هذا ما جناه علينا ارتمائنا في أحضان الشرق : دونالد ترامب يحث على منع المغاربة دخول أمريكا بسبب الإرهاب
تفاجأ الرأي العام المغربي في المغرب والجالية المقيمة في الخارج بتصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب باتهامه المغاربة بالتطرف والإرهاب، مما خلق صدمة وتساؤلات وسط المغاربة حول ماهية هذه التصريحات ولماذا اختيار المغرب.
وكان دونالد ترامب، وفي لقاء انتخابي بمدينة بورتلاند بولاية ماين شرق البلاد منذ عشرة أيام قد تعهد بمنع مواطني الدول الإسلامية من الدخول الى الولايات المتحد.، وسرد في هذا الإطار اسم مجموعة من هذه الدول مثل العراق واليمن وسوريا والصومال والمثير أن تحدث كذلك عن المغرب بل جاء ذكر المغرب في المرتبة الثانية بعد الصومال. ومقترح المنع ليس بالجديد بل صدر عن ترامب منذ شهور، لكن الجديد هو إشارته الى المغرب.
وشكل هذا التصنيف والإشارة الى المغرب صدمة للدبلوماسية المغربية التي ارتأت عدم الرد على ترامب تجنبا للسانه الطويل غير المهذب. وتجنبت الكثير من الدول الرد على ترامب باستثناء دول مثل المكسيك التي هاجم مواطنيها ونعتهم بالمجرمين، وكذلك فرنسا التي انتقدها بسبب الهجمات التي تعرضت لها، مما جعل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند يرد عليه شخصيا في تصريحات نارية.
ومما ضاعف الصدمة لدى الرأي العام المغربي هو هو صدور الاتهام ضد المغرب في وقت تعمل فيه الدبلوماسية المغربية على تقديم البلد بمثابة مشارك أساسي في الحفاظ على الأمن الدولي من خلال دوره في التنسيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الغربية في ملاحقة الإرهابيين.
كما شكل صدمة للجالية المغربية في الغرب ومنها في الولايات المتحدة لسببين، الأول وهو ضعف هذه الجالية حيث لا تتعدى 150 ألف مغربي موزعة في مجموع هذا البلد الكبير المساحة حيث ناذرا ما يجري الحديث عنها في الصحافة الأمريكية، وهو رقم يعادل نصف المغاربة المتمركزين في مدينة برشلونة وضواحيها في اسبانيا والربع أو أقل المغاربة المقيمين في باريس وضواحيها.
بينما يتجلى السبب الثاني في عدم تورط المغاربة في الإرهاب في الولايات المتحدة باستثناء في حالة واحدة تعود لسنوات عندما جرى اعتقال مهاجر مغربي بتهمة محاولة تفجير الكونغرس، وكان قد وقع في فخ للشرطة الفيدرالية الأمريكية وأثار اعتقاله الكثير من اللغط والجدل حول طرق الإيقاع بمشتبه فيهم.
ويسود الاعتقاد أن إشارة ترامب الى المغرب يعود الى تركيز الاعلام الدولي خلال الشهور الأخيرة وخاصة في تفجيرات باريس وبروكسيل التي خلفت مئات القتلى على بعض المغاربة المتطرفين. وعمليا، تردد اسم المغرب والمغاربة كثيرا في وسائل الاعلام بعد ضرب باريس وبروكسيل وعمليات الاعتقال التي تقع في دول مثل فرنسا وإيطاليا واسبانيا. وهذا قد يكون جعل ترامب يستحضر المغاربة والمغرب بسبب تأثره بوسائل الاعلام الدولية وخاصة الأمريكية في تغطيتها لجنسيات المتورطين في التفجيرات والأعمال الإرهابية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.