نقاش واسع حول الهوية البصرية الجديدة لمدينة أكادير   

أزول بريس –  محمد طامة //

             صادقت شركة التنمية المحلية “أكادیر سوس ماسة تهيئة” وشركاؤها الرئيسيون، يوم السبت 12 شتنبر 2020، على الهوية البصرية الجديدة لاكادير  من تصميم وكالة   CMOOA Ambitions تحمل تأشيرة و توقيع الفنان التشكيلي محمد المليحى المنحدر من مدينة أصيلا  ويبقى السؤال :  ماالمراد بالهوية  ؟. والى اى حد ينسجم هذا المشروع مع الميثاق الغرافيكي   والشعار المستوحى من الخصوصيات المحلية  ؟.و هل تطابق  المكونات البصرية الجديدة للمشروع  ما جاءت به  الأسس العلمية و الفنية لمفهوم الهوية البصرية ؟.

مما لا شك فيه  أن الهوية البصرية  لمدينة ما  هي مجرد أداة تعريفية تعبر عن طابع المدينة  وتميزها عن باقي المدن بحيث يتم اختيار ألوان مستوحاة من شخصية المدينة  بجانب وضع شعار يمثل الطابع المميز لها   فهي إذن  ليست بالشعار المستخدم للإشارة إلى مؤسسة ما آو منتجاتها بل هي اشمل من الشعار فهي تتكون من الشعار بعد تداخله مع  مجموعة من المكونات البصرية من خطوط وألوان  وأشكال   تعكس في مضامينها مكونات الهوية البصرية للمدينة ، و تجمع بين قيمتها التاريخية والتراثية المحلية بهدف ترسيخ مفاهيم الهوية و الترويج السياحي و الثقافي للمدينة

وبمجرد نشر بلاغ  المصادقة  على  هذا التجديد  انكب   بعض  المسئولين  و الغيورين على المدينة على  إعطاء رأيهم كل من زاويته الخاصة مما أدى إلى جدل واسع حول  هذا المشروع المباغت  فما هي يا ترى  مبررات تغيير الهوية البصرية لاكادير و ما الذي يبرر موضوعيا غياب موقف مجموعة من الإطارات والجمعيات التي تتسمى بتسمية أكادير حول ما يشكل اهتمامات وهموم راهنة لساكنة المدينة ورأيها العام حاليا من قبيل لوكو المدينة وغيره…?.وما هو مبرر وجود هذه الإطارات أصلا…..؟؟؟؟!!!و ما رأي أهل الاختصاص من فنانين تشكيليين وأساتذة التربية التشكيلية داخل مختلف المدارس والمعاهد والمؤطرين التربويين لهذه المادة وكذلك تلميذاتنا وتلاميذنا وطالباتنا و طلبتنا بشعبة الفنون التطبيقية بمؤسساتنا ومعاهدنا التكوينية….داخل مدينة أكادير وعلى امتداد سائر التراب الوطني…..؟ – على حد قول المستشار الجماعي خلال الولاية الانتخابية السابقة الأستاذ  ( م -ب)  .

بخصوص مبررات تغيير الهوية البصرية  يؤكد الأخ ( ج – ف) المستشار الجماعي  خلال الولاية السابقة إلى أن المجلس الجماعي السابق سبق له أن قرر  سنة 2010 تغيير الهوية البصرية  للمدينة العالمية اكادير  وقد تطلب  انجاز هذا المشروع أزيد من سنتين  من الدراسة و المقترحات و التحليل التاريخي  و الحضاري  و العمراني و المجالى لحاضرة سوس   .  كما  استهدفت   هذه الرؤية الإبداعية وثائق و رخص التعمير  وتصريف أعمال الإدارة و مقرات الجماعة والمواقع الالكترونية المهتمة بالتسويق  للمدينة و دور الأحياء وأعمدة الكهرباء و بالوعات الصرف الصحي و وسائل النقل العمومي و منتزهات  و كراسي عمومية  و جميع ما يمث للتاتيث  الحضري للمدينة يصلةانذاك ….وبعد عدة تعديلات و مقترحات  و كذلك تشنجات مع مصمم الفكرة السيد ” رشيد لحلو” تم إطلاق الهوية البصرية الجديدة للمدينة والتي تختزل المجال و الجغرافيا  والمناخ و الدينامية والهوية  في قالب  فني  سهل ممتنع يضاهى كبريات العلامات التجارية العالمية بشهادة اعرق مؤسسات التواصل التي سنحت لها فرصة التعامل  مع اللوغو  الجديد من حيث الغرافيك والألوان والمضمون الفني حتى أطفال  الروض  يمكنهم  رسمه بسهولة و اعتزال ، هذا اللوغو  لقي ترحيبا شعبيا و تحفظا من طرف وزارة الداخلية لتضمينه حروف تيفيناغ قبل دستور 2011، هذا اللوغو  – يضيف المستشار الجماعي السابق – تربع  على عرش أحسن شعار للمدن  الحضرية بالمغرب في وقته ….أما اللوغو الجديد  فقد  تم تصميمه  تحت مسؤولية شركة التنمية المحلية  وفى غياب تام للمنتخبين و المجلس الجماعي  وبغلاف مالي كبير  في عز كورونا .

ولمناقشة  الجدل  الدائر بين مؤيدي ومعارضي  المشروع  نستحضر في البداية رأى  واضعي المشروع الذين  يرون  أن  المشروع  ياتى في إطار مواكبة تنفيذ  برنامج التنمية الحضرية لاكادير للفترة 2020 – 2024، ليمثل تطورها نحو دينامية جديدة، ويقوي العلامة الترابية للمدينة ، مبررين  تغيير  الشعار  بالتوسع العمراني   السريع  الذي حول  المدينة  من مدينة ساحلية صغيرة  إلى مركز حضري جعلها تستعد  لأخذ مكانها بين كبريات حواضر المملكة  وبالتالي وجب دعم بناء  الهوية البصرية  وفق خصوصيات المدينة  على شكل شعار مثلث مستوحى من المشبك الفضي المستلهم من الجبال المحيطة بها ، ومستمدا هويته القوية بمعزل عن دوائر خطوطه، من حروف اسم أكادیر، مانحا تنضيدا إبداعيا ومنمقا بسطور خالصة ومتداخلة،  ليستحضر البعد المعماري لأكادير و المخازن الجماعية القديمة ” ايكودار” و كذا الزخارف الشهيرة لسكان الأطلس

وفى نفس السياق ، جاءت تدوينة فاسبوكية  للفنان التشكيلى المدعو محمد سعود  يشير  فيها إلى أن   لوكو اكادير الجديد   رائع  و جميل مبني على تشكيل كاليغرافي (تيبوغراف) قابل للقراءة Lisible مع إدخال بعض الأشكال كالخط المتتموج الذي يرمز إلى البحر والنماء، إضافة إلى دائرة الشمس وبذلك مزج بين Typographie الذي يندرج ضمن Monogramme و اللوغو التجريدي Logo Abstrait

ومعلوم أن عددا كبيرا من  سكان مدينة اكادير  عبرت عن استيائها  بخصوص الهوية البصرية الجديدة للمدينة  عبر  الواتساب و شبكة التواصل الاجتماعي  حيث  ذهب احد  الخبراء في محال الفنون التشكيلية الأستاذ  ( ا-م)  إلى  أن  المشروع الجديد مستوحى من  شعار  مدينة القاهرة  مع فارق ضئيل  هو أن شعار القاهرة   يتضمن لونين آو ثلاثة   ألوان  في حين اختير اللون الأزرق لشعار اكادير علمان أن اللون الأزرق لا يرمز إلى اكادير  وان  الهرم آو المثلث لا  يعنى اى شيء بالنسبة لاكادير  وكان من الأفيد  استلهام   عدة رموز  تعبر عن الخصوصية المحلية   نذكر على سبيل المثال  “تزرزيت”

وذهب الخبير إلى انه يمكن  اعتبار هذا العمل الفني   من هفوات المبتدئين إن كان  فعلا مصمم المشروع من المبتدئين   وكان بإمكان  واضعي  المشروع تنظيم  مسابقة  لفائدة  تلاميذ المستويين الأول و الثانى  من شعبة الفنون التطبيقية  و سيكون المنتوج حتما أحسن بكثير من   شكل كل من الهوية  الجديدة آو  القديمة   التي صرفت بشأنها   مبلغا ماليا ضخما  دون جدوى .

وفى هذا السياق  يشير  احد المهتمين المسمى من خلال   تصريحه  المنشور في الجريدة الالكترونية  ” زنقة 20″ إلى أن اللوغو الجديد  مستنسخ  من نماذج المصريين  بكل وقاحة   ومن نفس دزاينات الخمسينات و يذكره بشعار علبة الحليب القديمة مصرا على فتح مسابقة بمشاركة شباب المدينة  كما هو واضح بالصورة أسفله و يشاطره  في نفس الاتجاه الأستاذ ( ب – ت)  الذي   أكد  في تعليقه الفاسبوكى  على ان  اللوگو  الجديد  لاكادير جاء في شكل هرمي منقول من بلاد أهرام مصر من دون حشمة ولا حياء

ويرى مدون أخر أن اللوغو الجديد لاكادير مجرد اختزال لنظرة كولونيالية لهوية و تاريخ المدينة فلا يمكن تسويق حضارة مجتمع عريق بثنائية الشمس و البحر

ونخلص إلى القول إلى أن  هذه الهوية – حسب الجريدة السالفة الذكر-  لا تمت بأية صلة لمدينة اكادير فيما ذهب آخرون  إلى  أنها نسخة طبق الأصل لهويات بصرية متواجدة على الانترنيت

بالنسبة للتساؤل المطروح حول  الردود الفعلية للجمعيات يتساءل الأخ ( م- ف)  في تعليقه الفاسبوكي  عن   هذه المسالة  بقوله : كنت دائما أسائل نفسي ! ما الغرض من هذه الجمعيات التي تلتزم الصمت في مواضيع للنقاش تهم المدينة في غياب معارضة حقيقية بالمجلس ! آم أن إغراءات تكميم الأفواه تفرض عليهم الحياد !   انه سؤال في الصميم استغربت كثيرا لهذا الأمر ؟ خاصة وأنا اعرف بعض الجمعيات التي لزمت الصمت ولست أدري إن كانت تعمل بمبدأ الصمت حكمة آم تغيير في المواقف إلى حد التبرير.

تلك إذن هي أراء المؤيدين والمعارضين لهذه الهوية البصرية أو الشعار الذي  أثار جدلا حول  شكله الهندسى والسؤال الواجب  حسب تعبير احد الموظفين الجماعيين الموكول إليه  مهمة تدبير الشأن الثقافي بالمدينة متسائلا  : أليس من الأولى دعم قدرات مستشفى المدينة و مؤسساتها التعليمية  بتوفير الحاجيات التي من شانها تيسير عمل القيمين  على القطاع الصحي  و توفير هامش أوسع  لظروف السلامة داخل المؤسسات التعليمية  و القيام بمبادرات استباقية ؟. ثم كم سيكلف تغيير الشعار ؟.وهل أعلنت بشأنه صفقة تنافسية ؟. ومن أعلنها ؟. وباى صفة ؟. وهل المجلس الجماعي على علم بالموضوع ؟. وما  موقفه ؟. وهل سيعرض على أنظار المجلس في دورته القادمة ؟. ومن سيؤدى ثمن انجاز الشعار؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد