يوسف غريب //
السر في الاحتفاظ بالاسم القديم لما يسمى حاليا بالمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني هو ان التغيير شمل كل الهياكل والمصالح والخواتم والوثائق الا البناية الحاضنة لتدبير الشان التربوي بالاقليم ..فهي كما هي منذ الاستقلال الى الان …
على هامش المدينة وفي أقصى شمالها ووسط حي راق استنبت هذا المرفق العمومي وحيدا هناك معزولا بهوية عمرانية هجينة …فقد تجد بقايا البناء المفكك على يمينك ولاحرج كما يمكن لك ان تلج مكاتب باسقف منخفظة حد الانحناء ولا ضرر… ادراج اسمنتية في كل مكان احيانا تصعد بك الى الاعلى ..او الى الاسفل او لاشيء …اسلاك كهربائية تكاد تحجب ضوء الشمس ..انانيب المياه تبدوا عارية للعيان …مكاتب تتحول الى برك مائية فصل الشتاء واخرى يتآكل سقفها بشكل يومي دون الحديث عن درجة الرطوبة والبرد…بل ان بعض جدران البناية ايل للسقوط
لا مبالغة في هذا الوصف بل هو معطى حقيقي ومملوس تدفع المرء الى الاستغراب في كيف ان البناية بهذا التهجين لم تثر انتباه اي احد من المسؤلين وذوي القرار على جميع المستويات … بل يحس الفرد بالتحقير والتبخيس وهو يلاحظ كيف تتأهل كل المرافق العمومية وسط المدينة على شكل تحف عمرانية وبواجهات جمالية ويقارنها بمرفق يدبرشؤون الاف تلامذة الاقليم وتتبع مسارهم التعليمي ولا يتوفر على الحد الادنى من الوسائل المادية واللوجستيكية التي تساهم على تجاوزضيق الفضاء وتعسفه….
امر محير جدا حين نتذكر كيف وزعت المدينة ولم تحض المديرية الاقليمة بمقر وفي مستوى احترامنا للفعل التربوي بشكل عام…اكثر من ذلك كيف يمكن ان نفسر غياب اية اشارة في تقارير المفتشين المركزيين اثناء زيارتهم المتكررة للمديرية بدل البحث عن زلة هنا وهناك ..الم يسائلوا ضمائرهم عن الشروط والظروف التي تشتغل فيها اطر وموظفوا المديرية …
ان الوضع والحالة هاته يدفع بالمسؤولين ولائيا ومركزيا التفكير في ايجاد مقر بمواصفات تعكس احترامنا للفعل التربوي وتبجليه غير ذلك فان المقر الحالي ماهو الاترجمة فعلية لنظرتنا الدونية للتربية والتعليم لاغير…الم يقولوا بان عنوان الدار عتبتها …من له القدرة على وضع بصمته …وينصرف.
التعليقات مغلقة.