نداء من داخل السجن : إيمازيغن بين اللامبالاة وحب الانتظار إلى متى؟
سيكون من الخطأ- و هو خطا نتائجه وخيمة – الاستهتار بالأمازيغية و الأمازيغ, فالدولة لا ترد في سياستها ومخططاتها كلمة الأمازيغية إلا باعتبارها أمر ثانوي فلكلوري لا ترقى إلى دعم و اهتمام, ولم تكن تنظر إليها إلا باعتبارها أداةالمواجهة للدولة و تصفية الحسابات مع الجزائر و جعلها حطب للمزايدات الحقوقية و الانتخابوية، حيث أصبحت الأمازيغية ورقة تستعمل عند الحاجة ،فأعداء الأمازيغية يغيرون وجوههم و أمكنتهم و أسلحتهم لإقبارها.شعب أمازيغي محكوم عليه بثلاتية الإقصاءو التهميش و العنصرية و إلغاء الأمازيغية في الخطة الإستراتيجية لبن المختار التي تتم إلى غاية 2030. إقصاء إيمازيغن في اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني للغات و الثقافة و استمرار الاعتقال السياسي , منع الأحزاب الامازيغية , سجن المغاربة في عوالم الإرهاب و التعريب, قمع ديني -المذهب المالكي الأشعري المرتاح في خدمة الأهداف الاستبداد و التخلف و الفساد , النهب البنيوي لثروات البلاد … برامج ليس لايمازيغن فيها أي دور ،وليس هذا بالغريب أن يستعمر مستقبلنا كما استعمر حاضرنا . لماذا تعيش الأمازيغية اليوم على واقع الانتظار؟ لماذا نؤجل كل عام أفعالنا وبرامجنا؟ ماذا ننتظر كإيمازيغن؟ هل ما ستجود به علينا حكومة بن كيران؟؟؟ فلابد من طرح أسئلة عميقة ولا بد من التغير الشمولي المؤلم، فلا سبيل للخروج من الأزمة التي نمر منها ومن مواجهة التحديات المطروحة إلا بإصلاحات راديكالية شمولية للغة والثقافة ، للسياسية والاقتصاد .فسبب تأزم شروط وجودنا هو عدم فهم دواتنا و قدرنا ،وتغيره يستدعي منا القيام بنوع من النقد الذاتي، و التقييم المستمر بين الفعل والغاية وتغيير خطة الترافع والتعامل مع الواقع والنضال، لأنه مشعل ينير أمامنا فهو الطريق العلو بمفهوم نتشه بعيدا عن الحسابات الضيقة – التي تنم عن قصر نظر- و تركها جانبا و لننظر إلى المستقبل حتى لا نبقى رهيني حاضر الانتظار و السجون و مستقبل مجهول.
إن استمرار الاعتقال السياسي ينطوي على خطورة كبيرة ليس فقط لطبيعة النظام الفاسدة، ليس لاستحكام قبضة البوليس و المخابرات ولا المحاكمات الصورية ،و لكن بسبب الذين يقفون جانبا ويتركونهم يفعلون ذلك، الذين تحولوا الى كائنات جامدة بعدما تم تدجينهم و التحكم في دهنياتهم، الذين لا يحملون هم وانشغالات المعتقلين اللذين يديرون ظهرهم للمعتقلين – عن وعي أو عن غير وعي – ولا يكثرون لما يحدث ،يساهمون في التعاسة الإنسانية ومن معاناتنا التي لا يجب أن تكون فائض صمت للسياسة ضد ما هو امازيغي، فلا يمكن إن نستمر في التقبل بالإفراج من السجن على إرهابيين و صحراويين و نترك المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية لجهنم ، بسبب تكالب القوى المافيوزية في دولة الاستثناء ،من حيث ان المافيا لم تعد خارج دواليبها بل انهارت الحدود بينهما وأصبحت في بنائها المؤسساتي قانونية ولا قانونية ،أي تواجد دولة موازية فوضوية .
فمن المسؤول عن الفشل في تدبير الملف الأمازيغي؟ ولمن تقرع الأجراس ؟ بالطبع سنقبل الحقيقة الواضحة لأنه ليس بإمكاننا الكثير لنفعله أمام الضغط التي تسعى جهات نافدة في السلطة لممارسته . لكن ما يؤسس حقنا هو فضح أكاذيب وأخادع المخزن ، وعلى كل واحد أن يرفع صوته في مواجهة تعديات السلطة ،و ما علينا عمله مع الحقائق هو ان نكتشفها أو نحاول اكتشافها ، و أن نفسد على السلطة حفلاتها التنكرية بتعبير بيير بورديو .
نحن اليوم نمثل مأساة ، استرخصت حياتنا و بدلنا زهرة أعمارنا فداء للقضية الأمازيغية ، لقد تم جردنا من إنسانيتنا ، فلا نريد أن نموت ونحن أحياء ، فالموت درجات وأسوأ مراتبه ان نموت أحياء، فكل واحد مسؤول و بقوة عن الوضع الراهن للأمازيغية وفي مستقبلها ، وليس أمامنا إلا خيار وحيد وهو الوعي بقدرنا والعمل على تغييره ، فإمازيغن يبدعون و يبتكرون ولا ينتظرون ويقومون بالفعل وليس برد الفعل .
حميد أعطوش تولال 1 أمكناس في 20/11/2015
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.