نقطة نظام حول أساتذة اليوم بالمغرب

 

رشيد بولعود باحث في العلوم السياسية

بلقم: رشيد بولعود*//

ما كنت ستأحدث عن موضوع الأستاذ الذي تم تعنيفه على يد تلميذه بوارزازات ، لولا أن تداولها الحقوقيون والسياسيون والأساتذة الجامعيون والنقابيون بشكل هلامي وهذه من عجائب وغرائب أستاذ اليوم بالمغرب،  ومن الصدف أن تكون ورزازات مسرح الأساتذة المختطفين والمغتالين ومجهولي المصير وهي المطلة على المعتقلات السرية تازمامارت وأكدز وأفرا وقلعة مكونة كأماكن الاحتجاز أساتذة مثقفين ونقابيين قال عنهم الحسن الثاني 1984م  في خطاب رسمي ” السْكِّينْ وْصْلْ العْضْمْ … وتنقول لْلأساتذة راه الكثير منهم تْدْحَى.
وهي مدينة أستاذ إشتهر إسمه في الساحة الحقوقية  ب ” مختطف بدون عنوان ” وهو عنوان مؤلف الصحفي ” سعيد باجي ” حول قضية الأستاذ المختطف المغتال الدكتور ” بوجمعة هباز (ورزازات)” والذي من سوء حظه لا يعرفه الكثير من الأساتذة اليوم كي يروجوا لملفه الذي ظل من المسكوت عنه إبتداءًا من 1981م  وينفخوا فيه خلال أحاديثهم وتجمعاتهم  النقابية والسياسية  كما نفخوا في قضية زميلهم اليوم 2017م ، كما أن  الحظ السيء قد نال العام الماضي 2016م الأستاذ “عزيز بن حدوش”(ورزازات) وهو روائي مغربي إشتهر عام 2014م  برواية ” جزيرة الذكور ”  التي بعد عامين فقط جنت عليه التعنيف الجسدي بالهراوات والحجارة بتازناخت التي كان يشتغل فيها أستاذا للفلسفة ، وبعدها تلتها ملاحقات قضائية بإسم قانون الصحافة ، وبعدها بقليل موت غامض قالوا غرقا في البحر ، كما أنه القليل من أساتذة اليوم يدري قضية  الأستاذ العالم النووي “أحماد أوباحدو ” (نواحي كلميمة) المجهول المصير إبتداءًا من 1993م إلى اليوم، والذي إشتهر إسمه في الساحة الوطنية والفكرية والسياسية  كمحاضر في ” الفيزياء الذرية ” بجامعة محمد الخامس بإسم ” أستاذ الشعب” كمناهض للحكرة والتهميش ، و فرض  إسمه كعالم ذري في الساحة العلمية-الأوروبية  بجامعة نانت الفرنسية وبمركز الدراسات الذرية ساكلاي وبالمعهد الوطني للبحث العلمي وشكك في ظروف إختطافه بعض أصدقائه الأوروبيون الباحثين والأدباء خاصة الشاعرة الإرلندية ” جاكلين جونيت ” عمدة جامعة كان ( 1983-1988) ودفعهم هذا التشكيك إلى تأسيس ” جمعية أصدقاء البروفيسور حماد أوباحدو ” وهو نوع من الإعتراف ورد الجميل لعطاءاته العلمية  ببلاد ليست للبروفيسور (فرنسا)  كما تجذر الإشارة إلى قضية الأستاذ الباحث والمؤرخ “علي صدقي أزايكو”  قضى عاما في السجن بسبب مقاله المعنون بإسم  ” من أجل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية ”  وهنالك نماذج أخرى كثيرة وفي هذا الصدد نعتقد أن أساتذة جيل الستينات والسبعينات والثمانينيات لا زالت ذاكرتهم تحفض معطيات مهمة حول الماضي السياسي الأسود للدولة اتجاه الأساتذة الباحثين المثقفين بالمغرب ومن مطالبنا اليوم رفع السرية و الصمت عن ملفهم كي يدري الشعب الحقيقة ويتعرف على وظيفة الأستاذ المغربي القديم وعن إسهاماته الفكرية والسياسية التي دفعت الدولة إلى عهد قريب أن تدرجها ضمن خانة ” المحجوزات والممنوعات “.
وهي المناسبة التي لابد أن نذكر فيها بقضية أستاذ الفلسفة (أكادير) ” عبد الرحيم إدوصالح ” وهو معتقل سياسي حكم عليه في 10 يوليوز 2017م بسنتين سجنا نافذة بسبب رسائله السياسية إلى رأس هرم السلطة وكسر بها جدار الصمت، وحتى الذين أنجزوا حوله التقارير إهتموا بالشكل وبالغوا فيه فتناسى لهم المضمون، فلم يكن يسعى إلى نظام شيوعي ولا إشتراكي ولا جمهوري ولا الخلافة الإسلامية… ، و هي نفس القضايا التي جعلت أساتذة حراك الريف وراء قضبان سجن عكاشة بالدار البيضاء التي لم نرى نقابات أساتذة اليوم أنها تحركت من أجلهم  ، وهنا نذكر بهذه النماذج كي لا ينساهم الشعب ويطلع على أفكارهم و قضاياهم ويسأل عن أحوال أسرهم ، ومن وجهة نظر أخرى نعتقد أن تناول قضايا العنف بين الأساتذة و متعلميهم (تلاميذ وطلبة…) مقلوبة منهجيا كما هو الشأن لحالة أستاذ اليوم بورزازات، من حيث المتعلمين يسهل جزرهم بقوانين ذاخلية للمؤسسات التعليمية إذن القضية لا تستحق  هذا النفخ الهلامي والتبوريدة النقابية والإعلامية ، لكن من يستطيع في أساتذة اليوم  بتنظيماتهم السياسية والنقابية والحقوقية أن يجزر جهاز الدولة ويضع حدا لتبوريدة هراوتها على الأستاذ المثقف بالأمس واليوم ومستقبلا.

  • باحث في العلوم السياسية.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد