من أمريكا: الدكتورة دليلة زغبيب في رسالة إلى أطباء العالم.

إعداد سعيد الهياق//
في ظل الظروف العصيبة التي يعيشها على العالم بسبب اجتياح جائحة كورونا. انشغل الجميع بتداعيات فيروس كورونا و عن جحيم المعاناة داخل الأسرة و المجتمع. و قلما التفت بعضنا إلى الخدمات الجليلة التي يقدمها الأطباء. و من فرنسا كانت هذه رسالة نبيلة إلى أطباء العالم.

” لا تخشاني ارحمني …
أنا ملائكة الرحمة …
هل فكرت يوميا من هو الطبيب ؟ وماذا تعني كلمة طبيب ؟
هل كل إنسان يعمل طبيب هو طبيب طبعا هذا الكلام يدور بخلدي منذ زمن بعيد و أنعشته الكورونا الآن …!
الطبيب ذلك الشخص الذي نذر روحه فى سبيل الله من أجل الإنسانية. فعلا هو إنسان يختلف عن باقي البشر فى كل شيء منذ نشأته الأولى تحس أن أي طبيب فى أي أسرة يختلف عن باقي البشر في أخلاقه فى تعامله في أوصافه في انضباطه في قلبه الذي يحمل حنية الدنيا و حب لا يوصف تجاه الناس و تجاه واجبه كطبيب. من هذا المنطلق يحق لنا أن نسميه ملائكة الرحمة و تلك أقل صفه يمكن أن نصفه بها هو جبل التحمل فى المحن و المحارب الصلب فى الشدائد …
ولقد ظهرت جليا هذه الصفات مع ظهور كورونا التى فر منها جميع الناس من أكبر عنصر في العاالم لأصغر فرد. كل احتمى بداره إلا هؤلاء – المقاتلين الأفذاذ – الذين هم أشجع من خلق الله على الأرض يحاربون في كل الأزمان ليلاً و نهاراً من أجل أن تعود الطمأنينة إلى العالم و لا يبالون و لا ينتظرون شكراً ولا أجراً من أحد سوى ما يمليه عليهم الواجب والضمير.
و لك أن تتخيل أنك طبيب و أخييك ينازع من أجل البقاء و أنت عاجز لا تستطع مساعدته فيتوفاه الله امام عينيك أي شعور سينتابك في تلك اللحظة أو صديق يرنو إليك بنظرة رجاء و يكون قد فات الأوان لإنقاذه أي شعور ينتابك في تلك اللحظة؟ حتما ستعيش شعورا لا يمكن لاي شخص أن يتحمله سوى شخص قد ربط الله على قلبه الطمأنينة العزيمة و أهله لهذه المهمة الصعبة. فعلا لا ندرى بماذا نكافيهم وهم يحملون أرواحهم بين أيديهم من أجل الانسانية. جميعاً فعلا عاجزون أن نسدي لهم بكلمات تليق بهم و عظم المسؤلية والقساوة التي يعيشونها في حياتهم …
ألف تحية لهم بقدر ما يعانون و يقدمون من خير … والرحمة لكل من وافته المنية بهذا الفيروس الغادر للانساانية …
و أنتم العزة يا اطباء العالم و أنتم تصارعون كورونا التي هرب منها الجميع.
الرحمة والمغفرة للأطباء بصفة عامة الذين أدووا الأمانة الي أن وافتهم المنية بكورونا المحارب الخفي و الفيروس القاتل. قاتلك الله بجنود من عنده. يا سميع يا مجيب يا الله جل جلاله …
اتمنى أن أكون قد أديت ولو قطرة من محيط الرحمة التي تمادون بها في الحياة. الرحمة الرحمة الرحمة يا أهل الرحمة.
لا تخشاني ارحمني ارجوك ارحمني …”
— د. دليلة زغبيب —


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading