعي لفرط المناعة (H-IG) المضاد لفيروس كورونا وهو مشتق من بلازما المرضى الذين تعافوا من الوباء .
ـ عقار ريمدسيفير الذي تم تطويره في الأصل لعلاج فيروس الإيبولا ، بالإضافة إلى علاجات ولقاحات أخرى سيتم تطويرها بالولايات الأمريكية حاليا للوقاية من هذا الفيروس.
أما في الصين فقد أجريت تجارب على ما يقرب الثلاثين عقارا أهمها:
ـ عقار الكلوروكين المضاد لوباء الملاريا الذي يساعد في انخفاض درجات حرارة المرضى ويخفف من الحمى القاتلة.
ـ عقاقرين من الأدوية المثبطة لإنزيم (بروتييز) لوبينافير مع (ريتونافير) المضادين لفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
ـ عقار مثبط بوليميرز الحمض النووي المضاد لمسببات الفيروسات الذي يحد من عملية تكاثرها وانتشارها.
ـ عقار ” توسيليزوماب” الفعال في مثبطات “السيتوكين” المناعية المفيدة في علاج المضاعفات الشديدة التي تضعف الجهاز المناعي، وتؤدي فورا إلى الوفاة.
ـ كما أجريت تجربة سريرية على 70 مريضاً باستخدام أدوية وعقاقير مضادة للفيروسات وانتهت بلقاح جرّب على المرضى في عدة مستشفيات في ووهان ومن المتوقع أن تخرج نتائجها في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.
ـ وفي نفس هذا السياق، تتوقع الصين أن تصل إلى أول لقاح على شكل بخاخ للأنف جاهز للتجارب السريرية بحلول نهاية شهر أبريل المقبل.
في الختام: تساؤلات عديدة تبقى بلا أجوبة أو ربما مستعصية على الشرح وعالقة في أذهاننا تترنح بين الخطأ والصح حول هذا الفيروس الشبح الذي يجهل العلماء مصدره وكيفية مقاومته، والذي روّع دول العالم بعسرة شراسته وأفزع شعوب الأرض بشدة ضرباته وحدّة أعراضه، وساعدت سهولة تفشيه في كثرة الضحايا ووعورة بطشه في حصد أرواح مصابيه، ولم تنفع معه لا أدوية ولا وقاية ولم يكتف بالآلاف وما يزيد والأعداد مرشحة بلا شك للمزيد.
متسببا في تدهور الحالة الاقتصادية العالمية وهبوط بورصات المال الدولية ، وهذا ما عجل بتسارع خطى الباحثين والخبراء وشركات الأدوية العالمية وهم بين مصدّق وجاحد ومشكك في مكائد، يتسابقون قصد إيجاد دواء أو لقاح عاجل لهذا الفيروس الغامض ، والسؤال الذي يفرض نفسه ،هل اقترب خبراء الصحة العالمية فعلا من تطويق فيروس كورونا وتخفيف حدة التداعيات وإراحة البشر من هذه المأساة ، أم أن الوقت ما زال مبكرا والأيام حبلى بكل الخبايا والمفاجئات.
التعليقات مغلقة.