ما زلت أمعن النظر في التركيبة العامة للحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي من زاوية الإمكان البشري بالأساس، في وقت تواجه فيه الأحزاب فشلها الذريع في تدبير ملف تسييس الشباب وإدماجهم في الحياة السياسية، وهو للأسف ليس بالفشل الوحيد إذا انضاف إلى الفشل في ملفات المرأة والمناصفة والجهوية والبرامج وهلم جرا.اكانت وظيفتي كمنسق وطني للحزب، تخول لي الاقتراب بشدة من مختلف أجهزة الحزب بدءا من الأمانة العامة فالمكتب السياسي فالمجلس الوطني وصولا إلى الكتابات الجهوية والاقليمية والفروع المحلية، وقد يتساءل سائل عن حقيقة هذه الأجهزة في ظل المنع الذي ووجه به الحزب، وللرد سريعا على هكذا تساؤل، فقد كان الحزب -حقا – ممنوعا، ولكن في عرف وزارة الداخلية ولم تستطع هذه الأخيرة أن تمنع وصوله لقلوب المغاربة. وقد كان ذلكم الاقتراب من أجهزة الحزب بمختلف مستوياتها، كفياا بنسج علائق متشابكة مع كافة الأطر المتحملة للمسؤولية بهاته الأجهزة. ولعل أهم ملاحظة أمكن لي تسجيلها، متعلقة بحداثة سن أغلب أطر الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي، ولم يسلم من طوفان الشباب هذا، أهم جهاز في الحزب يتعلق الأمر بالمكتب السياسي.
لم نتوقف أبدا عند هذا العنصر (شباب أطر الحزب)، في محطاتنا التقييمية المخصصة لتتبع نجاعة الأداء الحزبي بلغة الماناجمنت الحديثة، بيد أن أعينا كانت ترقب هذا الخطر القادم من صعيد حزب لا يملك شيئا إذا ما قيس بممتلكات باقي الأحزاب وعقاراتها.
وقد سنحت لي فرصة وقفت فيها على هذه الحقيقة وقطعت بها الشك، فقد كنت مدعوا بمعية ذ. أحمد الدغيرني لحضور ذكرى تأسيس قناة الجزيرة في جفل نظم بالرباط، والذي حضره سياسيو ونقابيو ومثقفو المغرب من كل حدب وصوب، وأثناء وقوفي المتكرر إلى جانب أمغار الدغيرني، كنت أرمق عيون كل من نور الدين أفاية وعبد الاله بلقزيز – وهذان يعدان من أساطين القومية العربية في المغرب – تنظران إلينا شجزرا، وهو ما عجبت له حينها، وظننت أن ثمة عداوة شخصية بين الدغيرني والرجلين، ولما كاشفت أمغار بما لاحظته، اكتفى بالقول إن ما أغاظ أفاية وبلقزيز هو كيف أن رجلا في سن الدغيرني خطط لحزب يقوده ويسيره ويدير دفتيه شباب، في الوقت الذي ينأى فيه الشباب المغربي عن التواجد في الأحزاب وعن الإنخراط في السياسة جملة.
الحسين أبليح
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.