من صوت على التجمع الوطني للأحرار؟
الحسين بويعقوبي
إذا كان فوز حزب التجمع الوطني للأحرار لم يكن مفاجئا بالنظر للعمل الجبار الذي قام به خلال الخمس سنوات الأخيرة على عدة مستويات, فإن المفاجئ جدا والذي لم يكن يتصوره أكثر المتشائمين هو درجة سقوط حزب العدالة والتنمية لينزل من 125 مقعدا إلى 13 مقعدا, بعد تجربة ولايتين حكوميتين.
ليس عيبا أفول نجم حزب ترأس الحكومة لعشر سنوات, فذلك ثمن التواجد في موقع التسيير, المعرض للإنتقاد أكثر من الإشادة, لكن من الصعب فهم هذا الأفول وبهذه الدرجة. وما يزيد الوضع غموضا هو أن حزب التجمع الوطني للأحرار كان مشاركا في الولايتين الحكوميتين السابقتين وتحمل مسؤولية حقائب وزارية هامة, وكان من المفروض أن يعاقب بجزء مما عوقب به حليفة العدالة والتنمية, مما سيجعلهما قريبين على مستوى عدد المقاعد المحصل عليها ولو في أعلى الترتيب. الشيء نفسه يقال على المجالس الجماعية بما في ذلك تلك التي كانت فيها تجربة العدالة والتنمية متميزة, أحيانا لولايتين, ومع ذلك لم تحظ بتجديد الثقة أمام زحف الحمام. فهل يمكن القول أن بطاريات سياق الربيع الديمقراطي الذي أوصل العدالة والتنمية للحكومة قد إستنفذت طاقتها وبالتالي حان وقت الرحيل? لكن هذا السؤال يدفعنا للتساؤل عن مصير أكثر من مليون مغربي منخرطين أو متعاطفين مع العدالة والتنمية سواء في جناحه الدعوي أو تنظيمه الحزبي? وبناء على ما سبق نتساءل عن من صوت على حزب التجمع الوطني للأحرار؟
يمكن أن نفترض أن الخزان الإنتخابي لحزب الإتحاد الإشتراكي زمن حكومة التناوب هو نفسه خزان العدالة والتنمية منذ 2011 وهو نفسه الذي استند عليه التجمع الوطني للأحرار في 2021 مع الأخذ بعين الإعتبار قاعدته السابقة المشكلة حول الأعيان وقدرته على استمالة جزء من جيل فايسبوك المسجلين مؤخرا في اللوائح الإنتخابية, ويقدرون بأكثر من مليوني شاب وشابة.
لقد نجح حزب التجمع الوطني للأحرار في الفصل الرمزي لوزاراته عن باقي التجربة الحكومية مما جعل العدالة والتنمية تتحمل لوحدها تبعات القرارات المجحفة في حق الشعب المغربي كما نجح في تقديم عرض سياسي مغر ركز فيه أساسا على الحاجيات الأساسية للشعب المغربي فكان برنامجه الإنتخابي جذابا ومرقما وبرزنامة معينة وعد بالإلتزام بها, كما استثمر جيدا وسائل التواصل الإجتماعي صوتا و صورة وعلى الإخراج الجيد للقاءات تقديم البرنامج, ثم نجاح زعيمه عزيز أخنوش في تحويل السهام الموجهة إليه لصالحه باحترامه لخصومه والإلتزام بقدر كبير من الأخلاق في التواصل, كما كان للفن والفنانين دور هام في الدعاية للحزب خاصة بالأمازيغية السوسية, وهو ما أنعش الإبداع الفني وساهم في تقوية الحملة الإنتخابية للتجمع الوطني للأحرار أوصلته ليتربع في الصف الأول ب 102 مقعدا وتدحرج حليفه السابق للمؤخرة ب 13 مقعدا.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.