مهرجان تيفاوين بتافراوت : انتصار فنون القرية بحضور جماهيري كبير
أسدل الستار يوم الأحد 09 غشت 2015 على الدورة العاشرة لفعاليات مهرجان تيفاوين المنظم في الفترة الممتدة مابين 06و09 غشت 2015 بتافراوت وأملن من طرف جمعية فستيفال تيفاوين وبتعاون مع الجماعة القروية لأملن وبلدية تافراوت و الشركاء المؤسساتيين والخواص والإعلاميين ، تحث شعاره الدائم–الانتصار لفنون القرية –.
هذه الدورة التي عرفت حضورا جماهيرا غفيرا واكب مختلف الفقرات المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان الذي تمييز بالاحتفاء بمرور عشر سنوات من عمرها والتي إستطاع خلالها فريق تيفاوين ربح رهان الاستمرارية ويطفئ شمعته العاشرة على أنغام تيمة واضحة المعالم والأهداف.
وقد إنطلقت فعاليات المهرجان، بتنظيم المسابقة الوطنية لأولمبياد تيفيناغ و التي هي عبارة عن مسابقة في الإملاء باللغة الأمازيغية لفائدة تلاميذ المستويات الإبتدائية، حيث شارك 19 تلميذا و تلميذة ممثلين لعشر جهات على المستوى الوطني، و يتوخى المنظمون من هذه المبادرة، ترسيخ و إرساء اللغة الأمازيغية في نفوس المتعلمين.
و شكلت مبادرة الزواج الجماعي، إحدى الفقرات الأساسية و المهمة ضمن فعاليات المهرجان، حيث تظل هذه التظاهرة ذات أبعاد إجتماعية ورمزية و دلالات عميقة يحتفي خلالها أهل تافراوت بالعرسان الشباب خلال فعاليات مهرجان تيفاوين منذ دورة 2008 حيث بلغ عدد المستفيذين الى اليوم مايزيد عن 190 مستفيذ من هذه المبادرة .
و تميزت الدورة العاشرة للمهرجان بالإحتفاء بالكتاب والمخطوط التراثي من خلال مفاجأة المهرجان –ميكادليس– و ندوة علمية حول دور وجهود العلامة محمد المختار السوسي في كتابة تاريخ بادية سوس ، إحتفاء بما خلفه العلامة محمد المختار السوسي حول بادية سوس من تراث مكتوب قصد خلق فضاء للتواصل بين النخب الفكرية والأكاديمية والفعاليات الجمعوية والباحثين ودارسي جل أنواع التراث .
وواصلت الجامعة القروية محمد خير الدين في نسختها الخامسة طرح المواضيع الثقافية والتنموية للنقاش العام ، وذلك إنسجاما مع توجهاتها الأساسية كورش ثقافي ذو أبعاد تنموية يروم بالأساس لربط القرية بمحيطها الأكاديمي والجامعي من جهة ، وإثارة الأسئلة المرتبطة بهموم القرية والثقافة ضمن فضاء يجمع مختلف الفاعلين والمهتمين والمتداخلين من جهة ثانية .
وفي هذا السياق نظمت جمعية فستيفال تيفاوين بتعاون مع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي الدورة الخامسة للجامعة القروية حول موضوع – عموري مبارك : سيرة مبدع ومسار مجدد الموسيقى الأمازيغية – قصد إعادة فتح النقاش حول الموسيقى والأغنية الأمازيغيتين ومقاربة تطوراتها وموضوع التجديد فيها ، مع الإحتفاظ بأصالتها وتميزها وسبل تطويرها وإشعاعها على المستوى الوطني والعالمي من جهة ، ومن جهة ثانية كالتفاتة تكريمية ثقافية وفكرية لأيقونة الموسيقى والأغنية الأمازيغيتين الفنان المبدع الراحل عموري مبارك .
ومن أجل دعمها وتشجيعها قدمت إدارة المهرجان منح مالية لفائدة المتفوقين في المستويات الإشهادية على صعيد دائرة تافراوت ، وكذا تتويج الفائزين بجائزة أوشاكور للصحافة في نسختها الثالثة والتي تعتبر بالإضافة إلى كونها تكريمية وعربون محبة صادقة للراحل أوشاكور ، بمثابة خطوة تحفيزية وتشجيعية للصحافيين الذين يحضرون لمتابعة مختلف أنشطة المهرجان .
وبالموازاة مع المهرجان تم تنظيم معرض المنتوجات التقليدية والفلاحية المحلية في فضاء قرية تيفاوين بشراكة مع الشبكة الإقليمية للإقتصادالإجتماعي التضامني بتيزنيت شاركت فيه أزيد من 34 تعاونية نسوية ومقاولة فلاحية ومهنية وخدماتية من مختلف أقاليم جهة سوس ماسة ، من خلال عرض وتسويق السلاسل الإنتاجية المحلية.
وفي الجانب الفني كان لجمهور تيفاوين لقاءات مع برنامج فني غني ومتنوع إفتتحت فقراته بفرجات القرب أو مايعرف ب –إسوياس– بمختلف ساحات مركز تافراوت و ساحة تيفاوين بأملن على مدى ثلاث أيام ، بالإضافة للسهرات الكبرى التي أحيتها بساحة محمد السادس مجموعة من المجموعات الغنائية الأمازيغية المرموقة أمثال مجموعة إزنزارن–اودادن– الفنانة فاطمة تاباعمرانت ، مجموعة إمغران–تودرت والمجموعة التافراوتية الصاعدة إمدوكال ، بالإضافة للفنانة سعيدة شرف و سعيد مسكير ، وقد أبهرت هذه المجموعات الجمهور الغفير وألهبت منصة تيفاوين في دورتها العاشرة .
وتعتبر تظاهرة تفاوين التي تجمع بين ماهو ثقافي و فني و تربوي وإجتماعي موعدا سنويا تتطلع فيه إدارة المهرجان إلي الرقى بمستوى تطلعات وهموم الساكنة التنموية من خلال التركيز على فنون القرية كتيمة أساسية لها والانتصار لقضاياها بشكل شمولي عبر مختلف فقرات وأنشطة المهرجان ..
التعليقات مغلقة.