ملفات تادلة : جرائم كبيرة في بلدة صغيرة!! من قتل هؤلاء؟؟ – ذ.محمد الحجام*

من المنتظر أن تبث قناة مدي1 تفي يوم 15 أبريل المقبل ابتداء من الساعة التاسعة و20 دقيقة، حلقتها الثالثة من برنامج مسرح الجريمة، الذي خصصته لجرائم أفورار الغامضة، وستتضمن هذه الحلقة قضية قتل الجندي المتقاعد  ادريس العلام الذي وجد جثة هامدة وممزقة صبيحة يوم الأحد 06 مارس 2006  قرب ملتقى طريقي أفورار بني ملال، و بجواره أزيد من 3400درهم و هاتفه النقال.

 هل يتعلق الأمر بحادثة سير بعد وضع مزين عجلة مرسديس على رأسه أم هناك طمس لمعالم الجريمة، خصوصا و أن الجاني أو الجناة وضعوا خطة محكمة للتمويه،لكن الروح عزيزة عند الله، فكيف لم يبلل حذاء المتوفى في يوم ممطر و كيف لماله أن يخرج من جيبه في حادثة و كيف له أن وجد على يسار الطريق بعدما قيل أنه قادم من بني ملال أسئلة سيجيب عنها المحققون في حلقة مسرح الجريمة .

ومعلوم ان هذه الجريمة التي لم يتم التوصل فيها الى الجناة، تأتي ضمن سلسلة جرائم قتل طويت اغلبها ضد مجهول، وقد سبق لجريدة ملفات تادلة ان اصدرت في عددها 100 في مارس 2006 ملفا عن هذه الجرائم تحت عنوان:“ من قتل هؤلاء ” قدمت على اثره شكاية ضد الجريدة لازالت في النقض، وعلى إثر زيارة وزير العدل في منتصف شهر مارس الاخير لمحكمة ازيلال، التقى بعض عائلات الضحايا .

وفي هذا الصدد نعيد نشر مقال للزميل عمر المودن تحت عنوان“جرائم كبيرة في بلدة صغيرة ” سبق نشره في جريدة الاتحاد الاشتراكي بتاريخ 10 غشت 1997، ولم تقدم ضده اية شكاية، مما يجعل اعادة نشره تذكيرا ببعض الجرائم التي وقعت قبل جريمة قتل ادريس العلام، ولقانونية إعادة النشر.

جرائم كبيرة في بلدة صغيرة

 ثمة جرائم قتل ترتكب هنا وهناك، بعضها غامض وبعضها الآخر، مقترفوها رائحة القتل فيهم أشد فوحا من البصل !… ومع ذلك يفلتون من العقاب لغياب الأدلة الجنائية ضدهم، أو لبراعتهم في التضليل، أو لنفوذهم وسطوتهم، مما يجعل المحققين يضطرون إلى حفظها أو تقييدها ضد مجهول ! وإذا كان الحفظ قرارا يعمل به جميع قضاة الدنيا، إلا أن أصحاب الدعاوي وذوي الحقوق لا يشاطرون القضاة والمحققين هذا الرأي، ويتهمون بعضهم بالتقصير، أو بالتغاضي، أو بإقبار الملفات لسبب من الأسباب، هي في الغالب في غير صالح المجني عليهم أو من يمثلهم من الأطراف.

وتأكيدا لوجهة النظر هذه، نقدم هنا جردا مختصرا لسلسلة من الجرائم، أو حوادث وفاة غامضة وقعت في زمن متقارب ببلدة أفورار (16 ألف نسمة من السكان) بإقليم أزيلال، مسرحها فندق معروف ذاع صيته، حتى ليخال لكل من سمع عن تلك الجرائم المرتبطة باسمه، عن حق أو بدونه أنه إزاء رواية تشويقية من تلك الروايات التي أبدع ألفريد هتشكوك في إخراجها إلى الشاشة (بسيكوز Psychose)، وهي تحكي عن جرائم يذهب ضحيتها نزلاء فندق يوجد بمنطقة قفرة شبيه بقلعة من تلك القلاع الإنجليزية المسكونة بالرعب والأشباح، إذ ما أن يسدل الليل ستاره حتى يتقمص صاحب الفندق المخبول شخصية أمه الميتة منذ زمن طويل، ويبدأ في اصطياد ضحاياه وقتلهم بصورة بشعة للغاية…

– الحادثة الأولى: جل من يعرفون القتيلة يقولون إنها امرأة كانت تتعاط للدعارة وتتردد باستمرار على فندق معروف هنا، وقد شوهدت به قبل مقتلها أواخر العام الماضي، وهي تتناول الخمر مع بعض الأشخاص وبعدها بلحظات وجدت جثتها ملقاة بقناة للري على بعد ستة كيلومترات من أفورار، ولم يسفر التحقيق عن أي شيء رغم اعتقال مجموعة من الأشخاص الذين قضى بعضهم مدة رهن الاعتقال، وبعدها أطلق سراحهم.

– الحادثة الثانية: جندي عثر على جثته ليلة زفافه بأحد أودية السقي الرئيسية، وقيدت القضية ضد مجهول بدون تحديد كيف مات، ومن قذف بجثته في تلك الساقية، وهل للأمر علاقة بزواج الضحية، أم وقع شجار بينه وبين أحدهم أدى إلى مقتله؟

أكيد أن من حملوا جثته كل تلك المسافة حتى ذلك المكان لهم علاقة بارتكاب هذه الجريمة أو على الأقل يعرفون من ارتكبها… لكن التحقيق هنا أيضا لم يفض إلى أية نتيجة.

– الحادثة الثالثة: موظفة توفيت بالفندق إياه – مسقط رأسها من سوق السبت- ذكر أنها ماتت بسكتة قلبية، وأن أدوية لعلاج أمراض القلب تم العثور عليها من بين متعلقاتها !

– الحادثة الرابعة: هو شاب في الثالثة والثلاثين من عمره ظل إلى غاية يوم 27 فبراير 1997 في منتهى النشاط، وكل الذين شاهدوه في ذلك اليوم لم يلاحظوا عليه أي تغيير في سلوكه، وكان قد سلم سيارة أجرة كبيرة مسجلة في اسمه لصديق له لكي يتولى استعمالها مؤقتا في نقل الأشخاص، إلى أن أخبرت عائلته بموته في ظروف غامضة.

وطبقا لما ورد في محضر للدرك الملكي أنجز في هذه القضية، فإن الضحية (محمد عبوزة) تم العثور على جثته بتاريخ 28 فبراير 1997 قرب حقل أشجار من الزيتون على امتداد الطريق الثلاثية الرابطة بين أفورار وأولاد امبارك، مصاب بطعنة سكين على الجهة اليسرى للصدر.

أما تصريحات الشهود فقد جاءت متناقضة، وبناءا على بعضها تم اعتقال صديق القتيل (سائق سيارة الأجرة الكبيرة)، وجرى التحقيق معه كشخص مشتبه فيه، بينما ترى عائلة الضحية أن الاتهام الموجه لصديق ابنها لا أساس له من الصحة، وتطالب بمواصلة البحث لاعتقال المجرم الحقيقي، ومعرفة مع من اتصل الضحية بالفندق المعلوم بأفورار قبل مقتله، ولماذا وجدت جثته في ذلك المكان بالذات؟

– الحادثة الخامسة: أستاذ يمارس مهنة التدريس بسوق السبت، دخل إلى “العلبة الليلية” للفندق المذكور في أحد أيام شهر مارس 1997، وخرج من ذلك الفندق وهو جثة هامدة، وقيل أنه سقط على رأسه ومات!… بينما تقول رواية أخرى أن حراسا (فيدورات) من ذوي العضلات المفتولة هم الذين ضربوه بعنف، وأن الوفاة كانت نتيجة لذلك.

هذه الحوادث الخمس القاتلة، حسب المرتبطين بها من عائلات الضحايا، يستغربون كيف لم تتمكن أجهزة التحقيق من اعتقال ولو شخص واحد من الجناة الفاعلين وتقديمه للمحاكمة؟

ويضيف هؤلاء بأنه وحتى على فرض أن ذلك الفندق ليس مسؤولا عما يقع من جرائم، فإن السلبية التي ينتهي إليها البحث في كل جريمة قتل أو وفاة غامضة تطرح أكثر من سؤال عن مدى تحمل السلطات المختصة لمسؤوليتها “ونحن تقول إحدى العائلات لم نعد نطمئن على حياتنا وممتلكاتنا، ومثل هذه الجرائم التي وقعت في الشهور الأخيرة لم يسبق لقريتنا أن عرفت مثلها من قبل، وهو وضع لا يبعث على الارتياح بقدر ما يسبب لنا الكثير من القلق خوفا على أنفسنا وعلى أبنائنا… لذلك، نرجو أن يبقى التحقيق مفتوحا ويركز على الأشخاص المعروفين باستعمالهم للعنف أثناء وقوع بعض النزاعات والخصومات… فعن طريقهم يمكن الوصول إلى معرفة من يرتكب بعض هذه الجرائم وعودة الأمن والهدوء إلى الناحية…

 *مدير نشر جريدة ملفات تادلة   – افتتاحية العدد 294 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد