مهرجان تنغير الدولي للسينما، إبداع متجدد و خطى ثابتة نحو العالمية!

تحث شعار ” سينما الشباب، سحر الابداع المتجدد ” نظمت جمعية فن شباب بلا حدود بشراكة مع جماعة تنغير و مجلس جهة درعة تافيلالت، وبدعم من المجلس الاقليمي و وزارة الثقافة والاتصال و وزارة الشباب والرياضة و فندق تماسينت و مطبعة Esineg، الدورة السادسة لمهرجان تنغير الدولي للسينما دورة المرحوم محمد البسطاوي أيام 11 و 12 و 13 و 14 ابريل 2018 بمدينة تنغير المملكة المغربية.

وقد شكل المهرجان هذه السنة فرصة للتجديد و التجدد دون إغفال الجذور فكان البعد و العمق الافريقيين أحد اعمدة هذه الدورة، لا أدل على ذلك اختيار دولة السينغال الشقيقة ضيفة الشرف، بعد أن كانت دولة تونس ضيفة شرف الدورة الخامسة، كما أن إدارة المهرجان استحضرت و بقوة واجب الوفاء لرموز السينما المغربية، فكانت الدورة عربون محبة و تقدير لروح المرحوم محمد البسطاوي الذي سيبقى اسمه خالدا كأحد أهرمات الفن السابع المغربي، كما أن سياسة انفتاح المهرجان و مدينة تنغير بصفة خاصة و جهة درعة تافيلالت و المغرب بصفة عامة على كل بقاع العالم فرض راهنيته و أولويته، فكانت المشاركة جد مشجعة و جد محفزة بعد إبداء ما يقارب 140 فيلما رغبته في المشاركة في مسابقتي المهرجان، اختارت منهم لجنة إنتقاء مختصة 40 فيلما موزعين على المسابقة الدولية ب 24 فيلما من 15 دولة وتنافست من أجل الظّفر بجوائز الدورة السادسة والمتمثلة في جائزة لجنة التحكيم، جائزة الاخراج، وجائزة المضايق الذهبية الكبرى، و 16 فيلما في مسابقة جهة درعة تافيلالت تمثل الأقاليم الخمسة للجهة و تنافست من اجل الظفر بجائزة لجنة التحكيم وجائزة الاخراج وجائزة النخلة الذهبية.

كما كانت هذه الدورة تجديد للرهان الذي أخذته إدارة المهرجان على عاتقها و المتمثل في أهمية الإشعاع التراثي و الثقافي كرافعتين و داعمتين أساسيتين للتنمية المحلية من خلال: ملء الفراغ المهول على صعيد العناية بتراث و فنون القرية المغربية و نفض الغبار عن ثقافتها و ذاكرتها الجماعية و تسويق مادتها التراثية، تثمين التراث الثقافي و الفني للقرية المغربية بغية تشجيع الاستثمار في مصادر التراث الثقافي و الطبيعي  باعتبارها من أهم عناصر الجذب السياحي، التأسيس لدينامية مستديمة و متواصلة للتنشيط الثقافي من أجل الرفع من جاذبية منطقة تنغير و جهة درعة تافيلالت من خلال العمل على استقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في مجال الانتاجات السينمائية، الاعتزاز بالانتماء و الارتباط الحميمي بالقرية و الافتخار بالهوية الأمازيغية و الأصالة الجبلية، تربية الناشئة على الذوق الرفيع و على التعدد الثقافي و نبد كل مظاهر العنف و التطرف و تقديم فرصة للتحاور بثقافة الصوت و الصورة و طرح القضايا الإنسانية النبيلة، خلق فضاءات للتواصل و تبادل الخبرات بين المهتمين بمجال السمعي البصري و العمل على تطوير المهارات و القدرات التقنية و الرقمية للشباب من خلال دورات تكوينية يؤطرها مختصون، المساهمة في تقديم صورة حقيقية عن مغرب رابط بين الأمس و اليوم و الغد بنفس منفتح على الأخر.

هذا و قد انطلقت فعاليات اليوم الأول من مهرجان تنغير الدولي للسينما بكلمة ترحيبية لمدير المهرجان السيد خالد أحداش، ثم لوحة فنية من تقديم فرقة من جزر القمر، تلتها كلمة السيد رئيس المجلس البلدي، ليتم بعد ذلك تكريم  كل من الفنانة سعاد النجار زوجة المرحوم محمد البسطاوي و دولة السينغال ضيفة شرف الدورة من خلال نائب سفير دولة السينغال بالمغرب السيد Aliou DIAO، ليعرض بعد ذلك فيلم “تودا” الذي انتجته جمعية فن شباب بلا حدود و أخرجه كل من ياسين بلحسن و رشيد أبو نوار. ثم قدمت للحضور الكريم لجان التحكيم المتمثلة في لجنة تحكيم المسابقة الدولية و المكونة من الدكتور مصطفى قاديري، و المنتجة المغربية البلجيكية سميرة حمودة والناقد السينمائي السينغالي “Baba Diop”، والمخرج الجزائري ” Djamel Mohamedi”، و لجنة تحكيم مسابقة درعة تافيلالت التي تضم كل من الاستاذ محمد زارو والاستاذ محمد اوجامر والاستاذ محمد الحفيضي والاستاذة سارة حروف والاستاذ رضوان ناصر الدين، ثم لجنة تحكيم مسابقة التصوير الفوطوغرافي و المكونة من الاستاذ علال الفاضيلي والاستاذ عبد المجيد ايت احماد والاستاذة سمية دخيسي والاستاذ سعيد مريكا والاستاذ خاليد حسني. كما تم تقديم ضيوف شرف الدورة السادسة للمهرجان و يتعلق الأمر بكل من الممثلة السينغالية Rokhaya Niang والفنّان المغربي جمال لعبابسي و الفنانة سعاد الوازني و الفنّان جواد السايح، إضافة إلى المخرج السينغالي الشاب Bouname Lopy.

و من اللحظات القوية و المؤثرة التي ميزت اليوم الأول للمهرجان تكريم الفاعلة الجمعوية و المناضلة الحقوقية المعروفة هنو ماروش، و أيضا تكريم الفنان الكبير حماد بوعزامة أوهاشم أحد أهرامات الفن الأمازيغي و أحد عمالقة الشعر الموزون و الكلمة الراقية، الذي بدأ مسيرته منذ سنة 1947 في فن ازلان فأجاد، و في سنة 1968 بدأ فن تمديازت فأبدع، و فن تمناطين إبتداء من 1970 ليؤسس لمدرسة كبيرة تشعبت منها مدارس و توجهات غنائية فيما بعد، كما تم تكريم جمعية الطلائع أطفال المغرب عرفانا لها على الخدمات الجليلة التي تقدمها للطفولة المغربية، و قبيل اختتام فعاليات اليوم الإفتتاحي تم تتويج الفائزين بمسابقة التصوير الفوطوغرافي في كل من محور البورتري الذي عادت فيه المرتبة الأولى لعبدالحليم فايز والمرتبة الثانية لحسني موهوب و المرتبة الثالثة لعثمان بن فلاح و المرتبة الرابعة لمحمد ابلال و المرتبة الخامسة لمحمد ميرة. أما مسابقة محور أجمل ما في الواحات فكانت النتائج كما يلي: المرتبة الأولى: عبدالرحمان حازدو، المرتبة الثانية: أيوب برخوش، المرتبة الثالثة: ابراهيم أيت بركة، المرتبة الرابعة: أسامة دخيسي، المرتبة الخامسة: صلاح الغرباوي. و في اطار الانشطة الموازية لفعاليات المهرجان نظمت عقب حفل الافتتاح ندوة من تأطير كل من الدكتور مصطفى قادري من خلال مداخلة حول موضوع: “الثقافة في السياسات العمومية” و الاستاذ لحسن أيت لفقيه حول موضوع ” التعدد الثقافي بجهة درا تافيلالت”.

و في اليومين الثاني و الثالث من فعاليات المهرجان تم عرض الأفلام السينمائية الروائية القصيرة المشاركة في كل من المسابقة الرسمية للمهرجان وهي فيلم ” بيت العصافير” لمخرجه  محمد إبراهيم  من البحرين، وفيلم “رمشة عين” للمخرج شادي زيدان من لبنان، وفيلم “تفاحة” للمخرج  el houari ghoubari من المغرب، وفيلم ” Souvenirs d’une mémoire ” للمخرجة  Oumaima Hida من المغرب، وفيلم “2020” للمخرج  محمد سعيد الزربوح من المغرب، وفيلم ” مكالمة واردة ” للمخرج احمد عبد القادر عبد من مصر، وفيلم “صوت الصمت ” للمخرج  بوبكر سليمان من الجزائر، وفيلم ” الطوق الابيض ” للمخرج  حنين جابر من فلسطين، وفيلم ” قصة نظرة ” للمخرج  عماد الدين بن عمورة من الجزائر، وفيلم ” آخر صورة ” للمخرج فيصل الحليمي من المغرب، وفيلم ” كل الطرق تؤدي الى روما ” للمخرج  حسن صالح وني من مصر، وفيلم ” Le message” للمخرج  Mohamed chbani من المغرب ، وفيلم ” اخر صورة ” للمخرج  عبد الرحيم بوكلاس من المغرب، وفيلم ” الوشم ” للمخرجة فاطمة اكلاز من المغرب، وفيلم ” maty ” للمخرج  Ndiaye amath من السينغال، وفيلم ” عالم موازي ” للمخرج طارق بدار من الاردن، وفيلم ” الخيانة ” للمخرج  يوسف هبة من اليمن، وفيلم ” الجحيم البارد  ” للمخرج   نسرين عابدين من سوريا، وفيلم ” فلم محروق” للمخرج Ahmed Fraj من تونس، وفيلم ” THE VIOLET ” للمخرج  Baqer AL-Rubaie من العراق، وفيلم ” L’WALIDA ” للمخرج  Abdelfattah SERRARI من المغرب، وفيلم ” علبة ” للمخرج  احمد دعباج من  ليبيا.

اما فيما يخص مسابقة جهة درعة تافيلالت فتم عرض كل من فيلم ” لمسة خشنة” للمخرج حسن معناني من ميدلت، وفيلم ” النفس الاخير” للمخرج عيساوي عبد الحفيظ من ورزازات، وفيلم ” الهوان” للمخرج Mohamed el qaoul من ورزازات، وفيلم “greed ” للمخرج مروان شيكر من الرشيدية، وفيلم ” Orphan name” للمخرج عبد الرحمان العبدي من تنغير، وفيلم ” School of life” للمخرج حسن اوبراهيم من الرشيدية، وفيلم ” وطن” للمخرج يوسف فيلالي من ميدلت، وفيلم ” ذاكرة حداء” للمخرج محمد المعين من ورزازات، وفيلم ” تيويزي” للمخرج عبد العزيز مني من تنغير، وفيلم ” محاش السي قدور” للمخرج الامين البصوري من الرشيدية، وفيلم ” بريانو” للمخرج عزالدين ايت اخي من زاكورة، وفيلم ” اسكاس اماينو” للمخرج يدير شنري من زاكورة، وفيلم ” الحياة لحظة” للمخرج زميط زكرياء من الراشيدية.

كما تم انجاز ورشات تكوينية على هامش المهرجان في كل من الاخراج التلفزيوني، وفي فن المونتاج، وفي “الرسم السريع story-board”، ثم ورشة رسم ملصق الفيلم خاصة بالأطفال، وورشة لتطبيق بعد تقنيات التصوير الفوتوغرافي الاحترافي، كما تم تنظيم طاولة مستديرة حول موضوع ” الانتاج السينمائي : إشكالية الابداع والتكوين بجهة درعة تافيلالت”، أطرها فنانون وباحثون وأكاديميون مختصون.

و كان للجمهور الكريم موعد مع الحفل الختامي لفعاليات المهرجان يوم السبت 14 أبريل 2018، استهل برنامجه بكلمة ترحيبية، ثم تكريم الشركاء و الجهات الداعمة و يتعلق الأمر بممثل كل من مجلس جهة درعة تافيلالت و المجلس الجماعي لتنغير و المجلس الإقليمي و وزارة الثقافة و وزارة الشباب و الرياضة و شركة ايزينيك و فندق تماسينت، كما تم تكريم الفنانين ضيوف الدورة الممثلة المغربية سعاد الوزاني و الممثلة السينغالية رقية نيانغ و الممثل المغربي جمال العبابسي و المخرج السينغالي باب بونامي لوبي، ليتم بعد ذلك عرض الفيلم الذي تم انتاجه في إطار ورشة الإخراج التي أطرها الأستاذ محمد زاغو خلال أيام المهرجان، ثم تكريم لجنة تحكيم المسابقة الجهوية، و التي قامت بسرد مفصل للمعايير التي اتبعتها من أجل تحديد الفائزين بعد الاشادة بالمستوى الجيد لجل الأفلام المشاركة، فكانت جائزة النخلة الذهبية لفيلم “الهوان” لمخرجه محمد القول من ورزازات، و جائزة أحسن سيناريو لفيلم ”  Orphe of name” لعبدالرحمان العبدي من تنغير، و عادت جائزة لجنة التحكيم لفيلم “وطن” الذي أخرجه يوسف فيلالي من ميدلت، لتؤخذ صورة تذكارية للفائزين مع لجنة التحكيم و يعرض الفيلم الفائز بعدها. كما تم التذكير بنتائج مسابقة التصوير الفوتوغرافي و عرض الصور الفائزة بالمسابقة، ليفسح المجال بعد ذلك لعرض فيلم “تودا” و قد سلمت شواهد تقديرية باسم جمعية فن شباب بلا حدود لكل الممثلين الذين أبدعوا في رسم لوحة سينمائية محلية استحسنها الجمهور الحاضر و صفقوا لها مطولا و يتعلق الأمر بكل من زهراء أعشا بطلة الفيلم و الأطفال الفنانين أشرف حيدار و سارة أوفليين و ياسين بالمدني و مريم أعشا و هشام أبو نوار.

ليتم بعد كلمة ألقاها مدير المهرجان السيد خالد أحداش تكريم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية، الذين أعلنوا في نفس السياق عن أسماء الأفلام المتوجة برسم هذه الدورة و يتعلق الأمر بكل من فيلم ” البنفسجي / THE VIOLET ” لمخرجه باقر الربيعي من العراق الذي فاز بحائزة المضايق الذهبية، ثم جائزة أحسن سيناريو لفيلم ” صوت الصمت ” للمخرج بوبكر سليمان من الجزائر، و جائزة لجنة التحكيم عادت لفيلم” كل الطرق تؤدي الى روما ” للمخرج حسن صالح وني من مصر، ثم جائزة تنويه لجنة التحكيم لفيلم ” الطوق الابيض ” للمخرج حنين جابر من فلسطين، كما تم بالمناسبة تكريم السينما السينغالية من خلال فيلم “DEM DEM ” لمخرجه “ Pape Bouname Lopy ” من السينغال.

و جدير بالذكر أن إدارة المهرجان برمجت هذه السنة عدة معارض موازية واكبت فعاليات المهرحان و يتعلق الأمر بكل من: المعرض الجماعي للفنانين التشكيليين بإقليم تنغير، معرض للصور الفوتوغرافية، معرض اللباس التقليدي لمجموعة من دول جنوب افريقيا، ومعرض اللباس السينمائي التاريخي.

ليزال الستار عن النسخة السادسة من مهرجان تنغير الدولي للسيمنا الذي يشق طريقه نحو العالمية، بمشاركة دولية و وطنية و جهوية و محلية نوعية و جد مشجعة، و بمواكبة إعلامية وطنية متميزة و متنوعة، حيث الحضور الوازن للقنوات و الإذاعات العمومية و الخاصة، إضافة إلى الجرائد الورقية و المواقع الالكترونية،  تناوبت على نقل فعاليات المهرجان لحظة بلحظة و بتغطية يومية، أمنت للمتابع مواد إعلامية غنية، و ستساهم لا محالة في الرفع من جاذبية المنطقة ثقافيا و سينمائيا و سياحيا، و هي مناسبة لتجديد الشكر و تقدير جهود كل شركاء المهرجان و كل من كانت له بصمة في انجاح هذه الدورة كل باسمه، و على أمل اللقاء نضرب لكم موعدا في النسخة السابعة، و دامت لنا و لكم متعة و طموح تصوير غذ، أكثر إشراقة.

*مصطفى مروان : المسؤول الاعلامي للمهرجان Mustapha.merouan@gmail.com

 


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading