نظام على حافة الانهيار

ذ/ الحسين بكار السباعي

سيكون من السذاجة في عالم السياسة والجيوبوليتيك والنزاعات الدولية ان تبقى في موقف الدفاع، دون امتلاك اوراق للضغط من نفس الجنس ومن نفس الطبيعة وبنفس الخطورة على خصومك .
46 سنة والجزائر تدعم الجبهة الانفصالية بالمال والسلاح والدعاية الاعلامية والدعم في المنتظمات الاقليمية والدولية ،لا لشيئ الا نكاية في المغرب وسيادة المغرب ، لم تفكر يوما في حسن الجوار ولا في التاريخ والمصير المشترك انا كانت فعلا تمتلك تاريخ اما مصيرها فالكل يعلم انه بين فكي جنرالاتها الذين اتوا على اخضرها ويابسها .
العالم لم ولن ينسى جريمة بومدين في اجواء عيد الاضحى المبارك حينما شرد الآف الاسر وطردهم بلا رحمة .

لسنوات قدمنا الحكمة والتبصر وسلكنا ديبلوماسية المهادنة والحوار وضبط الاعصاب ، الجزائر جنت على المنطقة بأكملها وحرمت الشعوب المغاربية من تنمية وازدهار مشترك .
ولنعد للتاريخ القريب بعد أن غادر آخر بايات العثمانيين الإيالة ، تاركا دورة الاستعمار تقف على الفرنسيين ليجعلوا من الجزائر اقليما فرنسيا تضم اليه صحاري ليبيا وتونس واقليم القبايل والصحراء الشرقية فينتفخ معه بطن الجزائر وتنتفخ معه بطون حكامها العسكر .

العالم فهم اللعبة التي لم تكن ابدا خفية ورسالة الدبلوماسية المغربية بقبة منظمة عدم الانحياز التي كان المغرب من مؤسسيها في فترة لم تكن تعرف فيها الجزائر ، جد واضحة مادام المنتظم الدولي لم يضح محددا قانونيا لمفهوم الانفصال وجعله محددا سياسبا فالاولى بناءا على المرجعية السياسية الاعتراف بحق شعب القبايل كاقدم شعب عانى الاستعمار ومن حقه تقرير مصيره وعلى المنتظم الدولي الاعتراف له بهذا الحق .كما فهمت اللعبة كوبا وكلومبيا وفنزويلا اللذين كانوا لاقرب الساعات مدافعي شرسين على أطروحة الجزائر الراعي الرسمي للجبهة الوهمية .

النظام الجزائري لن يرفع يده عن الصحراء المغربية إلا إذا أحس بأن ما سيخسره أكبر بكثير مما سيربحه، ونحن نعلم أن الجغرافيا الحالية للجزائر هي من صنع الاستعمار الفرنسي، وإذا كانت البلاد تريد تفكيك جغرافية دولة عريقة مثل المغرب عمرها على الأقل 12 قرنا من وجود دولة مركزية مستقلة فإنه من السهولة بمكان تفكيك جغرافية دولة لم تكن موجودة قبل 60 سنة في حدودها الحالية، خاصة أن هناك مطالب حقيقية لدى شعب الطوارق والأزواد في الجنوب، وشعب القبائل في الشمال، ومطالب حكم ذاتي لدى الأقلية المزابية في الوسط، والمثل يقول “من حفر حفرة وقع فيها”، والنظام الجزائري حفر حفرة عميقة طيلة 50 سنة، وآن له أن يسقط فيها سقوطا مدويا، والحال ان لعبته انكتشفت امام العالم بأسرهة.

النظام الجزائري الذي أوصل بلده وشعبه إلى حافة الانهيار، وقتل ربع مليون جزائري أثناء العشرية السوداء في التسعينيات، يمكن أن يقوم بأي عمل متهور، ويجب أن نتوقع منه أي شيء. لذلك على المغرب أن يتخذ كل الاحتياطات ويضع السيناريوهات اللازمة لكل الفرضيات ، ومقالنا في القريب سيكون محور شاحنتي الموت .

ذ/ الحسين بكار السباعي محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد