هذا سعدك آبلكبير.. نم قرير العين
بحكم مغادرتي للفايسبوك منذ مدة، لم أعلم بالخبر المفجع إلا اليوم:
مات الرجل الطيب،
مات المناضل الصلب،
الشامخ
مات الرفيق الحالم
الذي أبكى مؤتمرا بأكمله حين كان الرفاق، نهاية ثمانينيات القرن الماضي، على أهبة الانفجار والانشطار… مازلت أتذكر تدخله المتوتر، المنقصف، وهو يقصفنا جميعا بحلمنا الديمقراطي الشعبي الذي كنا بصدد تبديده وانكساره… مازلت أتذكر أغلبية الرفاق الذين لم يستطيعوا الصمود أكثر أمام كلماته الملتهبة بالحنين، انكسر الصمود عندما بدأ صوت عبد الواحد يتحشرج وبدأت دموعه تنزل مدرارا، فشرع أغلبنا يتحرر من انحباس الدموع في العيون، وبكينا معه، بكينا وراءه، وعدنا والتأمنا، ولو إلى حين، إذ حدث الانفجار الانشطار الانكسار بعد سبع سنوات، في سبتمبر 1996…
قبل ذلك، كان عبد الواحد بلكبير رمزا للنضال الطلابي اليساري، كان يدمن الحلم، كان حالما بأكثر ما يلزم، حتى رأى، ضمن رعيل من الحركة اليسارية الجذرية المغربية، أن النضالات الطلابية قد تكون في الصدارة لإشعال وقيادة الثورة الوطنية الديمقراطية، كان كثير الحركة، وكان أكثر واحد من طلبة اليسار تعرض لكل أشكال القمع والملاحقات والاختطافات والاعتقالات، عذبوه بأشد أنواع البطش والتنكيل دون أن ينجحوا ولو للحظة في إبعاده عن حلمه حلمنا، الذي كنا نجاوره بالليل والنهار، وحتى حينما نجح الرفاق في تهريبه وترحيله إلى الجزائر للدراسة هناك بعيدا عن أيدي أجهزة القمع، سرعان ما عاد إلى “غيّه” وحنينه لاقتراف حلمه الديمقراطي الشعبي، الذي لم يتحمله منفى الجزائر، فعاد إلى كلية الحقوق بالرباط، وعاد إلى قيادة المظاهرات الطلابية الضخمة، حتى أصبحت صوره تُعلّق، كما تشي غيفارا، في غرف الطلبة بالأحياء الجامعية وبالمساكن الشعبية… وفي التجمعات والأمسيات والتظاهرات، عاد الطلبة يدارون “قلعة أوطم” و”المؤتمر خمسطاعش”، ورضوان أفندي وهو ينشد، ونحن نغني وراءه لعبد الواحد: “هذا سعدك آبلكبير”!!!
هذا سعدك آبلكبير أننا كلنا، رفاقك، كل رفاقك، الذين معك والذين يخالفونك، يجتمعون على حبك…
هذا سعدك آبلكبير…
نم قرير العين..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.