نعم أثق في البلاغات الرسمية ذات الصلة بهذا الوباء العالمي
(أن حالة وباء كورونا في المغرب لا تستدعي القلق و لم تصل بعد إلى “حالة وباء”.)
( ولحدّ الساعة فالمغرب سجل حالياًُ حالات معزولة وكلّها وافدة من الخارج و لم تسجل داخل أرض الوطن )
بكل صدق.. وأنا اتابع هذا التصريح لوزير الصحة انتابني شعور بالاطمئنان وراحة نفسية وسط هذا الكمّ الهائل من الإشاعات المنتشرة وبسرعة عبر كل التراسل الرقمي إلى درجة أن( الوات ساب) أعتبر المسبّب الأول في الإصابة بهذا الوباء اللعين.. بحيث يمكن لأي صوت مجهول أن يدبلج تخيلا قد يكون نتيجة مخدّر حتى تجد الجميع يتقاسمه بشكل هيريستي وغريب.. كآخر مايتمّ ترويجه الآن.. وهو أن الدولة مقبلة على تعقيم جميع المدن المغربية عبر الطائرة النفاثة ابتداء من منتصف الليل..
من يسمع إلى هذه الترهات لايمكن إلاّ التنويه بجودة هذا المخدّر الذي تناوله صاحب الخيال الاستثنائي..
لكن الخطورة تكمن في أن أغلب الناس يرددون على مسامعك هذا العجب العجاب..
وكمقاومة لهذه الإشاعات وإسوة مع بقية دول المعمور هناك مؤسسات رسمية للبلد.. وتتعامل بحزم ووضوح تام مع هذا المستجد الوبائي كجزء من انخراط بلدنا في هذه المعركة الكونية ضد الوباء..
أثق وأطمئن في قدرة بلدي على تجاوز هذه الكارثة الوبائية.. التى لم تصل والحمد لله إلى مرحلة حرجة كما في مناطق أخرى..
أزداد ثقة أكثر حين أعرف أن أول من قام بإجلاء مواطنيه مباشرة بعد انتشار الخبر ومن منطقة البؤرة الوبائية هو المغرب.. وأول حجر صحيّ خارج الصّين خرجوا بعد كل الفحوصات سالمين..
أزداد ثقة ويقينا أكثر حين اتخذ قرار إغلاق الحدود كإجراء احترازي نابع من الاحساس بالمسؤولية لذوي القرار حفاظا على سلامتنا
من تسمح له نفسه أن يتسابق في احتكار أغلبية المنتجات الاستهلاكية اليومية إرضاءلأنانية مرضية موصوفة بكل انواع الشجع والنهب حد أنهم فصيلة غير بشرية على الإطلاق..
لكن لا أستطيع أن أستوعب بالمرة هذا النوع من البشر الذي يستغل مثل الأزمات للتضارب والزيادة في أسعار المواد الغدائية من أجل دريهمات معدودة.. هؤلاء أخطر من كورونا..
والغريب أنهم وجدونا مستعدين للدخول في هذا الفخ الاستغلالي البشع… جراء تصرفات البعض منْا في الهرولة إلى الأسواق الممتازة والعشوائية لشراء واقتناء مستلزمات لأكثر من شهرين.. حتى أن بعض الصور والمشاهد توحى لك بأننا مقبلون على نهاية العالم.. و سيلاحظ المرء أن هذه الهيرستيريا عممت أغلبية المدن المغربية مباشرة بعض صلاة الجمعة وتصاعدت بشكل مريب قبيل غروب الشمس مع ما رافق ذلك من تسجيلات وأغلبها بصوت نسائي انتشرت عبر منصة الوات ساب.. دون الحديث عن نصائح هاتفية بين أفراد العائلة الواحدة.. مع لازمة تتكرر ( واش شريتي الدقيق. والزيت.. وأتاي والسكر)..
هذا هو سقف ما وصل اليه وعيينا الجمعي في هذا البلد.. هو التفكير بشكل أناني وضيق في إنقاذ نفسه دون غيره.. والحال أن الوباء اذا عمّ لا قدر الله سبحصد الجميع..
هذا الجميع…- جميعنا- علينا الانضباط لقرارات مؤسساتنا الرسمية للبلاد وأن نثق في بلاغاتها ونشرتها الصحية والتى تعمل بكل أطرها الطبية وغيرها في مواجهة هذا الوباء العالمي.. والانضباط للإجراءات المعمول بها مما سيساهم في التغلب على هذا الوباء
علينا جميعا أن ننخرط في هذه الحرب بروحية الانتصار عليه…
فلن نموت جوعا ..
لكننا..
وبهذا السلوك.. فالبعض منّا قد مات حتّى قبل أن يجوع..
بقلم : يوسف غريب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.