نور الدين بوشكوج لأزول بريس:”جيراننا واشقائنا في الشرق لم يبادلوننا نفس الود بشأن وحدتنا الترابية”

 

نور الدين بوشكوج في لقاء مع نبيه بري
نور الدين بوشكوج في لقاء مع نبيه بري

عودة المملكة إلى بيتها بالقارة السمراء بعد تعليق العضوية بمنظمة الوحدة الافريقية مند سنة 1984 كانت بمثابة انتصار للدبلوماسية الملكية وارتبطت بالاشتغال على مستويات ثلاث :الأول سياسي من خلال الزيارات التي وصل عددها الى 46 زيارة قام بها الملك الى 25 بلدا إفريقيا، الثاني اقتصادي من خلال 949 اتفاقية تعاون أهمها مشروع أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي، والثالث تشريعي قانوني بعد المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد بإجماع كافة الفرقاء السياسيين بالمغرب.

الاشتغال داخل المنظمة ليس كخارجها، ووجود المغرب في منظمة الاتحاد الإفريقي يعد انتصارا مرحليا بالنظر الى الجهود الديبلوماسية التي يتطلب العمل عليها من أجل تعديل ميثاق الاتحاد -الذي صيغ في غياب المغرب- خدمة لملف الوحدة الترابية.

-ماذا ربح المغرب وماذا خسر من سياسة الكرسي الفارغ في المنتظم الافريقي

قبل الدخول في صلب الاجابة عن سؤالكم . اود التأكيد ان قرار المملكة المغربية سنة 1984 القاضي بمغادرة منظمة الوحدة الافريقية كان قرارا صائبا ولم يكن من الجائز تخاذ اي قرار اخر ذلك ان قبول ما يسمى بالجمهورية الصحراوية تم في خرق تام لميثاق المنظمة واخذ شكل قرصنة قام بها الامين العام السابق للمنظمة ايديم كودجو . اما في ما يخص سؤالكم عن الربح والخسارة في الكرسي الفارغ ، اؤكد لكم ان الحضور المغربي في افريقيا لم ينقطع  ولم يتعطل  بل ازداد كثافة خلال الثلاثين سنة الماضية ذلك ان التواجد في القارة الافريقية لا يقتصر على الواجد في منظماتها وهيئاتها بل يكمن في التواجد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والديني وغير ذلك من الميادين الت يبرز فيها الحضور المغربي بشكل لافت؛

لاشك في أن اعداء المغرب وخصومه استغلوا حضورهم وغياب المغرب لتمرير العديد من القرارات واتخاذ جملة من المواقف ما كان بالإمكان تمريرها لو كان المغرب حاضرا؛

اليوم تغيرت المعادلة بالتأكيد ولن يتم تمرير اي قرار معاد لوحدة اراضينا واول الغيث البيان الختامي للقمة  الاخيرة الثامنة والعشرين للاتحاد الافريقي الذي خلا تماما من اية اشارة لقضية الصحراء المغربية وهذا يحدث لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين سنة

-الى اي حد يمثل عودة المغرب للاتحاد الافريقي رافعة للتنمية الداخلية من خلال انتهاز سياسة داخلية جديدة تمتد للعمق الافريقي بدل الشركاء التقليديين بأوروبا

الاسواق الافريقية مهمة جدا  وهي الاسواق الواعدة على المستوى المنظور الا انها ليست بديلا عن السوقين الامريكي والاوروبي ،  انها أسواق مكملة يكون فيها الطرفان . المغربي والأفريقي في معادلة : رابح-رابح

يجب علينا تقوية وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع شركائنا في اوروبا وامريكا والعمل على تحسين تنافسية اقتصادنا وفي نفس الوقت استغلال الفرص الكبيرة المفتوحة امامنا في افريقيا وكل ذلك في اطار استراتيجية محكمة هدفها الاساسي تنمية بلادنا والاسهام في تقدمها وتعزيز اواصر اخوتنا وصداقتنا مع جميع الدول التي تحترم قناعاتنا ولا تتعدى على حقوقنا

ما هو اسهام الديبلوماسية البرلمانية في العودة للمنتظم الافريقي وفي خدمة القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية  الوحدة الترابية

الدفاع عن الاوطان وقضاياها لا يقتصر على الدبلوماسية التقليدية من وزراء خارجية او سفارات ولكنه اصبح اليوم مجالا واسعا لتدخل العديد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والبرلمانيين والشعبيين وغيرهم ، وللبرلمان المغربي دور هام في هذا الميدان حيث هو عضو فعال في عدة منظمات برلمانية اقليمية ودولية وله علاقات ثنائية مع اغلب برلمانات العالم

لا يمكن نسيان  الدور الكبير والاساسي الذي تقوم به الوفود البرلمانية المغربية في البرلمان الاوروبي ،مثلا، حيث دافعت عن قضيتنا الوطنية واقنعت العديد من البرلمانيين الاوروبيين بعدالتها وتصدت لكل المؤامرات التي تحاك ضدنا واجهضتها في مهدها

اليوم على البرلمان المغربي العمل على تعزيز علاقاته مع الهيئات التشريعية الافريقية والاستعداد لتعيين خمسة اعضاء سيمثلون المغرب في “برلمان عموم افريقيا ” الذي يوجد مقره في جنوب افريقيا والذين سيتحملون مسؤولية الدفاع عن قضايا الوطن في هيئات هذا الجهاز التشريعي الافريقي البالغ الاهمية

-تبين من خطاب جلالة الملك ان شعلة التحاد المغرب العربي قد انطفأت في ظل غياب الايمان بمصير مشترك ومن خلال المحللين عقم الوجهة نحو الشرق سواء من الجامعة العربية او منظمة التعاون الاسلامي من اجل خدمة قضية الوحدة الترابية فهل يمكن الحديث عن نهاية هذه التجربة والرجوع الى جذور المغرب الممتدة بأفريقيا واغصانه بأوروبا؟

جلالة الملك حفظه الله قال بصوت عال ما يقوله العديد من الشخصيات من منطقتنا بصوت خافت والتاريخ يشهد انه حاول مد الجسور مع الاشقاء في المغرب الكبير لكن جيراننا واشقائنا في الشرق لم يبادلوننا نفس الود بل لم يتركوا منبرا اقليميا او دوليا الا وعاكسونا فيه ، لم يتركوا اي سلاح الا واستعملوه ضد وحدتنا الترابية فكيف يمكن وضع ثقتك في اية جهة لا تضيع فرصة لطعنك الا وتستغلها

لقد فهمت شخصيا من خطاب جلالة الملك ان توصيف لواقع مرير نعيشه مع جارتنا الشرقية واستنتاج واقعي لمستوى العلاقات المغاربية فكيف لك ان تفكر في الوحدة والاندماج وجارتك تصر على اقفال الحدود ومنع الاشقاء من التواصل وعدم السماح للمواطنين في البلدين الشقيقين للتمتع باسط حقوقهم في حرية التنقل والتواصل  مع اسرهم وذويهم

اعتقد ان الشعب المغربي مؤمن بمصيره المشترك مع اشقائه في المغرب الكبير وسيعمل على تعزيز الوحدة المغاربية في الوقت الذي سيتأكد من تغيير سياسات وقناعات جارتنا الشرقية وفي انتظار ذلك ، علينا تقوية علاقاتنا ومبادلاتنا مع كل من له الرغبة في ذلك في احترام تام لوطننا ووحدته الترابية

اول زيارة لصاحب الجلالة بعد الانضمام للاتحاد الافريقي كانت الى جنوب السودان  فماهي الخلفية السياسية والاقتصادية لزيارة هذا البلد الذي انشق عن السودان والغني بالثروات الطبيعية؟

زيارة جلالة الملك لجمهورية السودان الجنوبي لها دلالة سياسية بالغة فقد كان اعداء وحدتنا الترابية يحاولون عبثا تشبيه وضعهم بوضع هذه الدولة الفتية ومن اولى نتائج هذه الزيارة الملكية التصريح القوي الذي ادلى به السيد سيلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان واذي اكد فيه عدم وجود اي وجه من اوجه التشابه بين قضية جنوب السودان وقضيتنا الوطنية وها الموقف الواضح اعتبره مقدمة لموقف اوضح سنسمعه قريبا ان شاء الله خصوصا ان السيد سيلفا كير سيتوج تحسن العلاقات بين بلدينا بزيارة للمملكة المغربية  سيقوم بها في قادم الايام تلبية للدعوة الاخوية التي تلقاها من أخيه جلالة الملك

اما على صعيد العلاقات الاقتصادية فان المجال مفتوح على مصراعيه للتعاون والتبادل التجاري وللمغرب العديد من الامكانات يمكن لجنوب السودان الاستفادة منها كما له امكانات وطاقات يمكن استغلالها لصالح الشعبين الشقيقين

حاوره : عمر أوك ماستر مهن الاعلام وتطبيقاته بجامعة ابن زهر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد