منظمو مهرجان تمنار وسيميولوجية الصورة

الطيب أمكرود

في أعلى ملصق مهرجان أركان ءيحاحان بتمنار دورة 2025، وبحجم أكبر من كل الفنانين الناطقين بالأمازيغية مهما بلغت شهرتهم وقيمتهم الفنية، يتربع فنانان يغنيان بالدارجة، يوحي الملصق أن الفنانين البنج وسليماني أهم من بقية الفنانين، وبأن الجمهور لن يفد على المنصات إلا للتملي بحضرة البنج الذي ينقص تمنار وءيحاحان فعلا، والذي بجانبه، واللذين لو سألت ايا من ساكنة ءيحاحان عنهما لما عرفا عنهما شيئا، بينما سيتعرف الأعمى في الظلام الدامس على أغلب الوجوه الأمازيغية.

فما المقصود من الملصق وهندسته؟

إن الذهنية التي صممت الملصق، والذهنية التي صممت الإعلان الترويجي، تواصل احتقار ذاتها الأمازيغية وتصر على استدعاء خطاب ما قبل 2011، وتحاول أقناع المتلقي أن الأمازيغية تواصل التربع في مرتبة دون العربية وابنتها غير الشرعية الدارجة، وأن الفنان الذي يغني بالدارجة أهم من نظيره الذي يغني بالأمازيغية، والذي يغني بالفصحى أهم من الاثنين.

نستشف هذا من كل متعلقات المهرجانات التي تنظم في المغرب، فالفنان الفصيح العروبة يتلقى معاملة وكاشا أهم من نظيره المدرج، والفنان المدرج أفضل معاملة وتعويضا من نظيره الناطق بالأمازيغية، وقد يحصل فنان يغني الشعبي بمفرده على أضعاف ما تحصل عليه مجموعة من الروايس تضم العازفين على كل الآلات وأصحاب الكورال والإيقاع، ويحشرون لإيوائهم جميعا في غرفة أو في بيت لا يليق بهم في أفضل الأحوال، فقط لكوننا نواصل الظن أنهم دون الآخرين.

فرغم أن جلالة الملك يعتبر الأمازييغية لغة وثقافة رصيدا للمغرب وكل المغاربة، يواصل البعض منا اعتبار بيزنكاض وأوطالب وصالح الباشا وكل من يغنون باللغة الأمازيغية، لغة المراتب الدنيا والمدنس، فنانين محليين من الدرجة الثانية لا يمكن أن نضع صورهم بنفس حجم صور البنج وسليماني الذين يعتبران فنانين وطنينن من الدرجة الأولى فقط لكونهما يغنيان بالدارجة، الابنة غير الشرعية للعربية، لغة المقدس واللغة المقدسة.

يا للعار، لا أحد يحتقر الأمازيغ إلا الأمازيغ، فكيف نساوي بين أوطالب والبنج، كلمات وتيمات وأداء؟

وكيف نساوي بين فنون أصيلة مع باناشييات لا نعلم لها أصلا؟

ومن يستقطب جمهور ءيحاحان أبيزنكاض وأوطالب وصالح الباشا، أم البنج؟

ومن من ءيحاحان يعرف البنج؟


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading