مهرجان كان ومنظومة صناعة الفرجة العالمية

محمد بكريم

بمجرد اعلان مهرجان كان عن لائحته الرسمية (المسابقة الرسمية + بعض الأقسام الموازية) انطلقت تساؤلات بل وانتقادات حول غياب السينما المغربية عن هذه الدورة…بل هناك من استغل هذا الخبر لإطلاق النار مجددا على السينما المغربية بشكل مجاني ومتسرع. والحاصل ان هكذا رد فعل ينم عن جهل للكيفية التي تتم بها الأمور وعن سذاجة كبيرة في فهم كيف تشتغل منظومة صناعة الفرجة العالمية التي يعتبر مهرجان كان احدى قواها الضاربة. نعم سذاجة أن تظن ان الحضور في “كان” أو الأوسكار… ناتج عن قيمة الفيلم الخاصة او عن حيوية سينما معينة.
لو كان ذلك هو المقياس لحضر من زمان نبيل عيوش وهشام العسري وفوزي بنسعيدي وحكيم بلعباس في كان…انها لعبة تتحكم فيها علاقات قوى بين شركات الإنتاج ومراكز الضغط المالي (شبابيك التمويل + مستشهرين…). وهنا يجب التذكير ان حضور بعض الأفلام المنتجة مع المغرب في الدورات الأخيرة جاء نتيجة العمل الجبار الذي قام به المنتج – المخرج سعيد حميش بلعربي (المنحدر من أصول مغربية) وتواجده ضمن شبكة من العلاقات الحاسمة في هذا المجال.
هناك سينمات قوية وفاعلة في محيطها ولكنها خارجة عن لعبة منظومة صناعة الفرجة العالمية (السينما الهندية كنموذج صارخ والسينما النيجيرية…). لنتذكر تصريح المخرجة الهندية بايال كاباديا عندما فاز فيلمها الجميل “كل ما نتخيله نور” بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في دورة 2024 من مهرجان كان حين قالت “لا تنسونا ثلاثين سنة أخرى” وهي تقصد بذلك عدد السنوات التي غابت فيها السينما الهندية عن كان.
لكنها نسيت أن تضيف بأن فيلمها الفائز استفاد من تمويل فرنسي ورافعته كتابة سينمائية “سينيفيلية” موجهة لتلبية دفتر تحملات منظومة صناعة الفرجة العالمية في حين أن السينما الهندية «العميقة” تشتغل لإرضاء جمهورها المحلي أولا حيث تحقق نسبة 99 في المائة من حاجيات السوق الداخلية، (المغرب بين 30 و40 في المائة)، وحدها السينما النيجيرية تصل الى ذاك الرقم علما أن السوق الأمريكية في مجال السينما مغلقة بشكل كامل امام أي منافسة أجنبية

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading